القاعدة ـ ارتباك وصراعات داخل التنظيم
القاعدة

أغسطس 18, 2022 | دراسات

القاعدة بعد (الظواهري).. صراع على الزعامة، وارتباك مؤقت

مرصد الأزهر ـ استقبل العالم تأكيد خبر مقتل “أيمن الظواهري” زعيم تنظيم القاعدة، في هجوم نفذته القوات الأمريكية على أفغانستان، بشيء من الارتياح. وتعليقًا على العملية أكد “جو بايدن” رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أن “العدالة تحققت” وأن العالم لم يعد يخش هذا “القاتل الذي لا يرحم”. وتأتي هذه العملية استجابةً لتقرير الأمم المتحدة في يوليو الماضي، والذي حذر من استعداد تنظيم القاعدة للتغلب على تنظيم داعش الإرهابي، وبالتالي احتلال صدارة التنظيمات الإرهابية على المستوى العالمي. والحقيقة أن الإدارة الأمريكية لم تهدف فقط إلى استهداف رأس التنظيم باعتباره أحد أكثر الشخصيات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، وإنما هناك العديد من الأهداف والتداعيات الإقليمية والدولية الأخرى، نستعرض أهمها فيما يلي:

استعادة الشعبية: أكد “جوادي كالبو” الصحفي والمحلل الأرجنتيني الجنسية، أن عملية قتل أحد أهم القيادات الإرهابية المطلوبة عالميًّا، تعد محاولة من (بايدن) لاستعادة شعبيته التي تراجعت في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد الانسحاب من أفغانستان. ووفق استطلاعات مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فقد أعرب (44%) من الأمريكيين عن رضاهم على أداء الرئيس الأمريكي لأسباب، أبرزها قتل زعيم القاعدة الذي يعد فريسة رمزية أكثر من كونه هدفًا حقيقيًّا. تفتيت التنظيم: يصعب من منظور الخبراء تعيين زعيم جديد يحظى بقبول الجميع. ويتنافس على زعامة القاعدة، المصري “سيف العدل” عضو مجلس شورى التنظيم، واللجنة العسكرية، ومسؤول تدريب العناصر الإرهابية في الشرق الأوسط وإفريقيا. والمغربي “عبد الرحمن المغربي” صهر (الظواهري) ورئيس مؤسسة التنظيم الإعلامية.

ويتوقع الخبراء ارتباك التنظيم في المرحلة المقبلة، بالنظر إلى افتقار المرشحين إلى خبرة ومصداقية “أيمن الظواهري” الذي عُرف بإخلاصه للتنظيم وعلاقاته المتشعبة، وخبرته التي ‏اكتسبها خلال عقود. ومن المتوقع أن تكون هناك تغييرات جذرية ‏في سياسة التنظيم الخارجية وعلاقته بالتنظيمات الأخرى كداعش، وهو أمر يتوقف على مدى ‏استعداد القيادة الجديدة لتحقيق نوع من التوازن أو فرض القوة على الصعيد العالمي. وربطت “خوليتا نساو” الكاتبة والصحفية الأرجنتينية، استمرار نشاط القاعدة بتغيير الإستراتيجية. يُذكر أن (الظواهري) كان قد ابتكر مع سلفه (بن لادن) إستراتيجية “العدو البعيد” للقاعدة بهدف مهاجمة الولايات ‏المتحدة. ووفق “خوليتا” فقد تراجع تنظيم القاعدة خلال الأحد عشر عامًا التي تولاها (الظواهري) على المستوى الدولي، في ظل التزاحم مع تنظيم داعش الإرهابي وتصدره ساحة التطرف عالميًّا. فضلًا عن تبنيه إستراتيجية (اللا مركزية) للحفاظ على بقاء التنظيم وانتشاره، حيث نشط تنظيم “القاعدة” بشكل كبير في إفريقيا، التي تعد جغرافيًّا بؤرة الإرهاب الجديدة.

