مكافحة الإرهاب ـ لماذ تحتضن إيران قادة تنظيم “القاعدة”؟
مكافحة الإرهاب ـ لماذ تحتضن إيران قادة تنظيم "القاعدة"؟

مارس 13, 2021 | دراسات

لماذا يعيش قادة القاعدة في إيران؟ -مكافحة الإرهاب

علاقات قديمة بين الطرفين شهدت تحولاً بدءاً من عام 2015

اندبندنت عربية  – لم تكن العلاقات بين تنظيم القاعدة وإيران خفية منذ سنوات طويلة، لكن إشارة وزير الخارجية الأميركي الأسبق مايك بومبيو، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إلى تحول إيران لـ”المقر الرئيس الجديد” للتنظيم، مهما كان مبالغاً فيها، وفق مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، إلا أنه يستند إلى شيء من الصحة، في كشفه عن تغير في مستوى هذه العلاقة وطبيعتها.

صفقة التبادل – مكافحة الإرهاب

تحدد “فورين أفيرز”، في مقال نشر في 11 فبراير (شباط) الماضي، العام 2015 نقطة تحول في هذه العلاقة، عندما أفرجت طهران عن عدد من قادة القاعدة المحتجزين لديها، وسمحت لبعضهم بالتنقل بحرية داخل البلاد، بعد أن منعتهم من السفر، مقابل الإفراج عن دبلوماسي إيراني اختطفه فرع القاعدة في اليمن عام 2013.

لكن هذه الصفقة، التي يبدو أنها أتاحت للقاعدة إدارة عملياتها من إيران، لم تكن لتنكشف لولا نزاع فصائلي بين التنظيم الأم وفرعه في سوريا، هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، التي قررت قبل سنوات الانفصال.

وخلال تبادل رسائل بين عبد الرحيم عطون، أحد قادة هيئة تحرير الشام، مع اثنين من كبار مسؤولي القاعدة في سوريا سامي العريدي والأردني أبو القسام، ذكرت عملية تبادل الأسرى، التي شملت بحسب عطون ستة من أعضاء القاعدة، سمح لأربعة منهم بالانتقال إلى سوريا (من بينهم أبو الخير المصري وأبو القسام نفسه، أردني الجنسية)، بينما أجبر آخران على البقاء في إيران، وهما المصريان سيف العدل وأبو محمد المصري.

بعد إطلاق سراحه، وانتقاله إلى سوريا، شكل أبو الخير المصري بصفته نائباً لزعيم التنظيم أيمن الظواهري، الذي اختفى لمدة عامين حينها، مجلساً قيادياً مع سيف العدل وأبو محمد المصري لاتخاذ القرارات. وفي هذا السياق، وفق وجهة نظر عطون، يأتي انفصال جبهة تحرير الشام عن القاعدة، إذ كان قادتها “محتجزين… في دولة إيران المعادية”، في حين أكد أبو القسام أنهما ليسا محتجزين “بل ممنوعين من السفر حتى موتهما، لكنهما يتنقلان ويعيشان حياتهما الطبيعية”. وهذا ما سبق لبومبيو أن أشار إليه، في قوله إن للظواهري نواب في إيران اليوم.

ووفق “فورين أفيرز”، تسعى طهران من إبقائها قادة القاعدة لديها إلى ضمان عدم تنفيذ التنظيم هجمات ضدها، خصوصاً أنه سبق له أن هاجم وكلاءها في الشرق الأوسط، بما في ذلك “حزب الله” اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية. لكن المجلة الأميركية تشير إلى أن وجود هذه القيادات في إيران لا يعني بالضرورة أن طهران تقدم دعماً مادياً لعمليات القاعدة.  ووفق “فورين أفيرز”، فإنه بعد اغتيال إسرائيل أبو محمد المصري في طهران، في أغسطس (آب) الماضي، فإن سيف العدل هو نائب الظواهري الوحيد، الذي لا يزال يتمتع بحرية التنقل في إيران، وفق صفقة عام 2015، لكن المجلة لا تستبعد وجود أعضاء آخرين في البلاد.

علاقات قديمة – مكافحة الإرهاب

تنقل المجلة الأميركية عن تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، ذكرها أن عناصر من القاعدة انتقلت في تسعينيات القرن الماضي إلى إيران لتلقي تدريبات على صنع المتفجرات، بينما تلقى آخرون تدريباً من “حزب الله” اللبناني. وبعد اعتداءات 11 سبتمبر، لجأ عديد من عناصر القاعدة إلى إيران، لكن كثيراً منهم سجن وتعرض للتعذيب أو فرضت عليهم الإقامة الجبرية، وكانوا لاحقاً جزءاً من عمليات تبادل الأسرى بين الطرفين، كتلك التي حصلت عام 2011 وشملت دبلوماسياً إيرانياً وحمزة بن لادن، نجل مؤسس التنظيم. وفي عام 2007، قال أسامة بن لادن، الذي قتل في باكستان عام 2011، إن إيران “هي الشريان الرئيس للأموال والموظفين والاتصالات”، مع وجود قيود على قادة القاعدة الذين يعيشون فيها.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5856

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ  تعزيز الإجراءات الأمنية

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   فرنسا تقرر تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب مستوى التهديد الإرهابي "العالي جدا" mc-doualiya - قررت فرنسا الاثنين 29 أبريل 2024 تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس خلال الاحتفالات بعيدي الصعود (9 أيار/مايو) والعنصرة...

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   تجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين DW - دعت وزارة التعليم الألمانية جامعات البلاد للحذر والتدقيق في المشاريع المشتركة مع الصين، بعدما تكاثرت مزاعم التجسس ضد العملاق الأسيوي، غير أن بكين وصفت الاتهامات...

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا swissinfo - في ظلّ استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدّة منظمات غير حكومية لوكالة فرانس برس عن مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في...

Share This