تنظيم داعش فقد خلافته الجغرافية لكنه لم يُهزم بعد
تنظيم داعش فقد خلافته الجغرافية لكنه لم يُهزم بعد

يناير 22, 2021 | دراسات

أيديولوجيا داعش مازالت بعيدة عن الهزيمة  – تنظيم داعش

العرب اللندنية – يعكس التوجس الفرنسي من عودة ظهور تنظيم داعش في سوريا والعراق ما حذر منه خبراء بالقول إن التنظيم فقد خلافته الجغرافية لكنه لم يُهزم بعد. وأعربت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الأحد عن قلقها من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، فيما تتواصل تعبئة العسكريين الفرنسيين ضمن تحالف دولي لمكافحته بقيادة الولايات المتحدة. تنظيم داعش

وأكدت بارلي أن “فرنسا تعتبر أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال موجودا. حتى أنه يمكن الحديث عن شكل من أشكال عودة ظهوره في سوريا والعراق”. وتأتي تصريحات الوزيرة الفرنسية في توقيت أعلنت فيه إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب أنها تعتزم سحب 500 جندي من العراق في منتصف فبراير القادم وإبقاء 2500 جندي فقط هناك، فيما غادرت الغالبية الساحقة من قوات الدول الأعضاء في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية بالتزامن مع بدء جائحة كوفيد – 19.

وبعدما كان قد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2014 عن إقامة “الخلافة” في مناطق سيطر عليها في سوريا والعراق، تكبّد داعش خسائر متتالية في البلدين قبل أن تنهار “خلافته” في مارس 2019 في سوريا. لكن التنظيم عاود هجماته وانخرط في حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية. تنظيم داعش

وفي عام 2019 بأكمله، كان هناك 144 هجوماً إجمالاً، لكن خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020 تمكن تنظيم داعش من تنفيذ 126 هجوما، وتوسع بشكل ملحوظ في جنوب الرقة وشرق حماة. وقد يشهد العام الجاري المزيد من الفرص المتاحة للجماعات الإرهابية، وهي الفرص التي تسمح لها بالتجنيد وشن الضربات في جميع أنحاء سوريا.

وفي الأشهر الأخيرة أصبحت البادية السورية مسرحا لمعارك منتظمة بين الجهاديين والقوات السورية المدعومة من سلاح الجو الروسي. ومنذ سقوط الباغوز في مارس 2019، أسفرت الهجمات التي شنّها التنظيم عن مقتل أكثر من 1300 شخص بين عسكريين سوريين ومقاتلين موالين لإيران، وعن مقتل أكثر من 600 جهادي، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. تنظيم داعش

ويرى مراقبون أن عودة التنظيم الجهادي بقوة إلى الساحة السورية من شأنها أن تعيد خلط الأوراق مجددا في هذا البلد الذي يعاني صراعا متعدد الأبعاد منذ عام 2011. وأسفر النزاع السوري حتى الآن عن أكثر من 387 ألف قتيل، وأحصت الأمم المتحدة نزوح 6.7 مليون سوري داخل البلاد، فيما شُرّد 5.5 مليون خارجها.

ويقول المرصد، الذي مقره لندن ويملك شبكة واسعة من النشطاء داخل سوريا، إن التنظيم تخطى مرحلة توجيه الرسائل التي تفيد بأنه لا يزال يملك القوة الكافية لمجابهة النظام وحلفائه، وبات يترجم تلك الرسائل إلى أفعال يومية، إذ لا يكاد يمر يوم دون وقوع تفجير أو كمين أو استهداف أو هجوم خاطف ضمن مناطق من البادية السورية، إلا أن غالبية العمليات تركزت في مثلث حلب – حماة – الرقة.

وهُزم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا. لكن في غياب حلول للمشكلات الجوهرية التي أدت إلى نشوئه، يحذر الخبراء من إمكان عودة ظهور الجماعات الجهادية عاجلاً أم آجلاً. ويقول الباحث حسن حسن، عضو البرنامج المعني بشؤون التطرف في جامعة جورج واشنطن، “إذا كان المسلحون قد هزموا فإن المشكلات التي أتاحت ظهورهم لا تزال قائمة”.

ويضيف حسن في تحليل بعنوان “داعش لا بد أن يعاود الظهور في سوريا”، “إذا كان يمكن الاستفادة من دروس التاريخ، فإنها تشير إلى أن الجهاديين سيستغلون الوضع المتقلب لإعادة تشكيل صفوفهم وتأسيس وجود دائم لهم في المنطقة”. وأتاح التدخل العسكري واستخدام القوة معالجة الأعراض لكن اجتثاث المرض يتطلب علاج أسبابه، وفق الخبراء الذين يشيرون إلى مثال هزيمة القاعدة في العراق في 2008 وكيف انبثق من بين فلولها بعد أربع سنوات تنظيم الدولة الإسلامية. تنظيم داعش

ويقول برنار باجوليه، المدير السابق للمديرية العامة الفرنسية للأمن الخارجي، “لقد هُزم داعش على الأرض، لكن التنظيم لا يزال خطيراً، لم يتم القضاء على الخطر بعد”. ويضيف الباحث الفرنسي أن “المشكلات الأساسية لا تزال بلا حل وهي تختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى، ففي العراق قاد التدخل الأميركي في 2003 الغالبية الشيعية إلى السلطة وتم استبعاد الأقلية السنية. وفي سوريا، يحدث تقريباً الأمر نفسه، لأنه منذ تولي الطائفة العلوية الحكم، تم تهميش السنة. لم يتم إيجاد حلول لهذه الظواهر، نحن لدينا معالجة لهذه المشكلات، (معالجة) عسكرية وأمنية، ولكننا لم نتصدّ حقاً للأسباب الجوهرية”.

ويشير تقرير أممي جديد صدر عن مكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة في أغسطس الماضي، إلى أن أكثر من عشرة آلاف من مقاتلي تنظيم داعش ما زالوا نشطين في العراق وسوريا بعد عامين من هزيمة التنظيم، وأن هجماتهم زادت بشكل كبير عام 2020. ويؤكد جان بيار فيليو، الخبير بشؤون المنطقة والأستاذ في كلية العلوم السياسية في باريس، أن “داعش لا يزال يسيطر على عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي السورية ويدير خلايا سرية في قسم كبير من أراضي العراق، وهو يستفيد في جانبي الحدود من التناقضات بين القوى التي كان من المفترض أن تقاتله”.

ويضيف فيليو أن “التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وبتركه الرقة مهد داعش على ما هي عليه، لا يقوم سوى بخلق وضع ملائم لعودة الجهاديين”. وفي ديسمبر الماضي أقر الدبلوماسي الأميركي والمبعوث السابق للولايات المتحدة إلى سوريا جيمس جيفري بصعوبة القضاء تماما على تنظيم داعش المتطرف في ضوء عودة بعض أنشطته في العراق وسوريا.

ويرى جيفري أن داعش يسعى جاهدا للحفاظ على عملياته في العراق وعلى طول نهر الفرات شمال شرق سوريا، من خلال عمليات محدودة. ويشير مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد ويلسون الأميركي إلى أن داعش يعتبر أكثر نشاطا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، خاصة في صحراء البادية جنوب نهر الفرات وشرق مدينة تدمر، حيث يسيطر من حين لآخر على بعض الأراضي ويعمل على استهداف القيادات القبلية المحلية وقوات الأمن على غرار ترويع وابتزاز التجار والمزارعين.

وفي ما يتعلق بزعيم داعش الجديد محمد سعيد عبدالرحمن المولى، يقول جيفري إنه لا يعرف عنه سوى القليل، أما مقتل أبوبكر البغدادي زعيم داعش السابق فقد أضعف التنظيم ولكنه لم يحد من قدراته القتالية.

لرابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5387

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا swissinfo - في ظلّ استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدّة منظمات غير حكومية لوكالة فرانس برس عن مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في...

أمن قومي ـ دعوات إلى تعزيز دفاعات أوروبا

أمن قومي ـ دعوات إلى تعزيز دفاعات أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   ماكرون يدعو إلى تعزيز دفاعات أوروبا ويبدي قلقه بشأن مستقبل التكتل swissinfo - رسم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس صورة مثيرة للقلق لأوروبا، مؤكدا أنها “مهددة بالموت” و”مطوّقة” وتواجه خطر “التراجع” في مواجهة منافسة القوى...

هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟

هل تقف أوروبا “عاجزة” أمام التجسس الصيني؟

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   هل تقف أوروبا "عاجزة" أمام التجسس الصيني؟ ملخص independentarabia - تشير قضايا التجسس المنسوبة إلى الصين في ألمانيا وبريطانيا، التي كشف عنها هذا الأسبوع، إلى سعي بكين إلى نشر شبكة شاسعة من المخبرين في قارة غير مسلحة بما يكفي...

Share This