هل استفاد تنظيم “داعش” من انتشار كورونا فى أوروبا ؟
هل استفاد تنظيم داعش من انتشار كورونا فى أوروبا

أبريل 3, 2020 | دراسات

DW من ناحية توجد تحذيرات سفر إلى أوروبا ومن ناحية أخرى هناك نداءات للجهاد: تنظيم “داعش” الإرهابي يستغل الوباء لجلب الأنظار إليه. لكن حتى أعضاء التنظيم يمكن أن يُصابوا. تكافح السلطات الصحية في مختلف أنحاء العالم ضد وباء كورونا، وفي كثير من الأماكن تعم الفوضى بسبب هذا الفيروس المستجد، لكن مجموعة تستغل الفرصة: إنها تنظيم “داعش” الإرهابي.في مقال صادر وصف التنظيم الإرهابي الوباء بأنه “عذاب مؤلم” من الله “لأمم المحاربين الصليبيين”، وهو مفهوم ينطبق على البلدان الغربية المشاركة في العمليات العسكرية المضادة لتنظيم “داعش”.

وعامل الخوف له تأثير أكبر على الناس من الوباء نفسه في كثير من المواقع، كما أفاد المتطرفون. والعالم الغربي يقف “على حافة كارثة اقتصادية كبيرة، لأنهم قلصوا من حركة التنقل والأسواق تنهار حاليا والحياة العامة تلقى الجمود”.”نطلب من الله أن يزيد من آلامهم وأن يحفظ المؤمنين”، يبدو أن التنظيم قال ذلك حسب تصريح الباحث البريطاني أيمن جواد التميمي.

صرف النظر عن الكفاح ضد داعش        

وتفشي فيروس كورونا قد يقوي “داعش” في موقفه. وفي آن واحد يؤثر الوباء على أسلوب التعامل المقبل ضد المجموعة الإرهابية التي تُعتبر في الحقيقة مهزومة عسكريا منذ 2019. في العراق مثلا أعلن حلف شمال الأطلسي بداية أن تدريب الجنود بسبب الوباء سيُلغى لمدة 60 يوما. والنتيجة هي أن وزير الدفاع البريطاني قلص تدخل قوات بلاده.

وقيل بأن وتيرة التدريب انخفضت. إضافة إلى أن التحالف المضاد لداعش في العراق وسوريا يجب عليه اتخاذ تدابير لمنع تفشي الوباء داخل الوحدات، لأن الفيروس وصل في الأثناء إلى سوريا. وبالرغم من أن السلطات الأمريكية انطلقت من أن الإجراءات لن يكون لها تأثير على مواصلة العملية ضد “داعش”، فإن الوباء يدمر الجهود الرامية إلى محاربة المنظمة الإرهابية محليا.

“وباء فيروس كورونا سيجلب بلا منازع جميع الاهتمام والموارد”، كما قال أحد الأخصائيين الأمريكيين. ومن ثم لن يتم التركيز على محاربة تنظيم داعش. “لكن مقاتلي التنظيم هم بالطبع معرضون للإصابة. وهؤلاء ليس لديهم مناعة ضد الفيروس. وإذا ما اعتمدوا على معلومات طبية أو صحية خاطئة ـ ما يمكن أن يحصل ـ فمن الممكن أن يفقدوا مقاتليهم بسبب الفيروس.”

استغلال الفوضى

وابتداء من منتصف مارس2020 حذرت المجموعة الإرهابية أعضاءها من السفر إلى أوروبا ومناطق أخرى متضررة. وعوض ذلك سيحصلون على حماية إلهية من الفيروس إذا ما شاركوا في ما يُسمونه الجهاد. وطريق محتمل لذلك قد يكون تحرير مقاتلين آخرين ونسائهم وأطفالهم من السجون في المنطقة. ومنذ أكتوبر هرب أكثر من 750 شخص مشتبه بصلتهم بداعش من معسكر عين عيسى في الشمال الشرقي لسوريا. وقد نجحوا في ذلك، لأن القوات الكردية فقدت السيطرة هناك بسبب هجوم تركي.

“إذا ما تفشى الفيروس في السجون ومعسكرات الاعتقال، وهي الحالة المحتملة الآن، فإن الأكراد كمندوبين على إدارة بعض السجون سيتخلون عن مهامهم”، كما قال كلارك، مؤلف كتاب “بعد الخلافة”.

فرصة للهروب

وعلى هذا بالتحديد يراهن ما يُسمى بتنظيم داعش. ففي العراق وحده يتم حاليا اعتقال نحو 20.000 مقاتل مفترض من تنظيم داعش في السجون. ويقوي التنظيم أعضاء المجموعة الإرهابية الذين تلقوا المساعدة من مقاتلين آخرين للهروب من السجون وأماكن الاعتقال. “تنظيم داعش يرى في الوباء فرصة ويريد استغلالها” يلخص الباحث البريطاني التميمي.

رابط مختصر:https://eocr.eu/?p=2184

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ  تعزيز الإجراءات الأمنية

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   فرنسا تقرر تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب مستوى التهديد الإرهابي "العالي جدا" mc-doualiya - قررت فرنسا الاثنين 29 أبريل 2024 تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس خلال الاحتفالات بعيدي الصعود (9 أيار/مايو) والعنصرة...

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   تجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين DW - دعت وزارة التعليم الألمانية جامعات البلاد للحذر والتدقيق في المشاريع المشتركة مع الصين، بعدما تكاثرت مزاعم التجسس ضد العملاق الأسيوي، غير أن بكين وصفت الاتهامات...

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا swissinfo - في ظلّ استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدّة منظمات غير حكومية لوكالة فرانس برس عن مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في...

Share This