مكافحة الإرهاب ـ انتهاء التواجد الفرنسي في مالي لا يمثّل نهاية عملية “برخان”
مكافحة الإرهاب

أغسطس 20, 2022 | دراسات

مكافحة الإرهاب ـ انتهاء التواجد الفرنسي في مالي لا يمثّل نهاية عملية برخان

“قوة برخان”: الجيش الفرنسي انسحب من مالي وأبقى 3 آلاف جندي في منطقة الساحل – مكافحة الإرهاب

مونت كارلو ـ باماكو (أ ف ب) – أعلن الجيش الفرنسي الأربعاء 08/17 أنّ حوالي ثلاثة آلاف من عسكرييه سيظلّون منتشرين في منطقة الساحل، وذلك بعد يومين من إنجاز انسحابه من مالي التي اتّهمت قوة برخان الفرنسية لمكافحة الجهاديين بارتكاب “أعمال عدوانية” على أراضيها.ودفع المجلس العسكري الحاكم في مالي منذ 2020 والذي بات يتعامل مع مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية رغم أنه ينفي ذلك، الجيش الفرنسي إلى مغادرة البلاد بعد انتشار لمدة تسع سنوات ونصف السنة في إطار مهمة مكافحة الجماعات الجهادية. وانتهى انسحاب القوات الفرنسية الإثنين بتسليم آخر قاعدة لها في مدينة غاو إلى السلطات المالية.ويبدو أن الروس لم يتأخروا في ملء الفراغ حسب الحكومة الألمانية التي ذكرت الأربعاء أنها تملك معلومات تفيد بأن ما بين عشرين وثلاثين شخصا قد يكونوا روسا ويرتدون بزات عسكرية شوهدوا وهم يفرغون، يوم مغادرة الفرنسيين، طائرة في مطار غاو الواقع في المحيط المباشر لموقع القاعدة الفرنسية ويضم معسكر بعثة الأمم المتحدة وكتيبة ألمانية.مال

وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس قال المتحدّث باسم رئاسة الأركان الكولونيل بيار غوديير إن “نهاية وجود العسكريين الفرنسيين ضمن عملية برخان في مالي لا يمثّل نهاية عملية برخان”، مؤكدا أن “تحوّل عملية برخان أعمق بكثير من هذا الانسحاب من مالي”.وأوضح إنّه “في إطار إعادة تنظيم برخان خارج مالي، سيبقى نحو ثلاثة آلاف جندي في منطقة الساحل وسيؤدّون مهامهم من قواعد موجودة في النيجر وتشاد، إلى جانب شركائنا الأفارقة: شراكة عسكرية قتالية وشراكة عسكرية تشغيلية وعمليات لوجستية”.وأكّد أنّ “هذا الأمر يندرج في إطار نهج جديد للشراكة مع الدول الإفريقية التي طلبت ذلك”. وذكر مثالا على ذلك النيجر حيث يسيّر الجيشان الفرنسي والنيجري “دوريات مشتركة ويقومان بتدريبات مشتركة”.وكانت قوة برخان تضم ما يصل إلى 5500 عسكري في ذروة انتشارها في الساحل. وبحسب رئاسة الأركان الفرنسية، فإنّ باريس لديها حاليا بالإضافة إلى قوة برخان، 900 جندي منتشرين في ساحل العاج و350 في السنغال و400 في الغابون.

“انتهاكات متكررة” – مكافحة الإرهاب

طلبت مالي الأربعاء عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي العمل لوقف “الأعمال العدوانية” لفرنسا المتمثلة كما تقول باماكو بانتهاكات لسيادة البلاد ودعم تقدمه باريس للمجموعات الجهادية، وتجسس.في اليوم نفسه، سرّبت باماكو الأربعاء رسالة وجّهها وزير خارجيتها عبد الله ديوب إلى الرئاسة الصينية لمجلس الأمن الدولي، يطلب فيها وضع حدّ لما يصفه بأنّه “أعمال عدوانية” فرنسية.وتحدث خصوصا عن “جمع معلومات استخبارية لصالح الجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل وإلقاء الأسلحة والذخيرة إليها” و”الانتهاكات المتكررة” للمجال الجوي الوطني من قبل القوات الفرنسية في الأشهر الأخيرة وتحليق طائرات فرنسية تقوم “بنشاطات تعتبر تجسسا” ومحاولات “ترهيب”.

