مكافحة الإرهاب ـ الروابط بين الإرهاب والجريمة
مكافحة الإرهاب ـ الروابط بين الإرهاب والجريمة

ديسمبر 16, 2020 | دراسات

التداخل بين الجريمة والإرهاب (3) – مكافحة الإرهاب

مرصد الأزهر – في الجزأين السّابقين من تقرير “التَّداخل بين الجريمة والإرهاب”، تطرَّقنا إلى استراتيجيَّة تنظيم “داعش” الإرهابيّ الجديدة التي كُشف عنها العام الماضي المسمّاة بـ “خلايا التَّماسيح”، تلك الخلايا التي تتغذَّى على الروابط المتشابكة والمتداخلة بين الجريمة والإرهاب، وكيف استطاعت النَّفاذ داخل بعض المجتمعات مثل “سريلانكا” و”كينيا” لتنفيذ ضرباتها الإرهابيَّة دون الكشف عن وجودها من قبل الأجهزة الأمنيَّة. مكافحة الإرهاب

ولا تتوقَّف خطورة تلك الخلايا عند حدود دولةٍ معيَّنةٍ؛ خاصَّةٍ بعد الكشف عن خطط تنظيم “داعش” الإرهابيّ للتَّوسُّع عالميًّا مستغلًّا في ذلك أكثر من 20 فصيلًا موجودًا فعليًّا في عدد من دول العالم، وكذلك “تنظيم القاعدة” الذي يسعي جاهدًا لضرب القارة الأوروبيَّة والولايات المتَّحدة، وهو ما يفرض على المتخصصين في مجال مكافحة التطرَّف الدّراسة المتعمقة لأحد البقاع المظلمة التي يمكن وصفها بـ”نقطة الانطلاق الرَّئيسة” لعدد من العمليات الإرهابيَّة ذائعة الصيت في العالم، ونقصد بتلك البقعة “السُّجون” التي حذَّر مرصد الأزهر كثيرًا من تبعات جمع أصحاب الفكر المتطرّف والمسجونين على ذمَّة قضايا الإرهاب، مع أولئك المتَّهمين في قضايا أخرى كالمخدّرات وتجارة السّلاح والسَّرقة والتَّزوير… إلخ.

وما يزيد من تأزُّم هذا الملف انضمام العديد من السُّجناء غير المؤدلجين بعد قضاء مدَّة عقوبتهم إلى إحدى تلك التَّنظيمات الإرهابيَّة، بعد اعتناقهم للفكر المتطرّف أو تبلور فكرهم بشكلٍ أكثر تشدُّدًا خلال فترة سجنهم. ولعل ذلك برز منذ فترة قصيرة في الهجوم الذي استهدف العاصمة النمساوية “فيينا” وراح ضحيته أربعة أشخاص و22 مصابًا، ذلك الهجوم الذي جسّد الفكرة العامة لهذا التقرير. مكافحة الإرهاب

هجوم فيينا – مكافحة الإرهاب

“كارتين إس” منفذ الهجوم البالغ من العمر 20 عامًا قد سبق سجنه على خلفية سعيه للسفر للقتال ضمن صفوف تنظيم “داعش” الإرهابيّ في سوريا خلال أبريل 2019 مع مجموعة تضم 90 متشددًا، لكن تمَّ الإفراج المشروط عنه في ديسمبر 2019، ورغم صغر سنه إلا أنه تمكن من خداع منظمي برنامج مكافحة التطرف ــ وذلك وفق تصريحات وزير الداخلية النمساوي ــ لكن هذا لا ينفي توفر معلومات عن توجه “كارتين” المتطرف لدى السلطات الأمنيّة في النمسا مسبقًا؛ خاصة بعد الكشف الأخير عن إبلاغ الشرطة السلوفاكية لنظيرتها النمساوية بمعلوماتٍ عن محاولة المهاجم شراء ذخيرة في يوليو الماضي، أيْ عقب إطلاق سراحه بشهور قليلة؛ مما يطرح تساؤلًا حول آليات تعامل الهيئات الرسميّة ذات الصلة مع مثل تلك الحالات التي شهدت في حياتها توجهًا متطرفًا، حتى وإن تخلوا عن هذا التوجه ظاهريًّا؟!

كما أثار هجوم فيينا العديد من التساؤلات؛ لعل أبرزها ما ظهر على السطح عقب إعلان تنظيم”داعش” الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم في بيان له على “تليغرام” والذي أشار فيه إلى استخدام المُنفذ الذي أسماه بـ “أبو دجانة الألباني” سلاحين أحدهما رشاشًا والآخر سكينًا. وبالنظر إلى الأسلحة المستخدمة يتبين لنا استخدام الإرهابي سلاحًا ليس من السهل الحصول عليه كـ “الرشاش”، وهو ما يثير الشكوك حول صلات “كارتين” بعد خروجه من السجن، ومدى عمق الروابط التي نسجها خلال فترة سجنه، مع باقي المتهمين بعيدًا عن أعين أجهزة الأمن!

