تداعيات جائحة كوفيد-19 على جهود مكافحة الإرهاب.. تقرير يحذر من “الخطر الأكبر”
الحرة – سلطت، مؤسسة بروكينغز الأميركية، في تقرير لها، الضوء على التداعيات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 على جهود مكافحة الإرهاب في العالم.وأشار التقرير إلى أن الإنفاق الضخم على الصحة العامة سيقتطع جزءا كبيرا من ميزانيات الدول الغربية وشركائها الإقليميين المخصصة لمكافحة الإرهاب، فمعالجة المرضى ومكافحة انتشار العدوى وتوفير اللقاح ستكلف مئات المليارات من الدولارات.
وقال التقرير، إن الوباء تسبب في حدوث أكبر ركود عالمي منذ ثمانية عقود، ومن المتوقع أن يفقد الاقتصاد العالمي 8.5 تريليونات دولار من الناتج خلال العامين المقبلين.وستكون التداعيات الاقتصادية مدمرة، بشكل خاص، للبلدان في العالم النامي وتلك التي تعتمد على عائدات النفط، والعديد منها بلدان شريكة للغرب في مكافحة الإرهاب، في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
ونتيجة لهذا الإنفاق الضخم على الصحة العامة، من المتوقع أن تنخفض ميزانيات مكافحة الإرهاب بشكل عام، ما سيؤدي إلى انخفاض المساعدات الغربية للدول الشريكة، التي يعتمد عدد كبير منها على الدعم الغربي للحصول على الأموال والتدريب والأسلحة لملاحقة الجماعات الإرهابية داخلها.
وحذر التقرير من أن يؤدي فقدان الدعم الغربي أو تراجعه إلى “تقلص قدرات مكافحة الإرهاب لدى هؤلاء الحلفاء المحليين وقد يسمح للإرهابيين بتوسيع عملياتهم ونفوذهم”.و”الخطر الأكبر” هو “تشتت” قوات الأمن في هذه الدول، لأنها تركز جهودها على الاستجابة للأزمة وإدارة أي اضطرابات مرتبطة بها.
تراجع الدعم على جهود مكافحة الإرهاب، أيضا قد يعيد ترتيب أولويات الأمن القومي، بعيدا عن مكافحة الإرهاب، وتقليل الالتزامات تجاه الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا، حيث ينشط تنظيما داعش والقاعدة والجماعات التابعة لهما.وتوقع التقرير أن تؤدي الجائحة إلى زيادة أنشطة الجماعات الإرهابية المحلية في هذه البلدان، خاصة مع القيود المفروضة على الحركة دوليا بسبب الجائحة، ما يجعل النشاط المحلي “أسهل نسبيا”.
والأمر الخطير أيضا هو الضعف المتوقع لأداء حكومات العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا في التعامل مع الجائحة، وهذه “الاستجابة الضعيفة ستكون بمثابة ضربة أخرى لهذه الأنظمة، ما يزيد من نزع شرعيتها ويعزز ادعاء المتشددين بوجوب الإطاحة بالحكومات”، ما سيؤدي أيضا إلى “تفاقم التهديد الإرهابي”.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=4025