المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
فرنسا تحظر منظمة كاثوليكية “أصولية” تدعو لمحاربة الهجرة وتتبنى أفكارا معادية للسامية
مونت كارلو – كشف مقطع فيديو نُشر على موقع “إكس” يوم السبت 5 آب/أغسطس، الكاتب الفرنسي المثير للجدل بيير هيلار، خلال فعاليات المخيم الصيفي لمنظمة “سيفيتاس” الكاثوليكية المتشددة، وهو يتحدث عن مواضيع صنفت بالمعادية للأجانب والمتطرفة والمعادية للسامية.
وجاء في كلام الكاتب المعروف بمواقفه المتطرفة من الهجرة والأجانب “تجنيس اليهود في عام 1791 فتح الباب أمام الهجرة… قبل عام 1789، لم يكن من الممكن لليهودي أو المسلم أو البوذي أن يصبح فرنسيا، لماذا؟ لأنهم كانوا زنادقة”.مضيفا “ربما يجب أن يعود الوضع لما كان عليه قبل 1789”.بعد انتشار الفيديو، شرعت وزارة الداخلية الفرنسية بإجراءات لحل المنظمة، التي لطالما أثارت جدلا بشأن مواقف أعضائها المتطرفة. فما هي منظمة “سيفيتاس”، ولماذا نعتت بالتشدد والتطرف؟
محاربة العلمانية
بداية، منظمة “سيفيتاس” هي مجموعة كاثوليكية تنتهج أفكارا قومية وأصولية، أنشئت عام 1999. وقد أورد الكاتب السياسي جان إيف كامو، خلال مقابلة أجريت معه في صحيفة “لوموند” عام 2021، أن المنظمة أنشأها جان أوسيت، المتبني للنظرية القومية المتشددة والمؤمن بأفكار المارشال بيتان (رئيس نظام “فيشي” خلال الحرب العالمية الثانية).
وكان أحد أبرز الأهداف التي وضعها أوسيت لمنظمته محاربة العلمانية، حسب كامو، “سيفيتاس تعارض الفصل بين الدين والدولة… وهي تدعو إلى استعادة الكاثوليكية كدين للدولة…”.يرأس المنظمة حاليا آلان إسكادا، المعروف بنشاطه في دوائر ومنظمات اليمين المتطرف في بلجيكا. كما تضم في صفوف مؤسسيها عددا من السياسيين كالنائب السابق جاك بومبارد وجان ماري لوبان (والد مارين لوبان) والصحفيين المتطرفين أمثال آلان سورال.
معاداة السامية
تتبنى “سيفيتاس”، بشكل غير مباشر آراء معاداة للسامية، كدعوتها لإلغاء “البروتوكولات الموقعة بين الدولة وعدد من الجمعيات المدنية” كالمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا (Crif) ورابطة مناهضة العنصرية ومعاداة السامية (ليكرا).وفي نص المقابلة التي أجراها كامو في صحيفة “لوموند”، أشار إلى أن آلان إسكادا كان يدير مكتبة تضم العديد من الأعمال “المعادية لليهود والمعادية للماسونية”.
وكانت صحيفة “ليبراسيون” قد أوردت أنه في عام 2010، حاول نشطاء من المنظمة منع مؤتمر لحاخام في كنيسة نوتردام دي باريس، بحجة أن شخصا غير كاثوليكي لا يمكنه الوعظ في كاتدرائية مسيحية. الصحيفة قالت أيضا أن إسكادا ذهب في 23 تموز/يوليو الماضي إلى مقبرة في جزيرة يو (قبالة سواحل غرب فرنسا)، حيث دفن المارشال بيتان تحية لذكراه.
“السيادة والهوية القومية المسيحية لفرنسا”
وذكرت صحيفة “لوموند” أن “سيفيتاس” أطلقت حملة في أيلول/سبتمبر 2012 معارضة لزواج المثليين والتبني. كما نشرت دليلا لما وصفته في حينه “لمشكلة المثليين جنسيا” أثار عاصفة من الجدل والانتقادات.في 2016، تحولت “سيفيتاس” إلى حزب سياسي يتبنى مفاهيم “الدفاع عن السيادة والهوية القومية والمسيحية لفرنسا من خلال استلهام العقيدة الاجتماعية للكنيسة والقانون الطبيعي والقيم الوطنية والأخلاقية والحضارية الأساسية لإحياء الوطن”. وخلال الانتخابات التشريعية لعام 2017، تمكنت “سيفيتاس” من تقديم مرشحين في 15 دائرة انتخابية، كان من بينهم المستشار السابق في حزب الجبهة الوطنية ألكسندر غابرياك، الذي طرد من الحزب في 2011 بعد نشره صورة كان يؤدي فيها التحية النازية.
العلاقة مع إيريك زمور
لم تتبنى “سيفيتاس” دعم المرشح اليميني المتطرف إيريك زمور علنا، خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة. لكن قبل انطلاق حملته الانتخابية، نشرت المنظمة على موقعها الإلكتروني بيانا جاء فيه “بالنسبة للعديد من الوطنيين المخلصين والواعين، يجسد إريك زمور أملًا حقيقيًا في الخلاص لهويتنا المهددة بالاختفاء بسبب الهجرة”. ومؤخرا، نفذت “سيفيتاس” عددا من الأنشطة المثيرة للجدل، من ضمنها التظاهر ضد إنشاء مركز لاستقبال المهاجرين في مدينة سان بريفين، كما شاركت في حملة، إلى جانب مجموعات متطرفة وأصولية أخرى، ضد حفل فني لمغن من مجتمع الميم، كما منعت إقامة حفل موسيقي آخر في كنيسة في مدينة كارناك.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=10686&preview=true