خبيرة سويسرية: “من أجل مكافحة التطرف، يجب تعزيز الفكر النقدي”- محاربة التطرف
SWI- التطرف اليساري أكثر جاذبية للشباب السويسري من التطرف اليميني أو الأصولي، فمن هم هؤلاء الشبان والشابات المعنيون بالظاهرة؟ وكيف يمكن منع التطرف، حوار مع ساندرين هايموز ، الأستاذة في المدرسة العليا للعمل الاجتماعي في فريبورغ.أثار مشروع قانون مكافحة الإرهاب الكثير من الجدل ولكن ما هي أكثر الإيديولوجيات المتطرفة انتشاراً في سويسرا؟بينما يحظى التطرف الأصولي باهتمام إعلامي أكبر، إلا أن الأرقام تشير إلى أن ظاهرة التطرف اليساري واليميني هي الأكثر انتشارا في سويسرا. محاربة التطرف
في عام 2017، قامت المدرسة العليا للعمل الاجتماعي في مدينتي فريبورغ وزيورخ بإعداد دراسة عن تطور ظاهرة التطرف في صفوف الشباب في الكنفدرالية وشارك فيه ما مجموعه 8317 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عامًا من عشرة كانتونات.وتوضح ساندرين هايموز ، الأستاذة في المعهد العالي للدراسات الاجتماعية في فريبورغ، التي شاركت في إعداد الدراسة أنه “يجب أن يكون الشباب قادراً على المشاركة بشكل أكبر في العملية الديمقراطية”.
ما هي أنواع التطرف الأكثر انتشارًا بين الشباب السويسري؟
ساندرين هايموز: التطرف اليساري هو الأكثر انتشارا. أظهر استطلاعنا أن 7٪ من الشباب الذين شملهم الاستطلاع يمكن اعتبارهم من المتطرفين اليساريين. كما أنهم يرتكبون معظم أعمال العنف، مثل الأعمال التخريبية ضد الشركات متعددة الجنسيات. الشباب المتطرفون اليمينيون يشكلون 5.9٪ الإسلاميون المتطرفون 2.7٪.
رغم ذلك، يتم التركيز على التطرف الأصولي الإسلامي. لماذا؟
ساندرين هايموز: هذا بالفعل تناقض ، لكنا نتحدث عن التطرف الإسلامي أكثر ، لأنه عندما يكون هناك هجوم من قبل متطرفين إسلاميين، فإنه للأسف يكون عنيفاً جداً ويسبب وقوع العديد من الضحايا.
متى تصبح الأيديولوجية إشكالية؟
ساندرين هايموز: تصبح الأيديولوجية إشكالية ونوعاً من التطرف، عندما لا يتسامح الشخص مع آراء تختلف عن آرائه وعندما يرغب في فرض وجهة نظره على الآخرين ولو بالعنف، إذا اقتضى الأمر.في إطار دراستنا، أخذنا بعين الاعتبار عنصرين أساسيين لتعريف التطرف: رفض الديمقراطية والحقوق الأساسية وكذلك قبول أو استخدام العنف بهدف إقامة دولة جديدة. ولا يشترط هذا التعريف القيام بأعمال عنف، لاعتبار الشخص متطرفًا.
ما هي السمات النموذجية للشاب الذي قد يميل لتبني التيارات الإيديولوجية المتطرفة؟
ساندرين هايموز: نتائج دراستنا تظهر أنهم أساساً من الذكور ولديهم مستوى منخفض من ضبط النفس، من الناحية النفسية. أي أنهم متهورون ولديهم عامل جذب واضح للمخاطرة. وجدنا أيضًا أن مستوى القيم الأخلاقية لديهم منخفض. كما أنهم يعربون عن استيائهم الشديد من الديمقراطية وليس لديهم ثقة في المؤسسات السويسرية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب جميعهم تقريبًا ألعاب فيديو عنيفة أو يشاهدون أفلامًا عنيفة جدًا.
هل لاحظت أي اختلافات بين أشكال التطرف؟
ساندرين هايموز: نعم، على سبيل المثال ، غالبًا ما يواجه المتطرفون اليساريون صعوبات في المجال التعليمي وكثير منهم تعرضوا للعنف الأسري. يشترك المتطرفون اليمينيون والإسلاميون في المزيد من السمات، فهم عادة شخصيات غير نمطية وغالباً ما يكونوا سلطويين ويميلون إلى رهاب المثلية ويستخدمون الذكورة لإضفاء الشرعية على العنف. محاربة التطرف
أين يحدث تطرف هؤلاء الشباب؟
ساندرين هايموز: غالبًا يتطرف الشباب على شبكة الإنترنت أو من خلال التواصل مع الأصدقاء. يبدأون في التناقش ويهتمون بمواضيع التطرف ويتبنون هذه الأفكار. في التطرف اليساري واليميني ، تلعب الأسرة أيضًا دورًا.
ما هي الحلول لإقناع الشخص المتطرف برؤى أكثر ديمقراطية؟
ساندرين هايموز: وجدنا أن الشباب المتطرفين يتصفحون الكثير من وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية والموسيقى ذات المحتوى المتطرف. لذلك من المهم منحهم إمكانية الوصول إلى محتويات بديلة ، لتثبت لهم أن هناك طرقًا أخرى للتفكير. لدى المتطرفين رؤية ضيقة للغاية للأمور ولا يتسامحون مع الآراء المختلفة عن آرائهم. وهكذا تكمن الوقاية في تعزيز التفكير النقدي والتعاطف والاحترام والعيش المشترك.
من المهم أيضاً تعزيز الانفتاح على الآخرين وعلى الثقافات والأديان الأخرى. يمكن أيضًا العمل على ضبط النفس. قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن بعض الأطفال لا تتاح لهم الفرصة لممارسة هذه المهارات. في الأسر التي يوجد فيها عنف، يتعلم الأطفال أن المشاكل تُحل بالعنف، لأن هذا ما تعلموه. من المهم أن نقدم للشباب طرقاً أخرى لحل المشكلات.
لاحظت أيضًا أن الشباب المتطرف غير راضٍ عن النظام الديمقراطي السويسري. هل يجب أن نستعيد ثقتهم بالمؤسسات السياسية؟
ساندرين هايموز: نعم ، هذه أيضًا نقطة يمكننا العمل عليها. يجب أن يكون الشباب قادرا على المشاركة أكثر في العملية الديمقراطية ، وأن يكون لديهم منصات أكثر حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم ، وإعطائهم صوتًا.
رابط مختصر… https://eocr.eu/?p=3830