المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
“مزيج خطير”.. هل يمكن لمواطني الرايخ تحدي الدولة الألمانية؟
DW – تقدر الاستخبارات الداخلية أن حركة “مواطني الرايخ” تضم نحو 21 ألف عضو، عشرهم له توجهات عنيفة. وتقول الشرطة الجنائية إن الحركة “مزيج خطير من أشخاص” بمعتقدات غير عقلانية، وبعضهم أغنياء وبعضهم مسلحون. فهل يمكنهم تحدي الدولة؟أعلن الادعاء العام الألماني اليوم الخميس (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2022) أن جميع المشتبه بهم الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الحملة الموسعة ضد حركة “مواطني الرايخ”، والبالغ عددهم 23 شخصا، يقبعون حاليا في الحبس الاحتياطي.ولم تصرح المتحدثة باسم الادعاء العام اليوم عن موعد عرض الرجلين الذين تم إلقاء القبض عليهم في النمسا وإيطاليا، في إطار الحملة ضد الحركة، أمام قاضي التحقيق.
من أكبر المداهمات في تاريخ ألمانيا
يذكر أن الادعاء العام بألمانيا أصدر أمس الأربعاء أمر اعتقال ضد 25 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى حركة “مواطني الرايخ”. وذكر الادعاء أمس أن نحو 3000 شرطي شاركوا في مهمة القبض على أفراد المجموعة.وتعد العملية واحدة من أكبر عمليات الشرطة الألمانية ضد المتطرفين في تاريخ جمهورية ألمانيا، ولاسيما فيما يتعلق بعدد القوات الخاصة المشاركة فيها.ويتهم الادعاء 22 شخصا من المقبوض عليهم بالانتماء إلى جماعة إرهابية، منهم قياديان، فيما يتهم الادعاء ثلاثة أشخاص آخرين بتقديم الدعم للجماعة.تجدر الإشارة إلى أن أعضاء “مواطني الرايخ ” لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية، ولا بقوانينها، ويمتنعون عن دفع ضرائب ومخصصات اجتماعية، ويصرّون على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة.
“أغنياء وغير عقلانيين ومسلحين”
ومن جانبه، أكد قائد الشرطة الجنائية الألمانية الخميس أن المجموعة التي فككت أمس الأربعاء بعد تخطيطها لإطاحة المؤسسات الديموقراطية، كانت تحوز الكثير من الأسلحة وهو ما يعكس خطورتها.وقال مدير مكتب الشرطة الجنائية الاتحادية هولغر مونش للقناة الأولى في التلفزة الألمانية “ARD” إن المجموعة “تتكون من مزيج خطير من الأشخاص الذين يتبنون معتقدات غير عقلانية، بعضهم لديه الكثير من المال، والبعض الآخر يمتلك أسلحة ولديهم خطة أرادوا تنفيذها (…) وهذا هو سبب الخطورة ولذلك تدخلنا”. وأوضح أن “عمليات التفتيش تظهر ذلك أيضا”، فقد عثر على أسلحة في 50 مكانا تم دهمه، بدءا من “أقواس نشاب إلى بنادق وذخيرة، وهذا يدل أنها غير سلمية”.وأضاف أنه من المرجح أن تتم توقيفات أخرى، مردفا “حددنا أشخاصا آخرين لا نعرف بعد وضعهم بالضبط في ما يتعلق بهذه المجموعة”.ويستهدف التحقيق إجمالا 54 شخصا أوقف 25 منهم خلال عمليات الدهم صباح أمس الأربعاء. وتتبنى المجموعة أيديولوجيا “مواطني الرايخ”، التي اكتسبت زخما مع فرض السلطات قيودا لاحتواء فيروس كورونا المستجد.
هل يمكنها حقا تحدي الدولة؟
ويشتبه القضاء في أنهم “قاموا باستعدادات ملموسة لاقتحام البوندستاغ”، مجلس النواب الألماني في برلين “مع مجموعة مسلحة صغيرة”، وفق بيان صادر عن الادعاء. ويذكر هذا السيناريو بهجوم أنصار للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على مبنى الكونغرس في كانون الثاني/يناير 2021.لكن هولغر مونش قلل من قدرة المجموعة قائلا “لا ينبغي الافتراض أن مجموعة تتألف من بضع عشرات (من الأعضاء)، وربما بضع مئات، في وضع يمكنها حقا من تحدي الدولة في ألمانيا”.ومن جانبه، أكد رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) توماس هالدنفانغ أن المجموعة كانت تحت المراقبة “منذ ربيع هذا العام”. وأضاف هالدنفانغ “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إنشاء شبكة على النطاق الوطني لها خطط ملموسة”، مشيرا إلى أن لها “خططا لإطاحة الحكومة، وخططًا لتنفيذ انقلاب”. وبحسب هذا المسؤول، تضم حركة “مواطني الرايخ” حوالي 21 ألف عضو “نقدر أن 10 بالمئة لهم توجهات عنيفة”.
رابط مخصتر. https://eocr.eu/?p=9658