المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
تم تحديد هوية 328 فردًا خاضعين لإشعارات ونشرات الإنتربول، من بينهم 57 شخصًا يُشتبه في ارتباطهم بالإرهاب، وذلك بعد سلسلة من عمليات التفتيش الحدودية التي نُفذت في أكثر من 70 موقعًا موزعة على أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد جاءت هذه النتائج ضمن عملية نبتون السابعة التي جرت بين يوليو وسبتمبر 2025، ونسقها الإنتربول بالتعاون مع اليوروبول وفرونتكس ومنظمة الجمارك العالمية، بهدف تعزيز أمن الحدود وتأمين المعابر البحرية والجوية والبرية في المنطقة المتوسطية.
استهدفت العملية الحد من استغلال الجماعات الإجرامية والإرهابية للممرات البحرية في تهريب البشر والمخدرات والأسلحة، وأجرت الدول المشاركة، وعددها 20 دولة، عمليات تفتيش مكثفة استمرت في كل منها. أسفرت الجهود عن زيادة كبيرة في عمليات التدقيق في قواعد بيانات الإنتربول، حيث ارتفع عددها إلى نحو 30 مليون عملية مقارنة بـ16 مليونًا في عام 2024، وهو ما يعكس توسعًا واضحًا في التعاون الدولي. كما تم تسجيل 153 عملية اعتقال خلال الحملة، مقابل 66 عملية فقط في العام 2024، إضافة إلى 23 عملية اعتقال أخرى مرتبطة بالنشرات الحمراء الصادرة عن الإنتربول، والتي تُستخدم كأساس للاعتقال المؤقت بحق أفراد متورطين في منظمات إجرامية أو إرهابية.
تعقّب المقاتلين الأجانب عبر الحدود
ساهمت عملية نبتون بشكل حاسم في تعزيز قدرات أجهزة إنفاذ القانون على تتبع تحركات المقاتلين الأجانب ومراقبة تحركات المشتبه بهم في قضايا الإرهاب. وقد تحقق ذلك بفضل إصدار النشرات الزرقاء التي تُستخدم بين الدول الأعضاء لتبادل المعلومات حول هوية الأشخاص أو مواقعهم أو أنشطتهم في إطار تحقيقات جارية. وخلال العملية، صدرت عشرة نشرات زرقاء تتعلق بمشتبه بهم في قضايا إرهابية، وأسفرت عمليات التحقق في قواعد بيانات الإنتربول عن مطابقة سجلات تخص نحو 60 مقاتلًا أجنبيًا مشتبهًا به، ما وفّر معلومات مهمة حول مسارات سفرهم واتصالاتهم. كما كشفت عمليات التدقيق عن عدد من الأفراد المرتبطين بالإرهاب الذين لم يكونوا مدرجين سابقًا في قواعد البيانات، وهو ما يعزز فعالية التعاون الأمني في رصد التهديدات قبل وقوعها.
يقول الأمين العام للإنتربول فالديسي أوركيزا: “إن الجماعات الإرهابية تسعى إلى نشر الخوف وزعزعة استقرار المجتمعات، وغالبًا ما تعتمد على شبكات الجريمة المنظمة لتمويل أنشطتها غير المشروعة”. أضاف أوركيزا: “تُظهر عملية نبتون أن التعاون الدولي بين أجهزة إنفاذ القانون قادر على مواجهة هذه التهديدات بفعالية، وأن تبادل المعلومات في الوقت الحقيقي يمثل عنصرًا جوهريًا في حماية الأمن العالمي”. أكد أوركيزا: “التزام الإنتربول بمواصلة دعم الدول الأعضاء بالمعلومات والأدوات التقنية اللازمة لتحديد هوية الإرهابيين وملاحقتهم قانونيًا”.
استخدام السلع الثمينة والمخدرات لتمويل الإرهاب
كشفت العملية نبتون عن ارتباط وثيق بين الإرهاب والجرائم مثل تهريب السلع الثمينة والمخدرات، إذ تبين أن بعض الجماعات الإرهابية تستخدم هذه الأنشطة لتمويل عملياتها. وأظهرت عمليات التدقيق في قاعدة بيانات وثائق السفر المسروقة والمفقودة التابعة للإنتربول نحو 130 حالة مطابقة، من بينها عدد كبير من الوثائق الفارغة المسروقة التي سبق الإبلاغ عنها في مناطق نشاط الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط.
ضبطت السلطات المشاركة خلال العملية 220 كيلوغرامًا من المخدرات و20 كيلوغرامًا من سبائك الفضة، إضافة إلى 130 ألف دولار نقدًا وعدد من السيارات المسروقة التي يُعتقد أنها كانت معدة للتهريب أو إعادة البيع لتمويل أنشطة غير قانونية. وأوضحت التقارير أن السلع الثمينة والمخدرات تشكل مصدرًا رئيسيًا لتمويل الجماعات المتطرفة، حيث تُستغل شبكات التهريب العابرة للحدود لتوليد أرباح تُستخدم لاحقًا في شراء الأسلحة أو دعم المقاتلين.
شدد الإنتربول على أن النجاح في تنفيذ نبتون يُعد دليلًا على أهمية العمل الجماعي والتقنيات الحديثة في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود. كما أكدت المنظمة أن تبادل البيانات بين الدول الأعضاء وتكامل الجهود بين الهيئات الدولية مثل اليوروبول وفرونتكس أسهم في رفع مستوى الوعي الأمني حول التهديدات الناشئة، لا سيما تلك التي تجمع بين الإرهاب والجريمة المنظمة.
أثبتت العملية أن التعاون الدولي القائم على تبادل المعلومات والتنسيق الفوري بين الأجهزة الأمنية قادر على إحداث فارق ملموس في رصد الشبكات الإرهابية وتعطيل تمويلها. وتُعد عملية نبتون السابعة نموذجًا ناجحًا في كيفية مواجهة التهديدات المتعددة الأبعاد التي تواجه الأمن العالمي، إذ جمعت بين الاستخبارات الميدانية والتحليل المعلوماتي والتعاون بين وكالات متعددة الجنسيات لتحقيق هدف واحد: حماية الحدود الدولية وضمان أمن المجتمعات.
المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا



