تنامي مخاطر داعش داخل مخيم الهول
داعش

يناير 9, 2023 | دراسات

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا

هربت إلى داعش وروجت للإرهاب “بحماسة”.. الآن تريد أن تكشف “القذارة”

الحرة ـ قالت امرأة هربت من منزلها في ولاية ألاباما عندما كانت في سن العشرين، لتلتحق بتنظيم داعش، ولديها الآن طفل من أحد مقاتلي التنظيم، إنها لا تزال تأمل في العودة إلى الولايات المتحدة، وتدخل السجن إذا اقتضى الأمر، لتنشر الوعي ضد المتطرفين.وفي مقابلة نادرة في معسكر اعتقال روج في سوريا حيث تحتجزها القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، قالت هدى مثنى إنها تعرضت لغسيل دماغ على أيدي المتاجرين بالبشر عبر الإنترنت للانضمام إلى الجماعة الإرهابية عام 2014، وتأسف على كل شيء باستثناء ابنها الصغير، وهو في سن الالتحاق بروضة الأطفال.

وقالت المرأة ذات الـ28 عاما، لصحيفة The News Movement التي مقرها في الولايات المتحدة: “إذا كان علي الدخول إلى السجن لتنفيذ العقوبة، فسأفعل ذلك … لن أقاوم ذلك”. وأضافت “آمل أن تنظر حكومتي إلي كشابة في ذلك الوقت وساذجة”.عبارة كررتها في مقابلات إعلامية عدة منذ فرارها من آخر جيوب التنظيم المتطرف في سوريا في أوائل عام 2019.

لكن قبل أربع سنوات، عندما كان التنظيم في ذروة قوته، كانت متحمسة في الدفاع عن المتطرفين على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في مقابلة مع BuzzFeed News. وقتها كان تنظيم داعش يحكم “الخلافة الإسلامية” التي أعلنها بنفسه على مساحة ما يقارب ثلث كل من سوريا والعراق. في عام 2015، دعت الأميركيين في منشورات عبر حسابها في تويتر للانضمام إلى داعش وتنفيذ هجمات في الولايات المتحدة، مقترحة إطلاق نار من عجلة مارة أو عمليات دهس بالسيارات تستهدف التجمعات في الأعياد الوطنية.

في مقابلتها مع TNM، تزعم مثنى الآن أن عناصر داعش أخذوا هاتفها وأرسلوا منه تلك التغريدات.ولدت هدى مثنى في ولاية نيو جيرسي لأبوين يمنيين، وكانت تحمل جواز سفر أميركيا. ونشأت في منزل أسرة مسلمة محافظة في هوفر، ألاباما، خارج برمنغهام. وفي عام 2014، أخبرت عائلتها أنها ذاهبة في رحلة مدرسية، لكنها سافرت إلى تركيا وعبرت من هناك إلى سوريا، وقد صرفت سرا شيكات أقساط الدراسة، لدفع تكاليف سفرها.

وفي عام 2016، ألغت إدارة أوباما جنسيتها، قائلة إن والدها كان دبلوماسيا يمنيا معتمدا وقت ولادتها – وهو إلغاء نادر لجنسية المولد. وعارض محاموها هذه القرار، قائلين إن الاعتماد الدبلوماسي للأب كان انتهى قبل ولادتها.وأكدت إدارة ترامب أن مثنى لم تكن مواطنة ومنعتها من العودة، حتى في الوقت الذي كان فيه البيت الأبيض يضغط على الحلفاء الأوروبيين لإعادة مواطنيهم المحتجزين لتقليل الضغط على معسكرات الاعتقال في سوريا.

ووقفت المحاكم الأميركية إلى جانب الحكومة في ما يتعلق بمسألة جنسية مثنى. وفي يناير الماضي رفضت المحكمة العليا النظر في دعواها القضائية الرامية لعودتها إلى الولايات المتحدة. وقد تركها ذلك هي وابنها يقبعان في معسكر اعتقال في شمال سوريا يأوي آلافا من أرامل مقاتلي الدولة الإسلامية وأطفالهن.وبحسب تقرير أصدرته منظمة هيومن رايتس ووتش الشهر الماضي، فإن حوالي 65600 من أعضاء داعش المشتبه بهم وعائلاتهم – سوريون وأجانب – محتجزون في معسكرات وسجون في شمال شرق سوريا تديرها الجماعات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة.

ويتم إيواء النساء المتهمات بالانتماء إلى داعش وأطفالهن القصر إلى حد كبير، في مخيمي الهول وروج، في ظل ما وصفته الجماعة الحقوقية بـ “ظروف مهددة للحياة”. وضمن المعتقلين أكثر من 37400 أجنبي، من بينهم أوروبيون وأميركيون شماليون.وأشارت هيومن رايتس ووتش ومراقبون آخرون إلى ظروف معيشية مزرية في المعسكرات، بما في ذلك عدم كفاية الطعام والماء والرعاية الطبية، فضلا عن الاعتداء الجسدي والجنسي على النزلاء من جانب الحراس وزملائهم المحتجزين.

