ما الحلول لمكافحة التضليل الإعلامي في ألمانيا؟
التضليل الإعلامي

سبتمبر 7, 2022 | دراسات

حرب الأخبار المزيفة .. مواقع مستنسخة لمؤسسات إعلامية ألمانية!

DW – تبدو بعض مواقع الأخبار والمؤسسات الإعلامية على الأنترنت كأنها حقيقية، إلا أنها في الواقع مزيفة ومستنسخة من مواقع ألمانية أصلية وتنشر أخبارا مفبركة تخدم حملات داعمة لروسيا. فكيف يمكن للمواقع الأصلية ملاحقة المزيفين؟ “مراهق يسقط من دراجته ويلقى حتفه، لأنه لم يتمكن في الظلام الدامس بعد انطفاء أنوار الشوارع من رؤية حفرة في الأسفلت. يقال إن الأوكرانيين الذين يتلقون مساعدات أوروبية يشترون شققًا في روسيا. أو أن انفجارا بسبب الغاز وقع في مدرسة بمدينة بريمن نتيجة التوفير في الأموال وعدم الصيانة”!كل هذه الأخبار، هي مزيفة ظهرت خلال الأيام الماضية على بعض المواقع . والغريب في الأمر أنها ظهرت على مواقع مقلدة لمواقع ألمانية أصلية مثل شبيغل أونلاين وفيلت وبيلد وتي أونلاين.

تشويه سمعة المواقع ونشر عدم الثقة -التضليل الإعلامي

“لم يكن إعادة بناء مواقع وصفحات مزيفة ونشر الأخبار الكاذبة والدعايات المزيفة لمواقع أصلية ورصينة، من أجل التشكيك بثقة هذه المواقع، أمرا موجودا في ألمانيا سابقا”، يقول الخبير فيليكس كارته، مدير مبادرة “Reset “، وهي منظمة غير حكومية تدافع عن التنظيم الديمقراطي في المؤسسات التكنولوجية.الصحفي لارس فيناند، الذي فضح حملة التضليل المؤيدة لروسيا في مقال على “تي أونلاين”، وجد أكثر من 30 موقعا مزيفا من هذا القبيل. ويقول لـDW عن أول موقع مزيف اكتشفه: “لاحظنا ذلك يوم 26 آب/ أغسطس وكتبنا مباشرة إلى مزود خدمة الانترنت في هولندا، اختفى الموقع، لكنه عاد من جديد للظهور في كولومبيا”. هناك أيضا تم قطع الموقع المزيف عن الانترنت. ويوضح فيناند بالقول: “تمكن الزملاء من حل هذه المشكلة بمساعدة مزود خدمة تكنولوجيا المعلومات Cloudflare والشركة التي تم تسجيل الموقع بها”.

مشكلة الاتصال والملاحقة -التضليل الإعلامي

لكن لسوء الحظ، فإن مثل هذه الإجرءات الناجحة هي معدودة. إذ أن كثيرا من المؤسسات الإعلامية لا توفر خدمة الاتصال بها. يقول ويناند: “نظرا لأن المواقع المزيفة ليست لها مطلقا بصمة (طريقة اتصال برئاسة التحرير)” ، فلا توجد عناوين أو جهات اتصال. ومع وجود مزود الخدمة في خارج أوروبا، عادة ما تكون الإجراءات القانونية غير مجدية.مثل هذه الحالة مرت بها مؤسسة “أكسيل شبرينغر” الإعلامية الألمانية. تقول المؤسسة في بيان صدر عنها :”للأسف لا يمكن تحديد الجهة الناشرة”. وتضيف “مبدئيا، نتحقق مما إذا كان يمكن القيام بشيء ما بشكل قانوني، واعتمادا على احتمالات النجاح نبدأ إجراءاتنا الخاصة أو نفوض مكتب محاماة لمتابعة الأمر”.

وبالنسبة لمجلة “دير شبيغل” وموقعها الإلكتروني، فقد سعت إلى التواصل مع قرائها عن طريق مقال يوضح ما يجري بالضبط، وكيفية تمييز المزيف من المقالات على موقع يشبه موقع “شبيغل أونلاين” تماما وينشر الأكاذيب الموالية لروسيا. وتضيف مؤسسة “شبيغل”: “في الأساس، نحن نتردد جدا في الإبلاغ عن الصفحات المزورة، نظرا لأنها تستند في العادة إلى أسباب مثيرة للشك وبدوافع تجارية ولا نريد مكافأتها باهتمام قرائنا”. لكن في الحملة الإخبارية الكاذبة حاليا، وجب علينا “التوضيح”.

ما الحلول لمكافحة الصفحات المزيفة؟

رغم العجز في القضاء تماما على هذا التحدي، فإن فيلكس كارته يبدو متفائلا بشأن مكافحة الصفحات المزيفة، ويوضح بهذا الخصوص: “ستكون هذه حالة استخدام جيدة لقانون الخدمات الرقمية DSA”. إذ تلزم اللائحة التي أقرها البرلمان الأوروبي في الخامس من تموز/ يوليو من هذا العام المنصات، من بين أمور أخرى، بتكثيف الحماية والمراقبة والاستجابة السريعة لحملات التضليل. ومن المحتمل أن تدخل اللائحة حيز التنفيذ في الخريف ثم يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تطبيقها.فيليكس كارته يبدو واثقا من فعالية الإجراءات الجديدة: “لو كانت DSA سارية بالفعل قبل ذلك، لكان للناشرين ووسائل الإعلام طرقا أكثر فعالية للشكوى لدى المنصات وإزالة المواقع المزيفة”. إذ ستكون وسائل الإعلام مهتمة أكثر بمتابعة ملاحقة المواقع المزيفة، ما يعني حذفها سريعا وتقييد الوصول إليها.

مؤسسة شبيغل للنشر ترجو أن يعمل قانون الخدمات الرقمية على “تبسيط الإنفاذ القانوني في المستقبل، على الأقل فيما يتعلق بالمحتوى الذي يتم توزيعه عبر المنصات الرئيسية”. ومع ذلك، فقد ظهر مرارا وتكرارا في الماضي “أن مزودي المحتوى غير المطابق للقانون عادة ما يجدون منافذ يمكنهم من خلالها الاستمرار في تقديم الخدمة إلى متابعيهم”، وفقًا لمتحدث باسم شبيغل.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=9223

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا قتلت الشرطة الألمانية في ميونيخ نمساوياً مسلحاً في الخامس من سبتمبر 2024، في ذكرى الهجوم الأولمبي عام 1972، يشتبه النمساوي في أنه من خلفية إسلاموية متطرفة. ويحذر الخبراء من مشهد إسلاموي متطرف في النمسا. قتلت الشرطة رجلا مسلحا...

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا شهدت القارة الأوروبية أكبر عدد من اللاجئين القادمين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان، بينما يظل السوريون والأفغان من أبرز طالبي اللجوء في دول مثل ألمانيا. أظهرت بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين وطالبي...

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا تتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا وقد اشتدت بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط، تأتي موجة إضافية مكثفة من التضليل المعادي للإسلام - أو الانتشار المتعمد للمعلومات الكاذبة - وسط موجة متصاعدة من الإسلاموفوبيا في جميع...

Share This