تلك الروابط الغامضة يمكن تفسيرها، بعد ما ذكرته بعض التقارير عن تسريب أحد الأشخاص لمعلومات مهمة عن عملية كبيرة، كان من المخطط قيام قوات الأمن النمساوية بها؛ لمكافحة الإرهاب يوم ثلاثاء في تمام الساعة الثالثة، ومن ضمنها مداهمة منازل أشخاص معروفين لدى منفذ الهجوم، إلا أن الحادث الإرهابي وقع قبلها بيوم في تمام الساعة الثامنة مساءً، وبناء على ذلك يتضح لنا كيف تساهم الروابط التي تصاغ داخل السجن وخارجه في تسهيل مهام الإرهابيين، خاصةً مع تمتع بعض السجناء بنفوذ تمكنهم من الحصول على ما يلزمهم من معلومات تفيد تحركاتهم بشكل غير قانوني.

كما أن هذه الروابط لم تقتصرعلى الداخل فقط؛ بل وفق تصريحات وزير الداخليّة الألمانيّ، هورست سيهوفر، فإن هناك صلة ألمانية بهجوم فيينا تشمل أشخاصًا يخضعون للمراقبة على مدار الساعة؛ حيث يعتقد أن اثنين من أصل أربعة أشخاص مشتبه بهم في ألمانيا، التقيا بمهاجم فيينا في يوليو الماضي عدة مرات، بينما أٌقام أحدهما في منزله، أيْ كانت هناك اجتماعات للتنسيق داخل وخارج النمسا قبل تنفيذ الهجوم، رغم الرقابة المفروضة على تلك العناصر في ألمانيا والنمسا على حدٍّ سواء، مما يؤكد أن الحزام الناسف المزيف الذي استخدمه المهاجم بهدف الخداع، لم يكن من الصعب على تلك المجموعة التي تمكنت من خداع أجهزة الأمن في كلا البلدين والاجتماع سرًا أكثر من مرة، رغم الرقابة المفروضة عليها، توفير مواده المتفجرة لولا تلك المعلومات التي وصلت إليهم مسبقًا عن حملة أمنيّة وشيكة؛ مما دفعهم لتسريع خطتهم الموضوعة بالفعل.

هذه الاجتماعات السرية تطرح كذلك تساؤلًا حول كيفية تعرف “كارتين” على هؤلاء الأشخاص الأربعة، وهل للفترة التي قضاها في السجن دور في التعرف عليهم خاصة أن أحد الأشخاص الأربعة لم يكن يعرفه شخصيًّا بل عن طريق وسطاء آخرين؟! هذه التساؤلات والغموض المحيط بتحركات منفذ هجوم فيينا ومعاونيه، تشبه ما تم في حوادث إرهابية أخرى كان السجن بمثابة منصة انطلاق لها في الكثير من بقاع العالم، وهو ما سنوضحه في السطور التالية عن دور السجون في صياغة وتنفيذ العمليات الإرهابيّة.

سجن “بوكا” في العراق – مكافحة الإرهاب

دور السجون في تبلور الفكر المتطرف لدى البعض يمكن ملاحظته في مسارِ عددٍ من الشخصيَّات التي شقَّت طريقها إلى التَّنظيمات الإرهابيَّة، عقب إطلاق سراحهم من السُّجون، فنجد على سبيل المثال أنَّ “محمد سعيد عبد الرحمن المولى” أو “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي” الذي تردَّد اسمهُ عقب تولّيه زعامة تنظيم “داعش” الإرهابيّ بعد مقتل “البغدادي”؛ قد سطَّر تاريخًا من الأعمال الإرهابيَّة البشعة عقب خروجه من السّجن؛ فنقطة التَّحول في حياة “البروفيسور” أو “المدمّر” كما أطلق عليه كانت في عام 2004 عقب دخوله سجن “بوكا” في العراق الذي كان يعتبر أرضًا خصبة للفكر المتطرّف؛ حيث التقى خلال تواجده بـ “البغدادي” وغيره من رفاق دربه في الإرهاب.

وقد أصبح السجن الذي تردَّد اسمه في كثير من التَّحقيقات التي أجريت حول مسار عددٍ من الشَّخصيَّات الإرهابيَّة العالميَّة، محل اهتمام الباحثين والصَّحفيّين الاستقصائيّين؛ للتَّعرُّف على ما دار خلف جدران هذا السّجن القابع في جنوب العراق. تلك المتاهة التي جذبت السُّجناء داخلها ودمجتهم في بوتقةٍ واحدةٍ وجعلتهم أقرب ما يكون من بعضهم البعض أكثر من أيِّ وقتٍ مضى. وهذا ما برز من تصريحات “أبو أحمد” أحد المعتقلين السّابقين في “بوكا” عام 2004، والذي أصبح عقب خروجه من السّجن عضواً بارزاً في تنظيم “داعش” الإرهابيِّ.

