التركماني المتوحش زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” ومحاولات استعادة الأمجاد القديمة – مكافحة إرهاب
مونت كارلو – على الرغم من تنوع ألقابه بين المعلّم والمدمّر، يذيع صيت الرئيس الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية بوصفه الأكثر توحّشا وتسلطا وتشددا، بالإضافة إلى غموضه الملحوظ. فـ “أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى”، خلف أبو بكر البغدادي، كان مجهولا لدى المخابرات الأمريكية والعراقية قبل أن يقدّمه تنظيم الدولة الإسلامية إلى العالم تحت اسم “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”. مكافحة إرهاب
وبعد البحث والتقصي، اكتشفت أجهزة المخابرات الأمريكية أن “القرشي” لم يكن سوى الاسم الحركي لـ “أمير المولى”، الذي وضعته وزارة الخارجية الأمريكية في مارس/آذار 2020على قائمة “الإرهابيين العالميين الأكثر تعقّبا”، فيما رصدت واشنطن مكافأة مضاعفة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بأية معلومات تتيح القبض عليه. مكافحة إرهاب
و”أمير المولى” يُدعى أيضا “عبد الله قرداش”، كما يُعرف باسم “حاجي عبد الله العفري”، يُقال إنه تركماني-عراقي، من مواليد “قضاء تلعفر” غرب الموصل شمالي العراق، ويبلغ من العمر اليوم 44 عاما. تخرّج المولى من كلية الإمام الأعظم للعلوم الإسلامية بمدينة الموصل، وكان ضابطا في الجيش العراقي خلال فترة حكم صدام حسين، ولا توجد معلومات وافية عن توقيت وظروف انضمامه إلى تنظيم الدولة الإسلامية. مكافحة إرهاب
لكن أمير المولى، وفقًا لمركز أبحاث مكافحة التطرف (CEP)، انضم إلى صفوف تنظيم القاعدة بعد الغزو الأمريكي للعراق وأسر صدام حسين عام 2003، قبل أن يتم اعتقاله من قبل الجيش الأمريكي في سجن بوكا في محافظة البصرة، بسبب ارتباطه بالقاعدة التي عمل معها كمنصّب شرعي وقانوني عام للتنظيم.
وفي السجن، التقى أمير المولى الملقّب بأبو عمر التركماني، مع أبو بكر البغدادي ونشأت بينهما صداقة، فقد ساعدته فصاحته من التقرّب من الكثير من قيادات الإرهاب. وبقي الرجلان معا في صفوف الفرع العراقي لتنظيم القاعدة عام 2010، قبل إنشاء دولة العراق الإسلامية، ثم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام حيث تعرّف على القيادي أبو علاء العفري، نائب البغدادي وربطته به علاقة وثيقة ساهمت في ترشيحه “لرعاية أحوال المسلمين” في التنظيم.
ولعبت أصول المولى التركمانية دورا هاما في جعله عملة نادرة لجذب المقاتلين من غير العرب، لكن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه قد يكون خيارا مؤقتا بالنسبة للتنظيم كونه لا ينحدر من أصولٍ عربية هاشمية، ما يجعله بعيدا عن القبائل السنية العربية في المنطقة.
ومنذ الكشف عن اسم أمير المولى أو أبو عمر التركماني، أدرجه مجلس الأمن الدولي على لائحة العقوبات، بموجب القرار رقم 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي الدولة والقاعدة، بتهمة “التخطيط لأنشطة نيابة عن التنظيمين وتمويلهما”.
وذكرت لجنة العقوبات في المجلس أن “المولى لعب دورا رئيسيا في حملة تصفية الأقلية الإيزيدية في العراق، وقاد عمليات الذبح والطرد والعبودية الجنسية وكان وراء اختطاف الإيزيديات وقتلهن والاتجار بهن”. ولاقت خطوة مجلس الأمن حينها ترحيبا من قبل وزارة الخارجية الامريكية التي وصفتها بالمهمة والضامنة لإلحاق الهزيمة الدائمة بتنظيم الدولة.
وتتزايد المخاوف الدولية اليوم من أن يستغل أمير المولى تقليص أعداد القوات الأمريكية في المنطقة والدعم التركي للأقلية التركمانية من أجل إعادة ترتيب صفوف تنظيمه الإرهابي الذي أضعفته السنوات والحروب وفقد معظم أراضيه وقواعده الشعبية.
فقد كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أن الأخ الأكبر للزعيم الجديد للتنظيم، يقيم في تركيا ويمثل الجبهة التركمانية للعراق، وهو جزء من تحالف للتشكيلات التركمانية التي تأسست في عام 1995م بدعم من أنقرة. وتسعى الأقلية التركمانية في العراق إلى زيادة الدعم التركي لها ليصبح بنفس المستوى الموجود في سوريا، حيث تقوم أنقرة بتزويد المليشيات التركمانية، كفرقة السلطان مراد واللواء سليمان شاه، بالسلاح والتمويل، مقابل إرسال آلاف من المرتزقة منهم إلى ليبيا.
وكان هشام الهاشمي، المتخصص في الحركة المتطرفة والذي اغتيل في بغداد مؤخرا، قدّر عائدات التنظيم الشهرية في العراق من الاستثمارات والضرائب التي تجمعها بنحو 7 ملايين دولار، وذلك على الرغم من الخسائر الجسيمة التي لحقت بها في الأراضي والقوى البشرية، إلا أنها لا تزال قادرة على حل المشكلات المالية والقتالية، الأمر الذي يشكّل تهديدا للمنطقة.
رابط مختصر .. https://eocr.eu/?p=3744