مجموعات نازيين جدد محظورة في المانيا- مكافحة الإرهاب
DW– نشروا الكراهية وروجوا للعنف وأرادوا إلغاء الديمقراطية وإعادة النازية من جديد. إنها عشرات المجموعات اليمينية المتطرفة، التي تم حظرها في العقود الماضية في ألمانيا. هنا تعريف بأهم تلك المجموعات.في عام 1933 وقفت الديمقراطية الألمانية مكتوبة الأيادي أمام الاشتراكيين القوميين (النازيين) الذين استغلوا نقاط ضعف النظام لتشييد نظام شمولي. وبعد الحرب العالمية الثانية تراهن المانيا بالتالي على مبدأ الديمقراطية “المحصنة” التي تضع قيودا على الحق في حرية التعبير وحرية التجمع؛ وذلك من أجل حماية النظام الدستوري.
وبناء عليه؛ يمكن في ألمانيا حظر مجموعات، عندما تكون أهدافها أو أنشطتها موجهة ضد النظام الدستوري أو فكرة التفاهم بين الشعوب. وعلى هذا الأساس القانوني قامت السلطات في السنوات الأخيرة بحظر العديد من المجموعات اليمينية واليسارية ومجموعات أخرى متطرفة. وحتى الأحزاب السياسية يمكن حظرها ـ لكن ذلك يخضع لشروط مشددة.والمجموعات اليمينية المتطرفة خصوصا هي التي قوبلت مع مرور السنوات بالحظر. وبحسب إيديولوجية تلك المجوعات فإن انتماء الشخص لمجموعة عرقية محددة أو أمة معينة هو من يحدد قيمة ذلك الشخص. وهذا التصور يتعارض مع القانون الأساسي (الدستور) الذي يؤكد على أن كرامة الانسان “غير قابلة للمساومة” وحمايتها واجب على الدولة.
لواء العاصفة 44 (بالألمانية Sturmbrigade 44) – مكافحة الإرهاب
هذه المجموعة تعرف أيضا باسم “سرية الذئاب” وقد تأسست في عام 2016. وظهر أعضاؤها باللباس العسكري النازي. والرقم 4 يرمز إلى الحرف الرابع من الأبجدية الألمانية (D)، لذا فإن الرقم 44 (DD) هي اختصار لـ”Division Dirlewanger”، بمعنى “وحدة ديرليفانغر”، وهي وحدة خاصة في الجيش النازي كانت تمارس التعذيب ضد الأطفال وتقتل الناس خلال الحرب العالمية الثانية. وهذه المجموعة تم حظرها في ديسمبر/ كانون الأول 2020.
وخلال مداهمات رصدت الشرطة أسلحة وشارات نازية وصلبانا معقوفة. “من يحارب القيم الأساسية لمجتمعنا الحر، يحصل على رد الفعل الحازم من دولة القانون”، كما أعلن وزير الداخلية هورست زيهوفر. وفي حالة هذا النوع من الحظر؛ يتم حل المنظمة ومصادرة ثروتها ولا يمكن استخدام شاراتها. كما لا يحق تأسيس مجموعة محلها.
نسر الشمال (Nordadler)
نسر الشمال تم حظرها في يونيو/ حزيران 2020. ونفذت الشرطة مداهمات في عديد من الولايات الألمانية. وحسب معطيات النيابة العامة خططت المجموعة لتنفيذ اعتداءات وحاولت الحصول عل أسلحة وذخيرة ومتفجرات. كما أنها أدرجت قائمة من أسماء سياسيين يجب تقديمهم للمحاسبة في حالة انهيار الدولة. وتروج مجموعة نسر الشمال لمعاداة السامية وأشاد أتباعها في الشبكة بالاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة هاله، عندما حاول مسلح يبلغ من العمر 28 عاما خلال أهم عيد لليهود “يوم كيبور” (عيد الغفران) اقتحام كنيس يهودي في تلك المدينة.
مواطنو الريخ (Reichsbürger)
حركة مواطني الرايخ تنكر وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية وتنفي سلطة الحكومة الألمانية. وتعتقد المجموعة أن الإمبراطورية الألمانية، بما في ذلك المناطق التي كانت تتبعها قبل الحرب العالمية الثانية ماتزال قائمة. والأفكار التي يروج لها مواطنو الرايخ تختلط فيها الأيدولوجية اليمينية المتطرفة بنظريات المؤامرة. ومنذ 2016 تخضع الحركة لمراقبة شرطة حماية الدستور؛ وذلك بسبب أنشطة منافية للدستور .
كومبات 18 (Combat 18)- مكافحة الإرهاب
هذه المجموعة تأسست في 1992 في بريطانيا، وظهرت لها فروع في ألمانيا والولايات المتحدة وكندا وبلدان أخرى. وكلمة “كومبات” كلمة إنجليزية ولها معان عديدة منها “قتال أو اشتباك”. أما رقم 18 فيشير إلى الحرف الأول والحرف الثامن في الأبجدية ـ A و H، وهما الحرفان الأولان لاسم أدولف هتلر. وفي ألمانيا عملت المجموعة على نشر موسيقى يمينية متطرفة ونظمت مهرجانات نازية.
وتم حظر هذه المجموعة في يناير/ كانون الثاني 2020. وباتت طلبات الحظر ضرورية بعد مقتل السياسي المحلي فالتر لوبكه في بلدة كاسيل في يونيو/ حزيران 2019. ويبدو أن القاتل المفترض لفالتر لوبكه كانت له اتصالات مع أعضاء في المجموعة.
عصابة الذئاب البيضاء الإرهابية (Weisse Wölfe Terrorcrew)
هذه المجموعة عرضت نفسها لأول مرة عبر الشبكة العنكبوتية في 2011 وكانت ناشطة في عشر ولايات ألمانية. وتفيد وزارة الداخلية بأنها متسمة باستعداد كبير لممارسة العنف ضد المعارضين السياسيين والأشخاص من أصول أجنبية وممثلي الدولة. وهدف هذه المجموعة هو القضاء على الديمقراطية وإيجاد “مجموعة شعبية” حسب النموذج النازي. وتنشر المجموعة في نشاطها “إيديولوجية معادية للأجانب ومحتقرة للبشر، وتقوم بالتحريض اليميني المتطرف ولا تتورع عن القيام بأعمال عنف”، كما قال وزير الداخلية السابق توماس دي ميزيير، وتم حظر المجموعة في 2016.
ألترميديا (Altermedia)- مكافحة الإرهاب
من خلال الحظر المفروض على مجموعة “ألترميديا دويتشلاند” (إعلام ألمانيا القديم) في عام 2016، تكون السلطات الألمانية قد قامت للمرة الأولى بتصنيف الواقفين على تشغيل موقع إلكتروني كمجموعة يمينية متطرفة. وهذا الموقع في الانترنت روج لمضامين عنصرية ومعادية للأجانب واليهود والمثليين والمسلمين. وهذه المنصة لها جوانب ذات صلة بالنازية، وهي موجهة ضد النظام الدستوري في البلاد. والحظر يرسل “إشارة واضحة” بأن دولة القانون لا تتسامح مع جرائم الكراهية، كما قال وزير الداخلية دي ميزيير.
منظمة مساعدة السجناء وذويهم (HNG)
اسمها بالكامل يعني “منظمة مساعدة السجناء السياسيين الوطنيين وذويهم”، وتختصر باسم “HNG”، وكانت أكبر ناد نازي في ألمانيا عندما واجهت الحظر في عام 2011. والأعضاء الـ 600 تقريبا قدموا الدعم ليمينيين متطرفين معتقلين. وهدف المجموعة التي تأسست في 1979 هو تقوية اعتقاد السجناء في أفكارهم اليمينية المتطرفة وتحفيزهم في حربهم ضد النظام الديمقراطي. وتحت شعار “في الداخل والخارج أمام جبهة” حاول النادي تحت ستار الرعاية الخيرية لجناة معتقلين تقوية المشهد اليميني المتطرف.
عمليات حظر قبل 2011- مكافحة الإرهاب
وبين إعلان قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية عام 1949 وإعادة توحيد ألمانيا في 1990 تم حظر ست مجموعات يمينية متطرفة في ألمانيا. وإحدى تلك المجموعات كانت الميليشيا النازية “مجموعة هوفمان الرياضية الدفاعية” (Wehrsportgruppe Hoffmann)، التي يتم ربطها مع الاعتداء الدموي على احتفاليات أكتوبر في ميونيخ في عام 1980. كما تم حظر العديد من المجموعات النازية الناشطة إقليميا في ولايات ألمانية. وعلى خلفية العنف المتزايد ضد مهاجرين وأشخاص من أصول أجنبية زاد عدد عمليات الحظر في التسعينيات. وفي منتصف الألفية الجديدة حصلت موجة حظر جديدة بعدما كبُر شأن المشهد اليميني المتطرف في المانيا.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5264