حيث قدَّم هذا السّجن فرصة ذهبيَّة لتلك العناصر المتطرّفة للتَّقرُّب من بعضها البعض والتَّغلُّب على مخاوفهم وتطوير فكرهم، وجذب العناصر المؤيدة لفكرهم هذا مستقبلًا، وبرز ذلك في تصريح هذا الإرهابيّ المدعوِّ “أبو أحمد”: “لم يكن ليمكننا التَّجمُّع على هذا النَّحو في بغداد أو في أيِّ مكانٍ آخر. كان سيعدُّ الأمر خطيرًا جدًّا. لقد كنَّا في أمانٍ، بل وعلى بعد بضع مئاتٍ من الأمتار من قيادة تنظيم القاعدة .. لقد كان (بوكا) بمثابة مصنعٍ أنتجَنَا جميعًا، وكوّن نهجنا الفكريَّ”.

فخلف جدران هذا السّجن عُقدت أولى اللّقاءات بين “أبو أحمد” وغيره من الشَّباب وبين أبي بكر البغداديِّ، وذلك وفق ما ذكره “أبو أحمد”: “في السّجن، كان كلُّ الأمراء يجتمعون بشكلٍ منتظمٍ. أصبحنا قريبين جدًّا من الأشخاص المسجونين معنا. عرفنا قدراتهم. كُنَّا نعرف ما يمكنهم وما لا يمكنهم القيام به، وكيفية استخدامها، ولأي سببٍ من الأسباب. وكان أهم الأشخاص في معسكر (بوكا) هم الذين كانت لهم صلةٌ وثيقةٌ بالزرقاوي الذي اشتهر في عام 2004 بأنه زعيم (القاعدة)”.

وأتاح التَّقارب خلف جدران السجن فرصة لمناقشة العديد من الموضوعات والتَّخطيط لعمليّاتٍ أكثر فتكًا، وتحديد رؤيةٍ واضحةٍ لمستقبل هؤلاء السُّجناء، وهو ما أكَّده “أبو أحمد”:

“كان لدينا الكثير من الوقت لنجلس ونخطّط. لقد كانت بيئة مثالية. اتفقنا جميعًا على أن نلتقي عندما نخرج. وكانت وسيلة إعادة الاتّصال سهلة. كتبنا تفاصيل كل شخصٍ منَّا على (شريط الأستيك المطَّاط) الموجود في السَّراويل الدّاخليَّة. وتواصلنا عندما خرجنا. كان أيُّ شخصٍ مهمٍّ بالنسبة لي مكتوبٌ على شريط المطَّاط الأبيض. كان عندي أرقام هواتفهم وقراهم. وبحلول عام 2009 كان الكثير منا قد عاد للقيام بما كنا نقوم به قبل اعتقالنا ولكننا كنا نقوم بذلك هذه المرة على نحو أفضل”.

وهذا يؤكّد أنَّ جدران السُّجون شكَّلت في تلك الفترة “نقطة انطلاقٍ رئيسةٍ” لنشأة التَّنظيمات الإرهابيَّة مثل “داعش” واندماج الرُّؤى والتَّخطيط لتنفيذ العمليَّات الفتَّاكة: “كان السّجن بالنّسبة إلينا أكاديميَّة دراسيَّة، ولكنَّه كان بالنسبة إليهم مدرسة للإدارة ــ يقصد كبار القادة ــ لَمْ يَكُنْ حلقة مفرغة أبدًا، نظرًا للكثيرين الذين تلقوا توجيهاتهم، وإرشاداتهم داخل السجن”.

جدير بالذكر أن تصريحات “أبو أحمد” جاءت ضمن سلسلة من المقابلات أجرتها صحيفة “الجارديان” البريطانيَّة للاقتراب من أبعاد شخصية زعيم تنظيم داعش السابق “أبو بكر البغدادي”. وما يؤكّد خطورة ما ذكره الإرهابيُّ “أبو أحمد” في تصريحاته، ما كشفت عنه تقديرات الحكومة العراقيَّة من قضاء 17 من أصل 25 قائدًا مهمًّا من قادة تنظيم “داعش” الإرهابيّ ممَّن أداروا الحرب في العراق وسوريا، وقتًا في السُّجون مثل سجن “بوكا” بين عامي 2004 و2011 ــ تلك الفترة التي مهَّدت الطَّريق أمام تنظيم “داعش” للظُّهور تدريجيًّا والتربَّع على قائمة أخطر التَّنظيمات الإرهابيَّة في العالم.