وألقت السلطات التي يقودها الأكراد ونشطاء باللوم على الخلايا النائمة للتنظيم في تصعيد العنف داخل معسكرات اللاجئين، بما في ذلك قطع رأس فتاتين مصريتين، تتراوح أعمارهن بين 11 و 13 عاما، في مخيم الهول في نوفمبر. وأصابت الضربات الجوية التركية التي استهدفت الجماعات الكردية في ذلك الشهر منطقة قريبة من الهول. وزعم مسؤولو المخيم أن الضربات التركية كانت تستهدف قوات الأمن التي تحرس المخيم.

وكتبت هيومن رايتس ووتش: “لم يمثل أي من الأجانب أمام سلطة قضائية … لتحديد ضرورة وشرعية احتجازهم، مما يجعل احتجازهم تعسفيا وغير قانوني”، وأضافت أن “الاحتجاز على أساس الروابط الأسرية فقط يرقى إلى عقوبة جماعية، جريمة حرب”.ولم تجد الدعوات لإعادة المعتقلين إلى أوطانهم آذانا صاغية في أعقاب فترة حكم داعش الدموية، التي اتسمت بالمذابح وقطع الرؤوس وغيرها من الفظائع، والتي بُث كثير منها للعالم في أفلام مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن مع مرور الوقت، بدأت وتيرة عمليات الترحيل في الارتفاع. وقالت هيومن رايتس ووتش إن حوالي 3100 أجنبي – معظمهم من النساء والأطفال – أعيدوا إلى بلادهم خلال العام الماضي. وكان معظمهم من العراقيين الذين يشكلون غالبية المعتقلين، ولكن تمت إعادة مواطنين أيضا إلى أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وروسيا والمملكة المتحدة.وأعادت الولايات المتحدة ما مجموعه 39 مواطنا أميركيا. ومن غير الواضح عدد الأميركيين الآخرين الذين بقوا في المعسكرات.

حاليا، تحاول هدى مثنى تصوير نفسها على أنها كانت ضحية لتنظيم داعش.في حديثها مع TNM، تصف مثنى كيف، بعد وصولها إلى سوريا في عام 2014، تم احتجازها في بيت ضيافة مخصص للنساء غير المتزوجات والأطفال. قالت: “لم أر قط هذا النوع من القذارة في حياتي، كان هناك نحو 100 امرأة وضعف العدد من الأطفال، يركضون، وكثير من الضوضاء، وأسرّة قذرة”.”كان السبيل الوحيد للهروب هو الزواج من مقاتل”. وتزوجت بالفعل ثلاث مرات. قُتل زوجاها الأول والثاني، أحدهما والد ابنها، في معركة. وبحسب زعمها، طلقت زوجها الثالث.

لم يعد التنظيم المتطرف يسيطر على أي أرض في سوريا أو العراق، لكنه يواصل شن هجمات متفرقة ولديه أنصار في المخيمات ذاتها. تقول مثنى إنه لا يزال يتعين عليها توخي الحذر بشأن ما تقوله خوفا من الانتقام.”حتى هنا، الآن، لا أستطيع أن أقول بشكل كامل كل ما أريد قوله. لكن بمجرد أن أغادر، سأفعل. سأنشط ضد هذا”، تقول، “أتمنى أن أتمكن من مساعدة ضحايا داعش في الغرب على فهم أن شخصا مثلي ليس جزءا من التنظيم، وأنني أنا أيضا ضحية لداعش”.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=9767

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي ـ مساع أوروبية لزيادة تمويل السودان

الاتحاد الأوروبي ـ مساع أوروبية لزيادة تمويل السودان

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا مع مرور عام على الحرب.. مساع أوروبية لزيادة تمويل السودان الحرة - يسعى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى جمع مزيد من التمويل للسودان، الاثنين، عندما يجتمعون في باريس بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الصراع.ولا...

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ مخاوف متصاعدة

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ مخاوف متصاعدة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا ألمانيا- توقيف ثلاثة أشخاص بشبهة الإرهاب DW - قال مكتب المدعي العام في دوسلدورف إن ثلاثة شباب أودعوا السجن "للاشتباه بقوة" في "التخطيط لشن هجوم إرهابي بدوافع إسلاموية". وتم تنفيذ عمليات تفتيش واعتقال بناء على طلب مكتب ملاحقة...

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل كبير

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل كبير

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا رغم "التهديد الإرهابي".. مباريات دوري أبطال أوروبا تقام في موعدها وسط تشديد الإجراءات الأمنية (CNN) -- صرّح وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانان، للصحفيين، الثلاثاء، بأن شرطة باريس "ستعزز الإجراءات الأمنية بشكل كبير"، قبل...

Share This