مكافحة الإرهاب ـ منفذ هجمات باريس، رحلة التطرف إلى داعش
مكافحة الإرهاب

يونيو 29, 2022 | دراسات

“صلاح عبد السلام” من الملاهي الليلية إلى جحيم “داعش” – مكافحة الإرهاب

اندبندنت عربية ـ هل هو “مقاتل من تنظيم داعش” أم متهم مضطرب يطلب الصفح من كل الضحايا؟ خلال تسعة أشهر من محاكمته، بدا صلاح عبد السلام “الرجل العاشر” ف ي هجمات 13 نوفمبر (تشرين الثاني) في باريس وضاحيتها سان دوني. – مكافحة الإرهاب

الانتقام و”الكراهية باعتدال”- مكافحة الإرهاب

عندما بدأت المحاكمة الجنائية في الثامن من سبتمبر (أيلول) 2021 غلبت اللهجة الانتقامية على حديث عبد السلام. وقال الرجل الملتحي بقميصه الأسود، بحزم “تخليت عن كل المهن لأصبح مقاتلاً في تنظيم داعش”وفي 15 أبريل (نيسان) 2022 تحدث بصوت هادئ ومرتجف وانهمرت الدموع على خدي العضو الوحيد الذي بقي على قيد الحياة في المجموعة المسلحة التي قتلت 130 شخصاً في باريس وسان دوني.وفي “فرصته الأخيرة” للتحدث عن نفسه، قال الفرنسي البالغ 32 سنة، إنه تخلى عن تفجير حزامه الناسف “لدواع إنسانية”. وطلب من الضحايا أن “يكرهوه باعتدال”.

استراتيجية دفاعية – مكافحة الإرهاب

هل كان هذا التحول استراتيجية دفاعية كما يشتبه الادعاء المدني، أم أنه تطور حقيقي بعد أسابيع من الجدل؟وقال محامياه أوليفيا رونين ومارتن فيتس إن “هذه المحاكمة سمحت له بكسر الصورة المسبقة التي كانت لدينا عنه، وترسخت خلال سنوات الصمت الست”.واستأنف عبد السلام الذي بقي صامتاً طوال فترة التحقيق تقريباً، التحدث من الجلسات الأولى، وكان من الضروري في بعض الأحيان قطع الميكروفون لإسكاته.استخدم صلاح عبد السلام ذلك وسيلة للتنديد بظروف اعتقاله، “نعامل كالكلاب”، أو لتبرير الهجمات. قال “هاجمنا فرنسا، واستهدفنا السكان”، لكن لم يكن هناك “شيء شخصي هؤلاء الإرهابيون هم إخوتي”. وقطع الرئيس الميكروفون مرات عدة.وبدا المتهم استفزازياً ووقحاً بعرضه على رئيس المحكمة “أخذ قسط من الراحة” أو القول عن نفسه إنه “حساس”.وخلال أشهر لم يتوقف عبد السلام عن الكلام وخفف من حدة تصريحاته.

مسيرة حياة إرهابية – مكافحة الإرهاب

ورداً على أسئلة المحكمة في القاعة المكتظة دائماً، كانت إجاباته موجزة عندما تحدث عن “حياته البسيطة” الماضية. وقال هذا المرتكب الصغير للجنح، القادم من بلدية مولينبيك في بروكسل، حيث يتردد على الكازينوهات والنوادي الليلية “لم أكن أرقص”.وليل 13 إلى 14 نوفمبر 2015، كان يضع حزاماً مفخخاً لم ينفجر. وأكد في رسالة عثر عليها المحققون ونسبت إليه أنه كان يريد “الانضمام إلى بقية إخواني أثناء موتهم” لكن عطلاً ما طرأ على حزامه الناسف.وبقي هارباً أربعة أشهر، على الرغم من إعلانه مطلوباً خطيراً، ونشر صوره بشكل متواصل في كل أنحاء أوروبا.لكن مطاردته انتهت في 18 مارس (آذار) 2016، وأوقف في حي “كاتر فان” بمنطقة مولينبيك في العاصمة البلجيكية، بعد ثلاثة أيام على تبادل إطلاق نار مع الشرطة في بروكسل.ووجهت إلى الرجل في فرنسا تهمة اعتداءات إرهابية، وبات السجين الأكثر خضوعاً للمراقبة في فرنسا، وأودع سجن فلوري ميروجي جنوب باريس.

ملاهٍ ليلية وغسل أدمغة  

يبدو عبد السلام من ملفه الشخصي أنه من أصحاب الجنح الصغيرة. وقد دين 10 مرات بارتكاب مخالفات مرورية، أو أعمال عنف، أو محاولة سطو في 2010 مع صديق طفولته عبد الحميد أباعود، الذي أصبح منسق هجمات 13 نوفمبر.ويقول جيران له، إنه “كان يحب الحفلات الكبيرة ويشرب الكحول ويدخن ويرتاد الكازينوهات، وغالباً ما يكون لديه صديقات”. ولم يكن يعمل بل يتسكع في المقاهي، خصوصاً مقهى شقيقه الأكبر إبراهيم الذي كان بين مطلقي النار على شرفات مطاعم باريسية.كان يصلي أحياناً، لكن ليس في المواعيد الصحيحة. ومنذ نهاية 2014 بدأ التحدث عن سوريا، واقترح على خطيبته التوجه إلى هناك. لكنها لم تأخذ الأمر على محمل الجد لأنه أمضى “ثلاثة أرباع حياته” في ملاهٍ ليلية.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=8837

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب ـ دعوات لنشر “شرطة حدود داخلية” في ألمانيا

مكافحة الإرهاب ـ دعوات لنشر “شرطة حدود داخلية” في ألمانيا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا على غرار بافاريا .. دعوات لنشر "شرطة حدود داخلية" في ألمانيا DW - تسعى سلطات ولاية بافاريا إلى تعزيز أمن الحدود في ظل تزايد معدلات الهجرة غير القانونية. وقبل خمس سنوات، أقدمت الولاية على إعادة إنشاء "شرطة الحدود" في خطوة لاقت...

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ ضمان مراقبة الحدود في سياق الإرهاب والهجرة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ ضمان مراقبة الحدود في سياق الإرهاب والهجرة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا باريس تدافع عن جدوى تشديد الرقابة على الحدود بعد قرار لمحكمة العدل الأوروبية يورونيوز ـ دافعت فرنسا السبت عن حماية حدودها، وذلك بعد أيام من حكم أصدرته محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي يقيد سبل إبعاد المهاجرين.بناء على طلب مجلس...

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ هل الديمقراطية في خطر؟

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ هل الديمقراطية في خطر؟

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا ألمانيا في 2023: زيادة في التطرف اليميني ومعاداة الديمقراطية DW  - كيف يفكر المجتمع الألماني وما هي مواقفه؟ على هذا السؤال تجيب دراسة تجريها بانتظام مؤسسة فريدريش إيبرت. لكن النتيجة الحالية مثيرة للقلق. فما الذي يجعل دراسة عن...

Share This