سجن “بلمارش” في بريطانيا

ولا يتوقف الأمر عند جدران سجن “بوكا” في العراق؛ بل بالنَّظر إلى سجن “بلمارش” في بريطانيا، الذي تردَّد اسمه مطلع العام الجاري وتحديدًا في فبراير 2020 عقب وقوع هجوم طعنٍ لعددٍ من المارَّة في منطقة “ستريتهام” جنوب لندن والذي نفَّذه المدعوُّ “سوديش أمان” يتأكَّد لنا دور بعض السُّجون في توجُّهات السُّجناء الأيديولوجيَّة؛ حيث ذكر اسم هذا السجن بعد ورود تفاصيل عن قضاء منفّذ الهجوم فترة عقوبته به بعد محاكمته بتهمة حيازة مستنداتٍ تضمُّ معلوماتٍ إرهابيَّة، علمًا بأن “سوديش أمان” لم ينفَّذ أيَّ عمليّاتٍ إرهابيَّةٍ قبل دخول سجن “بلمارش” ممَّا يضعه في قائمة أصحاب الفكر المتطرّف فقط حتى ذلك الوقت.

لكنَّ التَّحوُّل الحقيقي في حياة “سوديش أمان” كان عقب خروجه من السّجن بأيامٍ قليلةٍ، فقد حوَّل هذا الفكر المتطرّف إلى عملٍ إرهابيٍّ، وإذا كان “سوديش” لم يتأثَّر فكريًّا بالمحيطين به في السّجن لكونه دخله متهيئًا فكريًّا بالفعل، إلا أنَّ ما سمعه طوال فترة سجنه من قصصٍ حول الجنَّة والشَّهادة والأعمال البطوليَّة كما يصفها تنظيم “داعش” الإرهابيّ، والذي أعلن “سوديش” انتماءه له في أحد رسائله لأصدقائه، شكَّل عاملًا محفّزًا له لتحويل هذه الأفكار التي سبق أن ذكرها في مذكّراته، حول رغبته في الشَّهادة ودخول الجنَّة، إلى أعمال يترجمها من وجهة نظره.  مكافحة الإرهاب

فقد أذابت الفترة التي قضاها “سوديش” خلف قضبان السّجن ووسط هؤلاء السُّجناء المصنَّفين كأخطر إرهابيّين في العالم أيَّة مخاوف راودته حيال توجُّهه هذا، وهذا يؤكّد ما ذكرناه من أنَّ السُّجون شكَّلت نقطة انطلاقٍ رئيسيَّةٍ للعديد من العمليَّات الإرهابيَّة. وهو ما أكَّدته أيضًا والدة “سوديش” التي قالت عقب ارتكاب ابنها هذا الهجوم: “لم يكن متدينًا.. لقد تورَّط في كل هذه الأمور عبر الإنترنت، وأصبح أكثر تشدُّدًا داخل السّجن”.

أمَّا عمدة لندن، صديق خان، فقد أكَّد في مقابلةٍ مع برنامج “بي بي سي بريكفاست” تعليقًا على الهجمات التي ضربت العاصمة البريطانيَّة أن السُّجون تعاني من التَّطرُّف.وسجن “بلمارش” الواقع في غرينتش جنوب شرقيّ لندن والذي يعود تاريخه إلى ألفي سنةٍ تقريبًا، قد خصص للمجرمين الأكثر خطورة في العالم وأغلب المعتقلين به من الإرهابيّين والمتطرّفين، وذاع صيته بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؛ حيث بات يطلق عليه اسم “غوانتانامو البريطانيُّ”.

ويعدُّ هذا السّجن محط أنظار الباحثين في مجال مكافحة التَّطرُّف جرّاء وقوع العديد من الأحداث لعلَّ أشهرها عام 2013 عندما أعلن عن تشكيل إرهابيّ تحت اسم “الفرسان الثلاثة”، وكانت نواته ثلاثة من السُّجناء به ممَّن انتهكوا قوانين الإرهاب وسعوا إلى إراقة الدّماء في بريطانيا عبر استهداف الشُّرطة والجيش بقنابل وأدواتٍ حادةٍ.

تلك الواقعة وغيرها جعلت من “بلمارش” أرضًا خصبة للتطرُّف؛ حيث يتمُّ تجنيد المقاتلين المتطرّفين به وذلك وفق أحد السُّجناء السّابقين الذي أكَّد تعرَّض السُّجناء الشَّباب به لغسيل دماغٍ من قِبَل نزلاء آخرين.           وهو ما أشارت إليه سارة خان، المفوَّضة الرَّئيسيَّة لمكافحة التَّطرُّف، في أحد تصريحاتها لصحيفة الإندبندنت:

“لقد أثار الخبراء والعاملون في السُّجون معي مخاوف كبيرة بشأن انتشار الأفكار والسُّلوكيَّات المتطرّفة بين السُّجناء”.

كما أنَّ أحد المراجعات التي أمرت بها الحكومة البريطانية عام 2015 وجدت أنَّ العدد المتزايد من السُّجناء المحكوم عليهم بعقوباتٍ قصيرةٍ في جرائم إرهابيَّةٍ منخفضة المستوى مثل حيازة معلوماتٍ إرهابيَّةٍ أو منشوراتٍ تضمُّ أفكارًا متطرّفة، يوسّع من خطر التَّطرُّف إلى ما وراء أولئك، ممن تمَّ القبض عليهم بسبب جرائم إرهابيَّة، أيْ: أن السّجناء غير الإرهابيّين وبعض المسلمين وغيرهم معرضون للتطرّف وانتهاج العنف؛ نتيجة حالة الاستقطاب التي تمارس خلف جدران السجون؛ لتغيير فكرهم وجعلهم أدوات فاعلة في يد التنظيمات الإرهابيّة.