وأضاف ديوب في رسالته أن السلطات المالية تمتلك “أدلة على أن هذه الانتهاكات الصارخة للمجال الجوي المالي استخدمت من قبل فرنسا لجمع معلومات استخبارية لصالح الجماعات الإرهابية العاملة في منطقة الساحل وإلقاء أسلحة وذخيرة لها”.وألمح إلى أن الفرنسيين قد يكونوا نقلوا اثنين من أعضاء جماعة جهادية بمروحية مطلع آب/أغسطس إلى منطقة تمبكتو.وتابع أن مالي “تدعو” مجلس الأمن إلى العمل لتقوم فرنسا “بوقف فوري لأعمالها العدوانية”، وتطلب من الرئاسة الصينية إبلاغ هذه العناصر إلى أعضاء مجلس الأمن من أجل عقد اجتماع طارئ، مؤكدا أن باماكو “تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس” إذا استمرت الإجراءات الفرنسية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.وأكد الجنرال برونو باراتز قائد قوة برخان الفرنسية، لإذاعة فرنسا الدولية في النيجر المجاورة لمالي وحليفة لفرنسا، أن اتهام الفرنسيين بدعم الجهاديين “فاجأه”.

“ممتنة لفرنسا” – مكافحة الإرهاب

قال باراتز إن هذا النوع من الاتهامات “مهين بعض الشيء (…) لذكرى زملائنا الـ59 الذين سقطوا من أجل مالي ولجميع الماليين الذين قاتلوا إلى جانبنا” وكذلك لعناصر بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما).ردا على سؤال حول الاتهامات التي وجهتها مالي لفرنسا ، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المنظمة الدولية “ممتنة جدا لفرنسا والقوات الفرنسية لالتزامهما” تحقيق الاستقرار في مالي. وأضاف فرحان حق الذي كان يتحدث أمام الصحافيين، أنه يأمل أن تحاول أي دولة تتعاون مع السلطات المالية “أن تلعب دورا مماثلا في تأمين لاستقرار”، من دون أن يذكر أي بلد.وردا على سؤال عن طلب مالي عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، قال المتحدث إن القرار يعود إلى أعضاء المجلس. ومالي ليست عضوا في مجلس الأمن وينبغي أن تنقل دولة عضو فيه طلبها. وفي نيويورك، قال دبلوماسي طالبا عدم كشف هويته إنه “من غير المرجح” أن يعقد اجتماع من هذا النوع. مكافحة الإرهاب

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=9149

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب ـ ما طبيعة العلاقة بين “Muslim Interaktiv” وحزب التحرير المحظور في ألمانيا؟

مكافحة الإرهاب ـ ما طبيعة العلاقة بين “Muslim Interaktiv” وحزب التحرير المحظور في ألمانيا؟

المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا تشهد ألمانيا تصاعدًا في نشاط الجماعات الإسلاموية، التي تستخدم الفضاء الرقمي كمنصة للتأثير على الشباب المسلم ونشر خطاب مناهض للديمقراطية. وتعد جمعية "Muslim Interaktiv" أبرز هذه الجماعات، إذ تحولت خلال سنوات قليلة إلى شبكة دعوية...

مكافحة الإرهاب ـ الاتحاد الأوروبي يعيد رسم الخريطة الأمنية عبر”ProtectEU”

مكافحة الإرهاب ـ الاتحاد الأوروبي يعيد رسم الخريطة الأمنية عبر”ProtectEU”

المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا مكافحة الإرهاب ـ الاتحاد الأوروبي يعيد رسم الخريطة الأمنية عبر"ProtectEU" قدّمت المفوضية الأوروبية خطة بعنوان "بروتكت إي يو" (ProtectEU) بوصفها استراتيجية أوروبية للأمن الداخلي، تهدف إلى دعم الدول الأعضاء وتعزيز قدرة الاتحاد...

مكافحة الإرهاب ـ كيف نجحت الأجهزة الأمنية الألمانية في إحباط هجوم إرهابي؟

مكافحة الإرهاب ـ كيف نجحت الأجهزة الأمنية الألمانية في إحباط هجوم إرهابي؟

المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا الشاب السوري البالغ من العمر 22 عامًا، والذي يُزعم أنه خطط لهجوم في برلين، قيد الاحتجاز. أصدر قاضٍ في محكمة مقاطعة تيرغارتن مذكرة توقيف بحق الرجل بعد مثوله أمام قاضٍ، حسبما أعلنت سلطات إنفاذ القانون في نوفمبر 2025. حيث ألقت...