بدوره وصف “سيرخيو ألتونا” الباحث في معهد إلكانو الملكي، مقتل (الظواهري) ومن قبله (بن لادن) بـ (نقطة التحول القادمة) وأكد أن (سيف العدل) المرشح الأوفر حظًا لتولي قيادة التنظيم.واختلف معه في الرأي (كالبو) وأكد أن الأمر غير مؤكد؛ نظرًا ‏لأنه على مدى عمر التنظيم الذي قارب 35 عامًا لم يتول قيادته سوى شخصين وكانا على قدم المساواة، ‏ومع ذلك بعد مقتل “بن لادن” استغرق مجلس شورى تنظيم القاعدة 6 أسابيع لاختيار “الظواهري” الذي ‏كان أحد مؤسسيه.

مصير التنظيم -القاعدة

من المتوقع أن يتمدد تنظيم القاعدة في أماكن أخرى كمنطقة الساحل وشمال إفريقيا، وهو ما يعكس استعداد التنظيم مواصلة القتال رغم مقتل قياداته التاريخية. ويشير الخبراء إلى أن قتل كبار قادة التنظيمات الإرهابية قد يؤدي إلى عدم توازنها مؤقتًا، لكن ذلك ليس ‏علاجًا ناجعًا للقضاء على حركة متطرفة عنيفة انتشرت في جميع أنحاء العالم، وتزداد قوة في العديد من المناطق الإفريقية، على سبيل المثال، والأمر ‏منسحب على تنظيمي القاعدة وداعش، أي إن خطرهما لا يزال مستمرًا. وهناك من يرى أن التنظيمات الإرهابية في المدة الأخيرة قد اعتادت على إستراتيجية “قطف الرؤوس” لقتل قادتها، ومن ثم فإن تأثير هذه الإستراتيجية قد يكون محدودًا إلى حد ما إذا ما وضعنا في الاعتبار وجود مجلس شورى ولجان داخلية تدير تلك التنظيمات، علاوة على اللا مركزية وانتشار الفروع الإقليمية للتنظيم، وكذلك قدم التنظيم وتجذره، فهو ليس حركة ناشئة تتلاشى بفقدان زعيمها. ولا شك أن مقتل (الظواهري) سيؤثر على التنظيم وسيعرقل جزءًا ‏كبيرًا من خططه، علاوة على الضعف المعنوي الذي يتسلل إلى نفوس عناصره بعد مقتل قائدهم.

وأن مقتله من شأنه إحداث حالة من الارتباك داخل صفوف التنظيم الذي يبنى إستراتيجيته الإعلامية على تصدر زعمائه المشهد الإعلامي، وخلق هاله كبيرة حولهم، وربط أعضاء التنظيم بهم، وقد ظهر هذا التأثر بوضوح بعد مقتل “أسامة بن لادن”، حيث فقد التنظيم جزءًا كبيرًا من قوته بعد مقتله، لذا فمن المتوقع حدوث الأمر ذاته بعد مقتل (الظواهري). وإن كان المتخصصون يتفقون على أن تنظيم داعش الإرهابي يعد التهديد الأكبر للغرب، إلا أن بعضهم يرون أن تنظيم القاعدة يعد أخطر تنظيم إرهابي على المدى الطويل. لذا فإن محاربة الإرهاب والقضاء على قياداته يجب أن ‏يصحبها مكافحة للفكر وتجفيف لمنابع التطرف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإعلامية. ‏

رابط مختصر..   https://eocr.eu/?p=9135

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب ـ استراتيجية شاملة أمنية بين فرنسا والمغرب

مكافحة الإرهاب ـ استراتيجية شاملة أمنية بين فرنسا والمغرب

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا مباشر مع مراسل :ما أهداف زيارة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى المغرب؟ mc-doualiya - قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين إن بلاده عازمة على تعزيز تعاونها الأمني مع المغرب في مكافحة الإرهاب وتأمين الألعاب...

توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف

توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا توقيف مساعد نائب ألماني يميني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس للصين فرانكفورت (ألمانيا) (أ ف ب) – أعلنت السلطات القضائية الألمانية الثلاثاء توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتشدد بشبهة التجسس لصالح...

ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين في ألمانيا وبريطانيا

ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين في ألمانيا وبريطانيا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا بريطانيا وألمانيا: ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين independentarabia - اتهامات للمعتقلين بجمع معلومات حول تقنيات وتسليمها لبكين و"نقل لمعرفة" إليها ملخص قبل بضعة أشهر أشار وزير التعليم الألماني إلى أخطار التجسس العلمي من...

Share This