وهو ما أكَّده أحد الضُّبّاط العاملين في مبنى شديد الحراسة في تصريحٍ له لصحيفة “الإندبندنت” البريطانيَّة أن نسبة المسلمين الحقيقيّين في السُّجون أقلُّ من عدد الذين يعلنون أنفسهم أتباعًا للدّين الإسلاميّ، واصفًا الأشخاص الذين ينضمُّون إلى التَّنظيمات الإرهابيَّة بأنهم مسلمون “تجميليّون” ومجرد متسلّلين. هذا الضّابط هو واحدٌ من عدَّة مصادر اعتمدت عليها صحيفة “الإندبندنت” التي تؤكّد انتشار ظاهرة ادعاء السُّجناء اعتناق الإسلام داخل السُّجون والانضمام للتنظيمات الإرهابيَّة لأسباب عديدة أبرزها تبرير العنف الذي يمارسونه وجعل الدين غطاء له.

العلاقة بين الجريمة والإرهاب

وقد لفت أحد التقارير حول العلاقة بين الجريمة والإرهاب في المملكة المتَّحدة وأيرلندا إلى أنَّ مجموعة كبيرة من المتطرّفين البريطانيّين لديهم إداناتٌ بجرائم لا علاقة لها بتطرُّفهم؛ حيث تشبه السجون عوالم مصغَّرة للعلاقة بين الجريمة والإرهاب، فيتم بها التطرُّف والتَّجنيد والتَّواصل وحتى التخطيط للعمليات الإرهابيّة. مكافحة الإرهاب

فعلى سبيل المثال، اعتنق “أدريان راسل أجاو” أو “خالد مسعود” مهاجم “جسر وستمنستر” في بريطانيا الإسلام أثناء فترة سجنه بعد إدانته في عدَّة جرائم عنيفةٍ، وكان يعتبر مجرَّد شخصيَّةٍ عاديَّةٍ قبل ارتكابه ذلك الهجوم الإرهابيَّ الذي وقع في 22 مارس 2017 وراح ضحيته 5 أشخاص و49 جريحًا.

وقد أثار تقريرٌ لصحيفة “واشنطن تايمز” عددًا من الأسئلة حول شخصيَّة “مسعود” المتناقضة ما بين فتى محبٍّ للسَّهر والحفلات والشرب وتعاطي المخدّرات وعنيف في حياته الشخصية إلى شخصٍ آخر يسعى للانتقام باسم الدين الذي انضمَّ إليه حديثًا. علمًا بأن سجله الإجراميَّ بدأ في 1983 واشتدَّ في 2003 عندما قام بطعن أحد الأشخاص في وجهه بالسّكّين في أحد الحانات جنوب بريطانيا بسبب تعليقات عنصريَّة، وعقب خروجه من السّجن بات يعرف عن نفسه بأنه (مسلمٌ) رغم احتفاظه باسمه الأصليّ واستمراره في نمط حياته السّابق.

ووفق الصحيفة فإنه من غير المألوف أن يمرَّ النّاس بتغييراتٍ نفسيَّةٍ ودينيَّةٍ عميقةٍ في السّجن، لكن يدرك المجنَّدون المتطرّفون نقاط ضعف السُّجناء، ويطوّرون علاقاتهم معهم من أجل تشكيل نظامٍ معتقدٍ جديدٍ وهويَّةٍ جديدةٍ تبرّر العنف، وهذه الاتجاهات مماثلة في السُّجون البريطانيَّة والأمريكيَّة على حد سواء.

وفي تقرير  للمركز الدوليّ لدراسات التطرَّف والعنف السّياسيّ (ICSR) بـ “كينجز كوليدج” في لندن بعنوان “الماضي الإجراميُّ، مستقبل الإرهاب: المقاتلون الأوروبيُّون والعلاقة الجديدة بين الجريمة والإرهاب” تبيّن أنَّ 57% من الأفراد في قاعدة بيانات المركز تمَّ سجنهم من شهرٍ إلى أكثر من 10 سنواتٍ في مختلف الجرائم من البسيطة إلى العنيفة قبل انضمامهم للتنظيمات الإرهابيَّة، كما أنَّ ما لا يقلُّ عن 31% من أولئك الذين أمضوا وقتًا في السّجن تطرُّفوا هناك؛ لذا يعدُّ الأمر بالغ الخطورة خاصَّة مع زيادة الاعتقالات والإدانات المتعلّقة بالإرهاب وهو ما يزيد من فرص تحوُّل السُّجون إلى مراكز ثقلٍ للتنظيمات الإرهابيَّة.

وبتحليل الأوضاع داخل السُّجون نجد أنَّ السُّجناء الجدد يكونون في أقصى مراحل الضَّعف، حيث تظلُّ الأسئلة تراودهم عن مستقبلهم، وكيفية التَّأقلم مع الظُّروف الجديدة التي يمرُّون بها؛ خاصَّة أنهم معزولون عن أسرهم وأصدقائهم في حين يجدون أنفسهم في بيئةٍ معاديةٍ مليئةٍ بالانقسامات وفق الأسس الدّينيَّة والعرقيَّة.

هذا الضَّعف النَّفسيُّ والجسديُّ يجعلهم معرَّضين لتجربة ما أطلق عليه التقرير “الفتحات المعرفيَّة” أو الرَّغبة في التماشي مع الأفكار والمعتقدات المحيطة بهم والجديدة عليهم؛ لذا نجد المجنَّدين المتطرّفين يميلون لجذب هؤلاء السُّجناء خاصَّة بعض الشَّباب المسلم غير المتعمّق في دينه أو من لديهم قشور عن معرفة حقيقة هذا الدين الحنيف، لكنهم يتصفون بالتهور والاستعداد لتحمُّل المخاطر، وهم في صراعٍ دائمٍ مع السُّلطات الرَّسميَّة جرّاء كسرهم للقانون، ولجوئهم للعنف في حياتهم قبل دخولهم السّجن، وهو ما يشكّل أرضًا خصبة للمجنَّدين لممارسة نشاطهم بأريحيَّةٍ.

هذه الفتحات المعرفيَّة تقود السُّجناء الجدّد إلى البحث عن إجاباتٍ دينيَّةٍ لأسئلتهم التي تُثار جرّاء تعاملاتهم اليوميَّة مع باقي السُّجناء، وهو ما يجعلهم أكثر قربًا من مجنَّديهم دون علمهم بنواياهم الخفيَّة، وما يزيد من تعقيد هذا الملف هو الصُّعوبة التي يواجهها موظَّفو السُّجون في التَّمييز بين الالتزام الدّينيّ أو دخول دين آخر، وبين التطرُّف خاصَّة مع تشابه العلامات الخارجيَّة في تلك الحالات.

ولأن السُّجون هى أماكن يتلاقى فيها الوسط الإجراميُّ والإرهابيُّ وجهًا لوجهٍ، وهو ما يزيد من فرص إنتاج مزيد من الإرهابيّين أكثر مهارة وتجهيزًا. وقد عرض تقرير “الماضي الإجراميُّ، مستقبل الإرهاب: المقاتلون الأوروبيّون والعلاقة الجديدة بين الجريمة والإرهاب” عددًا من النماذج التي توضح تلك العلاقات المتداخلة والمتشابكة، ولعل أبرزها تلك الروابط التي جمعت بين كل من (شريف كواشي، وأميدي كوليبالي، وجمال بيغال).

فقد التقى “كواشي” و”كوليبالي” لأوَّل مرَّةٍ داخل سجن “فلوري ميروجيس” Fleury-Mérogis ــ المشهور بأنه يضم العديد من المتطرفين والإرهابيين ــ في فرنسا عام 2007 وشكَّلوا صداقة بعد قضاء 7 أشهرٍ في نفس الجناح وكان لـ “كوليبالي” تاريخ في السطو المسلَّح والبضائع المسروقة واللَّوحات المزيَّفة في حين كان “كواشي” في الحبس الاحتياطيّ بانتظار محاكمته بسبب محاولته السفر إلى العراق عام 2005 للقتال هناك، وبهذا نجد أن الأوَّل مجرمٌ عاديٌ، أمَّا الثاني فهو متطرّف فكريًّا تمَّ تجنيده من قبل المدعو “جمال بيغال” عضو تنظيم “القاعدة” الإرهابيّ. وهذا يعني أن السّجن سمح بإنشاء الشَّبكة الأوَّليَّة والتي بلغت ذروتها في تنسيق كواشي وكوليبالي لشنّ هجمات باريس في يناير 2015 والمعروفة إعلاميًّا بهجوم “شارل إيبدو” والتي أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، على الرغم من استغراق الأمر أكثر من 8 سنواتٍ لتنفيذ هذه الهجمات.

إلا أن تلك السنوات شهدت وقوع العديد من الأحداث التي عزَّزت تطرُّفهم حيث اجتمعوا بعد إطلاق سراحهم مع “بيغال”، كما تلقى “شريف كواشي” وشقيقه “سعيد” تدريبًا في أحد معسكرات “القاعدة”.وعن تأثير السجن على توجههم الأيديولوجي، قال “كوليبالي” أثناء فترة سجنه في “فلوري ميروجيس” وقبل تنفيذ هجومه بسنوات لصحيفة “لوموند”:”السجن هو أفضل مدرسة للجريمة، يمكنك مقابلة الجميع اللصوص وتجار المخدرات والقتلة والمتطرفين وغيرهم.. لتتعلم من سنوات الخبرة لديهم”. مكافحة الإرهاب

