مكافحة الإرهاب..أوجه الصراع بين التنظيمات المتطرفة
مكافحة الإرهاب

مايو 16, 2020 | دراسات

تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية ينتقلان من التعاون إلى التقاتل في الساحل الإفريقي – مكافحة الإرهاب

فرانس 24 – عقب أعوام من التعاون، تتصاعد العداوة بين تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في منطقة الساحل الإفريقي، وفق ما يقول خبراء.سبق أن تواجه التنظيمان الجهاديان في مسارح نزاع أخرى، على غرار سوريا، لكنهما كثيرا ما عملا جنبا إلى جنب في الساحل عبر تنسيق الهجمات وحتى تبادل المقاتلين.وتعيش المنطقة نصف الصحراوية منذ أعوام نزاعا ضد المقاتلين الإسلاميين الذين ظهروا أول مرة في شمال مالي عام 2012، قبل أن يمتدوا إلى وسط البلاد ويبلغوا بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. مكافحة الإرهاب

أدى ذلك إلى مقتل آلاف العسكريين والمدنيين حتى الآن ونزوح مئات الآلاف عن منازلهم.لكن منذ بداية العام، يبدو أن مواجهات متفرقة بين تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية تصاعدت لتصير معارك كبيرة في وسط مالي وبوركينا فاسو.لم تتسرب إلا تفاصيل قليلة عن هذا الصراع بين التنظيمين الجهاديين، ووقع جزء كبير منه في مناطق مضطربة تنشط فيها تنظيمات إجرامية وميليشيات اتنية وتشهد مواجهات منتظمة مع الجيوش النظامية.يشير خبراء ومسؤولون محليون إلى وجود خلافات حول مجال النفوذ والحصول على المحاصيل الزراعية، وهي من أسباب التقاتل بينهما.من جهته، قال المبعوث الخاص للأمم المتحدة في مالي محمد صالح النظيف إن الحرب الأهليّة بين الجهاديين “لم تعد سرّا”. مكافحة الإرهاب

وأضاف في إشارة إلى تقاتلهما حول الأراضي “لا نعرف كيف سينتهي، كل طرف يريد أن يكون صاحب اليد العليا على الآخر”.ظهر الجهاديون المرتبطون بالقاعدة في شمال مالي عام 2012 ثم انتقلوا إلى وسط البلاد عام 2015، وهم ينشطون الآن ضمن تحالف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.حضور تنظيم الدولة الإسلامية أحدث عهداً. أسس الجهاديّ عدنان أبو وليد الصحراوي الجماعة في المنطقة عام 2015، وهي تنشط حاليا في المناطق الحدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

– أسباب غير إيديولوجية أيضا –

لم يتشكّل قطّ تحالف معلن بين القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الساحل، وفق ما يرى دبلوماسي غربي في العاصمة المالية باماكو.لكنه اعتبر أن ذلك لم يمنعهما من العمل بشكل وثيق، في إشارة إلى الهجمات المشتركة وانتقال المقاتلين من تنظيم إلى آخر.وأضاف الدبلوماسي أن ما يدفع شخص للالتحاق بأحد التنظيمين مرتبط في الأغلب بظروف محلية، على غرار الانتماء إلى مجموعة اتنية مهمّشة أو البطالة.

من جهته، اعتبر الباحث في معهد الدراسات الأمنية بباماكو إبراهيم مايغا أن أسباب الصراع أيضا محليّة في الأغلب.ويقول مايغا إنه “لا يجب النظر إلى هذه النزاعات من المنظور الإيديولوجي فقط”.من الأمثلة على ذلك، كثيرا ما يندلع قتال في وسط مالي خلال موسم الجفاف على محصول العلف (يسمى بورغو) الذي يُزرع في دلتا نهر النيجر.في تصريح لوكالة فرانس برس، قال خبير أمني يعمل في مدينة موبتي وسط مالي طلب عدم ذكر اسمه إن الجهاديين يتقاتلون للسيطرة على مواقع إنتاج أعلاف بورغو “على غرار الجميع”.

بدأت المواجهات بين الجماعتين الجهاديتين بعد عبور مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية إلى منطقة ديالوب وسط مالي قادمين من بوركينا فاسو بداية العام، وفقا لمسؤول محلي رفض ذكر اسمه.وأضاف أن المقاتلين تنقلوا “من قرية إلى قرية ناشرين رسالتهم”.وتعدّ ديالوب عادة منطقة نفوذ لكتيبة ماسينا، وهي تنظيم جهادي ضمن تحالف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.وقال مستشار أمني يعمل في موبتي، رفض ذكر اسمه، إن “أكثر من 60 جهاديا قتلوا” في نزاع بالمنطقة منتصف آذار/مارس.

أما في بوركينا فاسو المجاورة، زعم تنظيم الدولة الإسلامية أن عناصره قتلوا “أكثر من 35” من عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين قرب الحدود المالية.وزعم أيضا أنه أرسل انتحاريا في سيارة مفخّخة ليستهدف قاعدة للجماعة في نفس المنطقة.رغم الصورة المروعة التي تم نشرها عبر الدعاية، يقول إبراهيم مايغا إن المعلومات الآتية من مناطق النزاع في الساحل مبالغ فيها في أغلب الأحيان.بدورها، أشارت الأمم المتحدة في تقرير داخلي حديث إلى “نقص المعلومات الاستخبارية” حول عدة مناطق في مالي.كما لم ينشر القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية أي شريط حول المواجهات بينهما، وهو أمر غير معتاد في نشاط التنظيمين الجهاديين الناشطين إعلاميا.

رابط مختصر…https://eocr.eu/?p=2788

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا قتلت الشرطة الألمانية في ميونيخ نمساوياً مسلحاً في الخامس من سبتمبر 2024، في ذكرى الهجوم الأولمبي عام 1972، يشتبه النمساوي في أنه من خلفية إسلاموية متطرفة. ويحذر الخبراء من مشهد إسلاموي متطرف في النمسا. قتلت الشرطة رجلا مسلحا...

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا شهدت القارة الأوروبية أكبر عدد من اللاجئين القادمين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان، بينما يظل السوريون والأفغان من أبرز طالبي اللجوء في دول مثل ألمانيا. أظهرت بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين وطالبي...

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا تتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا وقد اشتدت بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط، تأتي موجة إضافية مكثفة من التضليل المعادي للإسلام - أو الانتشار المتعمد للمعلومات الكاذبة - وسط موجة متصاعدة من الإسلاموفوبيا في جميع...

Share This