المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
مكافحة الإرهاب ـ برنامج الاتحاد الأوروبي “CT JUST” في العراق، المهام والأهداف
عزَّزت خمسٌ وعشرون ضابطة عراقيةً مهاراتِهُنَّ في مجال مكافحة الإرهاب، خلال تدريبٍ في بغداد في أكتوبر 2025، تم تنظيمه في إطار مشروع CT فقط الممول من الاتحاد الأوروبي. ركزت الورشة، التي أُقيمت في المركز المعتاد لعدة مرات أضافتها المعتمدين في العراق (EUAMIraq)، على أدوات مكافحة التشغيلية: الإنسان (HUMINT)، والمصدر المفتوح (OSINT) ، والتخصصية العلمية (GEOINT).
ما هو برنامج “CT JUST”؟
هو برنامجٌ مموّل من الاتحاد الأوروبي يساعد البلدان الشريكة على تعزيز القدرة على منع ومكافحة الإرهاب، مع التمتع بالقانون والقانون وحقوق الإنسان. يدعم المشروعُ السلطاتَ الوطنية في تعزيز سلطات التحقيق والتنسيق بين قطاعَي الأمن والعدالة. في العراق، يعمل مشروع “CT JUST” مع المنظمات الأمنية لإنشاء قدرات مكافحة الإرهاب، والرغبة بين الجنسين في مكافحة المخدرات، وتقبل التعاون مع المنظمات الدولية والمبادئ الأوروبية والاتحاد الأوروبي.
تم تطوير هذه الطرق فورا لأولويات السلطات، بهدف زيادة القدرة على التحكم في وحدات مكافحة الجريمة على تطبيق طرق مكافحة الحرائق، مع احترام حقوق الإنسان والمشاركة في هدف النوع الاجتماعي. شارك في التدريب ممثلون من عدة جهات حكومية عراقية، منها وزارة الداخلية وجهاز المخابرات الوطنية، في اجتماعات أشرف عليها خبراء أوروبيون من إسبانيا وبلجيكا ويوروبول. و تشمل مجموعة التدريب المتنوعة من المواضيع، مخفية من تحليل الهوية الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، الوصول إلى صور الأقمار الصناعية ومقارنة البيانات.
جزء من شراكة طويلة الأمد
يُشكِّل هذا النشاط جزءًا من دورة التعاون الثنائي 2024-2026 لمشروع “CT JUST” بين الاتحاد الأوروبي والعراق، والمُنفَّذ بموجب نظام تقييد البقاء (IcSP) . كما تدعم خطة عمل الاتحاد الأوروبي أجندة المرأة وتتوافق من خلال تعزيز التطوير المهني للمرأة في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب. ومن المقرر تحديد وحدة متابعةٍ للوصول إلى الأدلة الرقمية ومنهجيات الطب الشرعي خلال العام 2025.
يُبرز هذا التدريب الذي نظمه الاتحاد الأوروبي في بغداد تحولًا نوعيًا في مقاربة العراق لبناء قدراته في مجال مكافحة الإرهاب، من التركيز التقليدي على الجوانب الأمنية والعسكرية إلى اعتماد مقاربة أكثر مهنية وإنسانية تقوم على الاستخبارات والتحليل والتنسيق متعدد المستويات. مشروع “CT JUST” لا يمثل مجرد دعم فني أو لوجستي من الاتحاد الأوروبي، بل يعكس رؤية أوروبية متكاملة تسعى إلى ترسيخ نموذج مستدام للأمن قائم على سيادة القانون وحقوق الإنسان، وهو ما يتماشى مع فلسفة الاتحاد في مكافحة التطرف من جذوره لا من مظاهره فقط.
إن إشراك خمسٍ وعشرين ضابطة عراقية في هذا التدريب يمثل بعدًا رمزيًا واستراتيجيًا في آنٍ واحد، إذ يفتح المجال أمام دمج المرأة في قطاعاتٍ الأمن، مثل الاستخبارات والتحقيقات الميدانية. هذا التحول يعزز المساواة المؤسسية ويمنح المرأة العراقية مساحة للمشاركة الفعلية في منظومة الأمن الوطني، كما ينسجم مع خطة عمل الاتحاد الأوروبي الثالثة بشأن أجندة المرأة والسلام والأمن. من شأن هذا الانفتاح أن يُسهم في تغيير الصورة النمطية عن أدوار النساء في الأجهزة الأمنية، ويزيد من فعالية هذه المؤسسات من خلال تنويع الخبرات والرؤى.
من الناحية العملياتية، يشكل التدريب نقلة مهمة نحو تحديث أدوات العمل الأمني في العراق، خاصة من خلال اعتماد تقنيات الاستخبارات الحديثة مثل التحليل الجغرافي المكاني (GEOINT) واستخبارات المصدر المفتوح (OSINT)، وهي أدوات أصبحت ضرورية في مواجهة التهديدات المعقدة التي تتخذ طابعًا رقميًا وعابرًا للحدود. هذا التطور يعكس وعيًا متزايدًا لدى المؤسسات العراقية بضرورة التحول نحو ممارسات مهنية تعتمد على التكنولوجيا والمعلومات الدقيقة بدلًا من الأساليب التقليدية.
أما مستقبل التعاون بين الاتحاد الأوروبي والعراق، فيبدو واعدًا في ضوء إعلان إطلاق وحدة متابعة تركز على الأدلة الرقمية والطب الشرعي خلال عام 2025. هذا الاتجاه يدل على رغبة الجانبين في الانتقال من التدريب إلى بناء منظومة دائمة للتنسيق الفني والأمني، مع إدماج مبادئ الحوكمة الرشيدة والنوع الاجتماعي في عمل المؤسسات الأمنية. ومن المتوقع أن يُثمر هذا التعاون عن تعزيز قدرات العراق في مواجهة التهديدات الإرهابية والسيبرانية على حد سواء، وأن يُشكل نموذجًا يحتذى به في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب القائمة على القانون والعدالة لا على التدابير الأمنية فقط.
يمكن القول إن مشروع “CT JUST” يضع الأسس لشراكة استراتيجية طويلة المدى بين بغداد وبروكسل، تتجاوز الدعم الفني إلى بناء منظومة أمنية عراقية حديثة تحترم حقوق الإنسان وتستند إلى الكفاءة والمساواة.
المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا



