المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
تصاعد حجم ووتيرة الهجمات الإرهابية وأعداد ضحاياها في بعض الدول الأفريقية … ما هي الأسباب؟
مونت كارلو – أصبحت منطقة الساحل في إفريقيا جنوب الصحراء الآن مركز الإرهاب، حيث تسببت المنطقة في وفيات إرهابية في عام 2022 أكثر من تلك التي شهدتها بلدان جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا مجتمعة، بحسب تقرير مؤشر الإرهاب لعام 2023. وكشف ذات التقرير عن زيادة بنسبة 50% في الوفيات العام الماضي من جانب الميليشيات في إفريقيا، كما ارتفعت العمليات في المنطقة بأكثر من 2000% خلال السنوات 15 الماضية.
الانقلاب العسكري ساهم في ارتفاع الهجمات الإرهابية
يبدو أن الجماعات الإرهابية استغلت انشغال دول المنطقة بتداعيات الانقلاب العسكري في النيجر لتنشط أكثر خاصة خلال الشهر الماضي إذ أعلنت وزارة الدفاع النيجرية في منتصف شهر أغسطس عن مقتل 17 جنديا وإصابة عشرات آخرين في هجوم وصفته بـ”الإرهابي” وقع في منطقة حدودية مع بوركينا فاسو. ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد حالة عدم استقرار منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو الماضي. وفي شمال وسط بوركينا فاسو قُتل شرطي وأربعة مدنيين مساعدين للجيش الجمعة 1أيلول /سبتمبر 2023، جرّاء هجوم، حسبما أعلنت هيئة الأركان العامة، مشيرة من جهة ثانية إلى أن أكثر من 65 إرهابيا قُتلوا خلال عمليات عدة بغرب البلاد في شهر أغسطس. وقبلها بأيام قتل 20 شخصا معظمهم تجار في مدينة بيتو ببوركينا فاسو أيضا في هجوم نُسب لإرهابيين.
كما قُتل في منتصف شهر أغسطس 13 شخصا في هجوم شنه تنظيم “بوكو حرام” الإرهابي على قرية “وولاري” في شمال شرقي نيجيريا، وفق تقارير إعلامية محلية.وفي النيجر أيضا، أعلن الجيش في بيان يوم الإثنين 15 آب/أغسطس 2023، مقتل 6 من جنوده، بينهم رئيس بعثتهم، وأصيب واحد، كما قتل 10 إرهابيين، خلال عملية مطاردة في منطقة “الحدود الثلاثة” المشتركة مع مالي وبوركينا فاسو غرب البلاد.
انسحاب البعثات الدولية المفاجئ
وفسّر الخبراء تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في أفريقيا بالانسحاب المفاجئ لقوات الأمم المتحدة المرابطة في بعض المناطق منذ سنوات، مثل دولة مالي، ودون التسليم الكامل لهذه المناطق للجيش المالي والقوات الحليفة، وهو ما ترك ثغرة أمنية، استغلها الإرهابيون في تكثيف نشاطهم للسيطرة على ذات المناطق قبل أن يتسلمها الجيش. كما ذهب الخبراء إلى أن هذه الهجمات أتت بعد إيقاف فرنسا والولايات المتحدة التنسيق الأمني والاستخباراتي مع بعض دول المنطقة بعد الانقلابات قلّص قدرة جيوشها على تتبع ومواجهة الإرهابيين.ويذكر أن الجماعات الأرهابية الناشطة في المنطقة كانت تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
رابط مختصر .. https://eocr.eu/?p=10889