مكافحة الإرهاب ـ تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل
مكافحة الإرهاب ـ تقليص الوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل

يونيو 11, 2021 | دراسات

ماكرون يعلن تقليص التواجد العسكري الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي

مونت كارلو ـ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس 10 يونيو 2021 عن تقليص كبير للوجود العسكري الفرنسي في منطقة الساحل حيث تكافح باريس المسلحين الجهاديين منذ ما يقرب من عقد.وقال ماكرون في مؤتمر صحافي إن عملية “برخان” الحالية ستنتهي، ليصير الوجود الفرنسي جزءا من القوة الدولية “تاكوبا” التي سيشكل “مئات” من العسكريين الفرنسيين “عمودها الفقري”.وتنشر فرنسا حاليا 5100 عسكري في منطقة الساحل التي تمتد عبر إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وتشمل ستة بلدان.وأضاف الرئيس الفرنسي “حان الوقت، التزامنا في الساحل لن يستمر بنفس الطريقة. مكافحة الإرهاب

سنبدأ تغييرا عميقا لوجودنا العسكري في منطقة الساحل”.وأوضح أن تفاصيل خطة العمل ستنشر في الأسابيع القادمة.تعود بداية عملية “برخان” إلى الانتشار الفرنسي الأولي في كانون الثاني/يناير 2013 حين سعت باريس لمعالجة انعدام الاستقرار المتزايد في المنطقة الذي تسبب فيه مسلحون إسلاميون.على مدى سنوات، حاول ماكرون إقناع الحلفاء الغربيين بالمساعدة في تحمل عبء المعركة ضد الإرهاب لمنع المتطرفين الإسلاميين من استغلال الغضب إزاء الفقر والحكومات غير الفعالة.وقد سلط مقتل الرئيس التشادي في نيسان/أبريل والانقلاب الثاني في مالي الشهر الماضي، الضوء على التهديد الذي يمثله استمرار عدم الاستقرار السياسي في المنطقة.

 إحباط من الشركاء – مكافحة الإرهاب

شدّد إيمانويل ماكرون على ان الانسحاب سيعني إغلاق القواعد الفرنسية والاقتصار على القوات الخاصة التي ستركز على عمليات مكافحة الإرهاب والتدريب العسكري.تتكون عملية “تاكوبا” التي من المنتظر أن تتولى المهمة من “برخان”، حاليا من حوالي 600 عنصر من القوات الخاصة من دول الاتحاد الأوروبي، نصفهم فرنسيون، يتمركزون في مالي ويشارك فيها أيضا 140 عنصرا سويديا وعشرات من الإستونيين والتشيكيين.ولم تنجح فرنسا في حشد دعم كبير للعملية من حلفائها الأوروبيين.وشرح الرئيس الفرنسي أن خفض حضور بلاده العسكري تقرر لأن “الوجود الطويل لفرنسا… لا يمكن أن يكون بديلا عن الاستقرار السياسي”.وشدد على أن فرنسا لا يمكن أن تشارك في بناء الدول وأعرب عن إحباطه من الشركاء المحليين، ولا سيما مالي.

وقال في هذا الصدد “لا أعتقد أنه يمكننا أن نحل مكان شعب صاحب سيادة من أجل بناء بلده له”.رغم بعض النجاحات التي حققتها قوة “برخان” الفرنسية بما في ذلك مقتل زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عبد المالك دروكدال العام الماضي، واصل المتمردون شنّ هجمات دامية.وأودت جهود مكافحة التمرد بحياة 50 عسكريا فرنسيا، ما أدى إلى دعوات في فرنسا لمراجعة مهمة “برخان”.كما أن وجود القوات الفرنسية في منطقة الساحل مرفوض من بعض السياسيين والسكان المحليين الذين يعتبرونه نكوصا استعماريا.وقد يفرض إعلان ماكرون ملف الأمن في الساحل على جدول أعمال اجتماع زعماء مجموعة السبع في بريطانيا من الجمعة إلى الأحد، وقمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل في 14 حزيران/يونيو.

– “انقلابي”

ينظر العديد من السياسيين والخبراء الغربيين إلى منطقة الساحل على أنها تمثل خطرا كبيرا بسبب القوة المتزايدة للجماعات الجهادية هناك، فضلا عن موقعها كمفترق طرق لتهريب الأسلحة والبشر.حذّر قادة محليون في المنطقة من أنهم سيتعرضون إلى مصاعب شديدة لمنع المتمردين من تحقيق المزيد من الانتشار في حالة الانسحاب الفرنسي السريع.مذاك، قُتل رئيس تشاد المخضرم والحليف المقرب للفرنسيين إدريس ديبي إيتنو، بينما تسبب انقلاب مالي في تدهور العلاقات مع باريس بشدة.الأسبوع الماضي، علقت فرنسا عملياتها العسكرية المشتركة مع القوات المالية وتوقفت عن تقديم المشورة الدفاعية، في انتظار “ضمانات” بأن الحكام العسكريين للبلاد سينظمون انتخابات في شباط/فبراير وعدم التفاوض مع جهاديين. مكافحة الإرهاب

وأضاف ماكرون “لا يمكننا تحمل الغموض. لا يمكننا إجراء عمليات مشتركة مع قوى قررت التحدث مع جماعات تطلق النار على شبابنا”.كما دان الرئيس الفرنسي اعتراف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) التي تضم 15 دولة بالزعيم العسكري المالي الكولونيل أسيمي غويتا الذي أدى اليمين الدستورية كرئيس انتقالي الثلاثاء.وقال إن الاعتراف “بانقلابيّ” يخلق “سابقة سيئة”.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=6504

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ  تعزيز الإجراءات الأمنية

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   فرنسا تقرر تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب مستوى التهديد الإرهابي "العالي جدا" mc-doualiya - قررت فرنسا الاثنين 29 أبريل 2024 تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس خلال الاحتفالات بعيدي الصعود (9 أيار/مايو) والعنصرة...

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   تجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين DW - دعت وزارة التعليم الألمانية جامعات البلاد للحذر والتدقيق في المشاريع المشتركة مع الصين، بعدما تكاثرت مزاعم التجسس ضد العملاق الأسيوي، غير أن بكين وصفت الاتهامات...

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا swissinfo - في ظلّ استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدّة منظمات غير حكومية لوكالة فرانس برس عن مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في...

Share This