جرائم الكراهية ضد الصينيين تتزايد في بريطانيا مع كورونا – مكافحة التطرف
اندبيندينت – سجّلت الأرقام التي قدّمتها الشرطة في بريطانيا، زيادة حادّة في عدد جرائم الكراهية ضد الصينيّين، خلال تفشّي فيروس كوفيد. وقد تضاعف عدد الجرائم المبلّغ عنها في الأشهر الثلاثة الأولى من 2020، بحوالى ثلاث مرّات عمّا كانت عليه في الفترة نفسها بين عامي 2018 و2019.
وفي الفترة الممتدّة بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) 2020، عندما كان وباء “كوفيد 19” آخذاً في التزايد داخل المملكة المتّحدة، سُجّل ما لا يقلّ عن 267 تقريراً تتعلّق غالبيتها بجرائم الكراهية في جميع أنحاء البلاد.من أصل هذا الرقم، سُطّرت 63 مخالفة من قِبَل شرطة العاصمة البريطانية، بينما تلقّت قوى الأمن في مقاطعات “كامبريا”، و”ديفون آند كورنوال”، و”إيسيكس”، و”هامبرسايد آند نورثامبتونشاير”، تقارير خلال ما انقضى من 2020، تفوق ما تلقته طوال العام 2019 بأكمله. مكافحة التطرف
وفي المجموع، سُجّل 375 جريمة كراهية ضدّ الصينيين خلال العام الماضي، بارتفاع عن الـ360 جريمة مماثلة سُجّلت في2018. وقد نُشرت الأرقام الجديدة من خلال طلبات حرية الاطّلاع على المعلومات تقدّمت بها شبكة “سكاي نيوز” إلى حوالى 45 وحدة من قوى الشرطة الإقليمية في البلاد، وشرطة النقل البريطانية.ومنذ اندلاع وباء “كوفيد 19” في بريطانيا، أُبلغ عن حوادث عنصرية كثيرة ضدّ أفراد صينيّين، تضمنت البصق على ضحايا تلك الحوادث، أو لكمهم، أو توجيه إساءاتٍ لفظية إليهم في الشارع.
وذكر نائب رئيس الشرطة مارك هاميلتون، قائد الشرطة الوطنية المسؤولة عن جرائم الكراهية، إن “أحداً ليس مسؤولاً عن تفشّي المرض، ولكلّ شخص الحقّ في الحماية من كل اعتداء يستهدفه”.ووفق تصريح أدلى به هاميلتون إلى شبكة “سكاي نيوز”، “نعلم أن بعض قوى الشرطة تلقّت للأسف تقارير عن عدد قليلٍ من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم كراهية ضدّ أفراد ينتمون إلى مجتمعاتٍ صينية أو جنوب شرقٍ آسيوية، وترتبط تلك الأعمال بتفشّي فيروس “كوفيد19”.
وفي مارس (آذار) الماضي، تعرّض مالك محلٍّ للوجبات الجاهزة الصينية في “هيتشن” بمقاطعة “هيرتفوردشاير”، “للبصق” على وجهه من فتى مراهق طالب بمعرفة إذا كان المالك “مُصاباً بفيروس كورونا”. وقد سُجّلت الحادثة على أنها اعتداءٌ شائع تفاقم عنصرياً. وفي ذلك الإطار، نقلت شارون سو ابنة ذلك المالك لمحلّ الوجبات الجاهزة، إلى صحيفة “إندبندنت”، إن المعتدي من أفراد مجموعةٍ ضمّت ثلاثة أشخاص، بدأ بتصوير والدها على هاتفه مطالباً إياه بمعرفة إذا كان مصاباً بالفيروس”.وأضافت سو، “حشر المهاجم هاتفه في وجه والدي وبدأ يصيح “هل لديك فيروس كورونا؟ هل لديك فيروس كورونا؟”.
وتابعت، “عمل والدي في البداية على تجاهله ودخل إلى المطبخ، لكن الصبي واصل الصراخ عند الجهة الأمامية للمحل. لذا، عاد والدي ليدعوه إلى مغادرة المكان، فانحنى الفتى فوق منضدة الدكّان، وقام بالبصق في وجه أبي، وولّى هارباً مع آخرَين كانا معه”.وفي حادث منفصل وقع في فبراير (شباط) الماضي، ذكر جوناثان موك، وهو طالب يبلغ من العمر ثلاثاً وعشرين سنة من سنغافورة، إنه تعرّض للضرب في شارع أكسفورد في لندن في هجوم عنصري. وروى موك إن رجلاً كان برفقة ثلاثة أو أربعة ذكورٍ آخرين وامرأة، نطق بكلمة “فيروس كورونا” قبل أن يبادر إلى لكمه على وجهه.
وأضاف أن عضواً آخر في المجموعة أبلغه بعد ذلك، “أنا لا أريد لفيروسك كورونا، أن يكون في بلادي”، ثم شرع هو الآخر بضربه على أنفه.وكتب موك الذي عاش في لندن عامين ودرس في “جامعة كلية لندن”، في أحد منشوراته على حسابه عبر “فيسبوك”، “إن العنصرية ليست غباء، بل العنصرية كراهية. إذ يجد الأشخاص العنصريّون دائماً أعذاراً لتبرير كراهيتهم، وفي هذه الخلفية الراهنة من فيروس كورونا، وجدوا عذراً إضافياً”.
رابط مختصر…https://eocr.eu/?p=2689