حالة أخرى سلَّط عليها التقرير الضَّوء “عمر حسين” الذي قتل شخصين وأصاب 5 آخرين أثناء إطلاق للنار على مركز ثقافيّ وكنيسٍ يهوديٍّ في العاصمة الدنماركيَّة “كوبنهاغن” في فبراير 2015، ففي سنِّ المراهقة انضمَّ “الحسين” إلى إحدى العصابات المتخصّصة في السَّطو والمخدّرات، وفي نوفمبر 2013 طعن رجلاً في قطار في هجوم غير مبرَّر على ما يبدو، وحُكم عليه بالسَّجن لمدَّة عامين، وعقب إطلاق سراحه أعلن عن رغبته في القتال بسوريا، ممَّا دفع السُّلطات إلى الإبلاغ عنه على أنه قد يكون راديكاليًّا، وطوال فترة سجنه تم الإبلاغ عنه ثلاث مرات بسبب توجُّهاته المتشددة.

وبعد أسبوعين فقط من إطلاق سراحه نفَّذ هجومه، تلك التَّعبئة السَّريعة لـ “حسين” تكشف عن التَّقارب بين الخلفيّات الإجراميَّة والدوافع القتاليَّة باسم الدّين والتي تتبلور خلف جدران السُّجون دون تحرك جاد وحاسم لمعالجتها والتعامل معها لمنع وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية عقب إطلاق سراحهم.

ويمكن القول إن المهارات الشخصية التي يمتلكها المتورطون في قضايا مثل السرقة والتزوير وتجارة المخدرات وغيرها من قضايا بعيدة عن الإرهاب بمعناه المتداول حاليًّا، تكسر الحاجز النفسيّ الذي قد يعرقل تعاونهم مع عناصر تابعة للتنظيمات الإرهابية، فمعرفتهم السابقة بالعنف وقدرتهم على التعامل مع تطبيق القانون وابتكارهم طرقًا للتخلص من المراقبة الأمنية إلى جانب صلاتهم المتشعبة مع غيرهم من أصحاب السجل الإجرامي في تجارة السلاح، تجعلهم عنصرًا محببًا للتنظيمات الإرهابية للسعي جاهدين لاستقطابهم سواء فكريًّا أو تنظيميًّا.

هذه التشابكات بين الجريمة والإرهاب، حذرت المخابرات الدنماركية منها في 2013 وهو ما تجسد بعد عامين في هجوم “عمر حسين” الذي سبق أن أشرنا إليه في السطور السابقة حيث تمكن من تنفيذ هجومه الأول بواسطة بندقية من طراز M95 ثم توجه لأحد مقاهي الإنترنت للقاء زملاء سابقين من أصحاب السجلات الإجرامية والذين من المحتمل ــ وفق التقرير السابق ذكره ــ أن يكونوا زودوه بالذخيرة التي استخدمها في هجومه الثاني. ويدل ذلك على تمكن “حسين” من التحرك والحصول على ما يحتاجه لتنفيذ هجومه بسهولة بناء على ماضيه الإجرامي وصلاته في عالم الجريمة. مكافحة الإرهاب

وتكرر نفس الأمر مع “كوليبالي” الذي سلّم تاجر الأسلحة الذي باعه الوسائل التي استخدمها في هجومه نفسه إلى الشرطة، مؤكدًا أنه لم يكن يعرف أنه إرهابيّ، فالتاريخ الإجرامي لـ “كويبالي” ساعده في شراء الأسلحة بسهولة دون كشف نواياه الحقيقية، كما أن هيئته العادية مكَّنته من شراء الأسلحة دون لفت الأنظار إليه، وهو ما شجعه تنظيم “داعش” الإرهابي مرارًا، فقد حثّ في عدد إحدى مجلاته المنشور بتاريخ يوليو 2015 عناصره على إخفاء جميع المظاهر الخارجية للتدين والظهور كمجرميين “عاديين”.

وحول هذا التداخل بين الجريمة والإرهاب، أكد البروفيسور بيتر نيومان، مدير مركز (ICSR) في كلية كينغز لندن، أن التشابك بين الجريمة والإرهاب تجعل من الصعب اكتشاف التطرف من قبل أجهزة الأمن الأوروبية، خاصة مع اعتماد تلك الأجهزة على ملامح محددة تغير سلوك الشباب المتطرف دينيًّا من خلال إطلاق اللحية أو تغير نمط ملابسهم، إلا أن هذا النمط المرئي لا يجدي مع استمرار العديد من الإرهابيين الأوروبيين وفق قاعدة بيانات المركز الدولي للدراسات والبحوث في التدخين وشرب الكحول وتعاطي المخدرات، رغم انتهاجهم للفكر المتشدد وادعاء القتال باسم الدين.

