المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
اختفاء لافت عن المشهد العام.. ماذا حدث لتنظيم القاعدة؟
مونت كارلو – نفذ الجيش الأمريكي غارة بطائرة مسيرة أودت بحياة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في دار ضيافة لطالبان في كابول بتاريخ 31 يوليو/تموز 2022، وبعد مرور عام على الواقعة، لم يعلن التنظيم بعد عن خليفة للظواهري.ويبدو أن هذا الأمر أدى، بصورة او بأخرى، إلى عجزالتنظيم على تحديد قيادة الحركة الجهادية العالمية والبقاء كلاعب مهم إقليميا أو دوليا، ما يجعله أقل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها، وفق تقرير نشرته صحيفة “فورين بوليسي”.
وفي وقت شكلت فيه القاعدة الموضوع الأساسي للصحف ووسائل الإعلام عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، اختفت اليوم بشكل لافت من المشهد العام ومن المحادثات السياسية الخارجية ةمن عناوين الأخبار اليومية.وتبرر الصحيفة الأمريكية اختفاء الجماعات المرتبطة بالقاعدة ـ في سوريا والفلبين ودول أخرى ـ إلى خسائر قيادية عديدة وانقسامات داخلية تكبدها عناصر التنظيم، ما جعل من الصعب عليهم تنفيذ هجمات خارجية مثل السابق.
بالإضافة إلى ذلك، قد يكون انخفاض عدد المقاتلين الأجانب سببا آخر إذ لم يعد هؤلاء يتوجهون إلى أماكن مثل العراق وأفغانستان وسوريا حيث كان تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في السابق في صعود وأصبحت الآن أضعف بكثير.وفي السياق ذاته، لا يمكن الجزم بأن الجهاديين في أفريقيا مثلا يعانون من نفس الظروف. فقد ظهرت في القارة السمراء منظمات جهادية جديدة ومجموعات ذات نفوذ قوي، بما في ذلك حركة الشباب في الصومال، وتمرد بشكل خاص على النزاعات المحلية أو حركات التمرد في الداخل.
كما أدت حملة مكافحة الإرهاب المستمرة ضد القاعدة والجماعات التابعة لها، وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية وعناصر أخرى من الحركة، إلى خسائر فادحة. فقد أدت الضربات الأمريكية بطائرات بدون طيار إلى تدمير صفوف كبار قادة القاعدة والقادة المنتسبين وغيرهم من الشخصيات الجهادية.وقد أثبتت الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أيضا فعاليتها العالية، وفق الصحيفة.ففي ذروة ما يسمى بالخلافة في عامي 2014 و 2015، أحكم التنظيم سيطرته على ملايين الأشخاص وسيطر على أراض في العراق وسوريا بحجم بريطانيا العظمى.لكن بحلول عام 2019، دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى اختفاء الخلافة.
ولا تزال الجماعة تشن هجمات في العراق وسوريا ولديها الآلاف من المقاتلين هناك، ولكن مثل العديد من المنتسبين للقاعدة، يبدو أنها تركز على الحرب الأهلية التي تخوضها بدلا من الإرهاب الدولي.وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أن أفغانستان تبقى بمثابة علامة استفهام كبيرة. ففيما يبدو أن حركة طالبان تولي اهتماما متزايدا بكسب الشرعية الدولية، إلا أن استضافتها للظواهري ورفضها العام لإبعاد نفسها عن القاعدة يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الجماعة ستسمح باستخدام أراضيها مرة أخرى لشن هجمات إرهابية دولية.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت قادرة على قتل الظواهري في أفغانستان، إلا أن الافتقار إلى وجود على الأرض يجعل من الصعب جمع المعلومات الاستخبارية وشن الضربات والضغط على الجماعات في المنطقة.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=10695&preview=true