تنظيم داعش ـ الصمت المنهجي “خطوة تكتيكية” لتحقيق مصالحه
تنظيم داعش ـ الصمت المنهجي "خطوة تكتيكية" لتحقيق مصالحه

يناير 28, 2021 | دراسات

“صمت منهجي”.. تقرير: داعش يتجاهل معاناة الأويغور لتحقيق مصالحه -تنظيم داعش

الحرة ـ مع الانتهاكات الكبيرة التي اتبعها تنظيم “داعش”، بحجة الدفاع عن المسلمين في المناطق التي عاث فيها فسادا خلال السنوات الأخيرة، بدا “الصمت المنهجي” الذي اتبعه التنظيم الإرهابي تجاه “المجازر” والاعتقالات التعسفية التي ارتكبتها الصين مع أقلية الإيغور المسلمة واضحا، وفق تقرير لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”.وتتهم الولايات المتحدة الحكومة الصينية بارتكاب إبادة عرقية ضد هذه الأقلية الموجودة في إقليم شينجيانغ غربي الصين.

وفي السنوات الأخيرة، احتجزت الحكومة الصينية حوالي مليون شخص من أقلية الأويغور في معسكرات الاعتقال والسجون حيث يخضعون لـ “ضبط أيديولوجي”، ويجبرون على التنديد بدينهم ولغتهم وإيذائهم بدنيا. واقترحت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي تحميل الصين مسؤولية ارتكاب “إبادة جماعية” بحق الأويغور وغيرهم من المجموعات المسلمة الناطقة بالتركية.ونقلت الصحيفة تفاصيل فيلم وثائقي نشرته مجلة “وار أون ذا روكس”، والذي أكد  أن تنظيم “داعش” قد “تبنى صمتا منهجيا، ليس فقط حيال قضية الأويغور، وإنما أيضًا النفوذ الصيني بشكل عام”.

لكن بعض الخبراء وصفوا هذا الصمت بأنه “خطوة تكتيكية”، من  جانب داعش التي تعطي الأولوية لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بعد القضاء على دولتها للخلافة في العراق وسوريا، حسب التقرير.وقال المحلل في شؤون الشرق الأوسط، إليوت ستيوارت، للصحيفة إن “تجاهل داعش شبه الكلي لمصائب الأويغور”، رغم اعتراف “عدوته اللدودة” المتمثلة بالولايات المتحدة بالمجازر التي ارتكبتها الصين، يأتي مخالفة للدور الذي رسمه لنفسه في “الدفاع عن المسلمين بكل مكان”.

وذكر ستيوارت بأن داعش سبق وأن أعدم مدرسين صينيين في باكستان، عام 2017، كما نشرت مقاطع مصورة استفزازية ضد بكين تظهر مقاتلين من الأويغور يتدربون في العراق ويتعهدون “بسفك الدماء الصينية مثل الأنهار للانتقام من المظلومين”.لكن الخطاب الموجه من داعش نحو الصين تغير مؤخرا، وسط تصاعد التوتر بين الصين وواشنطن، وفقا لستيوارت، وأضاف أن التنظيم يهدف إلى استغلال الوضع “للتركيز على عداوته للولايات المتحدة” على حساب الأقلية المسلمة. تنظيم داعش

وحذر الخبراء من أن داعش رغم ضعفه “لا يزال قوة فاعلة.. وأن الأمر قد يكون مجرد إعادة تنظيم لقواته”، بعد أن تلقى التنظيم الإرهابي آخر ضربة، في مارس 2019، في منطقة الباغوز السورية.وحسب التقرير، فإن “داعش” يملك قرابة 10 آلاف مقاتل وخلية نائمة بالمنطقة.وقال خبير شؤون مكافحة الإرهاب بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، أحمد المحمدي: “قد يتم تدمير داعش من الناحية التنظيمية، لكن لا يمكننا قتل الأيديولوجية”. تنظيم داعش

آخرون، يرون أن الصمت الحالي تجاه الصين مرده أن الصين، وخلافا للغرب، لا تشكل تهديدا كبيرا للتنظيم في العراق أو سوريا أو أفغانستان.

وقال نوديربك سولييف، المحلل البارز في المركز الدولي لأبحاث العنف السياسي والإرهاب في سنغافورة إن “مناصرة داعش للأويغور ربما اقتصرت إلى حد كبير على الدعم الخطابي، لأنها فقدت مجندين من الأويغور لصالح الحزب الإسلامي التركستاني المتصل بالقاعدة في سوريا وأفغانستان”.لكن الخبراء حذروا في الوقت نفسه، من أن تمدد النفوذ الصيني قد يدفع داعش إلى تغيير سياستها مستقبلا، رغم صعوبة تجنيد مقاتلين جدد بسبب القمع الصيني للأويغور. تنظيم داعش

رابط مختصر .. https://eocr.eu/?p=5458

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ  تعزيز الإجراءات الأمنية

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ تعزيز الإجراءات الأمنية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   فرنسا تقرر تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس بسبب مستوى التهديد الإرهابي "العالي جدا" mc-doualiya - قررت فرنسا الاثنين 29 أبريل 2024 تعزيز الإجراءات الأمنية قرب الكنائس خلال الاحتفالات بعيدي الصعود (9 أيار/مايو) والعنصرة...

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

مكافحة التجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   تجسس ـ دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين DW - دعت وزارة التعليم الألمانية جامعات البلاد للحذر والتدقيق في المشاريع المشتركة مع الصين، بعدما تكاثرت مزاعم التجسس ضد العملاق الأسيوي، غير أن بكين وصفت الاتهامات...

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

أوروبا ـ ازدواجية المعايير في التعامل مع حرب غزة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا   مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا swissinfo - في ظلّ استقطاب شديد في الآراء حول الحرب بين إسرائيل وحماس، كشفت عدّة منظمات غير حكومية لوكالة فرانس برس عن مخاوف من “قمع” الأصوات المؤيّدة للقضية الفلسطينية في...

Share This