وأشار نيومان ـ وفق ما ذكرته صحيفة الإندبندت في تقريرها بعنوان “داعش تجند المجرمين العنيفين وأعضاء العصابات في جميع أنحاء أوروبا.. علاقة الجريمة والإرهاب الجديدة والخطيرة” ـ أن ثلثي المقاتلين الذين تم فحصهم من قبل المركز لديهم تاريخ إجرامي عنيف، بينما نصف مقاتلي “داعش” كانوا معروفين للشرطة في عدد من البلدان الأوروبية. مضيفًا أن الغطاء الديني يعطي تبريرًا أخلاقيًّا للعنف الذي ينتهجه هؤلاء المجرمون؛ حيث يظنون أنهم بذلك سيدخلون الجنة وينالون الشهادة.

في حين رأى آلان جرينارد، العضو البارز في وكالة مكافحة الإرهاب البلجيكية، أن المقاتلين الأوروبيين ينظرون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي باعتباره امتدادًا للجريمة، فالشباب المسلم ممن لديهم تاريخ في الجنوح الاجتماعي والإجرامي ينضم إلى التنظيم الإرهابيّ كجزء من حرب العصابات.هذا الأمر ذكره نيومان أيضًا: “في كثير من الحالات في الماضي، قد يدعم شخص ما الأيديولوجية القتالية العنيفة، لكن بعد ذلك سيكون هناك عقبة إقناع هذا الشخص بقتل شخص ما بخلاف هؤلاء المجرمين، فهم معتادون بالفعل على العنف؛ لذا القفزة من التطرف إلى التطرف العنيف أقل حدة معهم”.    مكافحة الإرهاب

فالرؤية التي طرحها “جرينارد” و”نيومان” تقودنا إلى الفكرة الجوهرية التي تستغلها التنظيمات الإرهابية لاستقطاب هؤلاء السجناء، وهي “الخلاص” أو الوتر الذي تستغله عبر تذكير السجناء المستهدفين بذنوبهم وبيان كيفية التخلص منها عبر تنفيذ العمليات الإرهابية التي تقربهم من الشهادة وبالتالي دخول الجنة. فطريق “الخلاص” هذا تبدأ التنظيمات الإرهابية عبر مجنديها في رسمه أمام السجناء منذ اللحظات الأولى لسجنهم. فـ “هاري سارفو” أحد مقاتلي داعش الألماني الذي نشأ في المملكة المتحدة كشف للصحيفة البريطانية عن كيفية تطرفه أثناء قضاء فترة عقوبته لتورطه في سرقة متجر في سجن “بريمن” على يد “رينيه مارك سيباك” المتطرف المرتبط بتنظيم “القاعدة” الذي سجن لنشره دعاية متطرفة.

وهكذا يرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن التداخل بين الجريمة والإرهاب يفرز عناصر شديدة الخطورة قد يكون بعضها غير مرئي لأجهزة الأمن، أو لا يصنف على قائمة المتطرفين مما يجعله بعيدًا عن المراقبة الأمنية، وهو ما يسهل تنفيذ العمليات الإرهابية على الأرض. كما أن عدم وضع برامج إصلاحية جادة للتعامل مع السجناء المتورطين في قضايا الإرهاب ينتج عنه أيضًا تداعيات أشد خطورة قد يصعب التعامل معها مستقبلًا.

لذا تعد السجون المكان الأمثل للتنظيمات الإرهابية للنفاذ داخل المجتمعات عبر إنتاج جيل من المتطرفين الأشد قسوة والأكثر تجهيزًا، وهو ما يفرض على إدارات السجون ليس فقط في أوروبا؛ بل في العالم أجمع التعامل بجدية مع هذا الملف الشائك، والفصل بين السجناء المتطرفين وغيرهم من المتورطين في قضايا أخرى؛ منعًا لحدوث اندماج فكري وتنظيمي بينهم خلف جدران السجون.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5163

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب ـ استراتيجية شاملة أمنية بين فرنسا والمغرب

مكافحة الإرهاب ـ استراتيجية شاملة أمنية بين فرنسا والمغرب

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا مباشر مع مراسل :ما أهداف زيارة وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان إلى المغرب؟ mc-doualiya - قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الإثنين إن بلاده عازمة على تعزيز تعاونها الأمني مع المغرب في مكافحة الإرهاب وتأمين الألعاب...

توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف

توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتطرف

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا توقيف مساعد نائب ألماني يميني في البرلمان الأوروبي بشبهة التجسس للصين فرانكفورت (ألمانيا) (أ ف ب) – أعلنت السلطات القضائية الألمانية الثلاثاء توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي من اليمين المتشدد بشبهة التجسس لصالح...

ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين في ألمانيا وبريطانيا

ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين في ألمانيا وبريطانيا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا بريطانيا وألمانيا: ملاحقات بحق متهمين بالتجسس لصالح الصين independentarabia - اتهامات للمعتقلين بجمع معلومات حول تقنيات وتسليمها لبكين و"نقل لمعرفة" إليها ملخص قبل بضعة أشهر أشار وزير التعليم الألماني إلى أخطار التجسس العلمي من...

Share This