محاربة التطرف ـ مخاوف ألمانية من تاثير الذئاب الرمادية
محاربة التطرف ـ مخاوف ألمانية من تاثير الذئاب الرمادية

يناير 9, 2021 | دراسات

برلين متخوفة من تأثير «الذئاب الرمادية» المرتبطة بإردوغان

الشرق الأوسط – تتخوف الحكومة الألمانية من زيادة تأثير جماعة «الذئاب الرمادية» التركية اليمينية المتطرفة المرتبطة بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، داخل ألمانيا. ومع ذلك، فهي ترفض حالياً حظر هذه الجماعة التي تقدِّر المخابرات الألمانية عدد المنتمين إليها بـ11 ألفاً. وترى السلطات الأمنية أن العقبات القانونية أمام حظر هذه الجماعة، كبيرة للغاية، حسب صحيفة «ديل فيلت» الألمانية. محاربة التطرف

وكان الحزبان الحاكمان قد ضمّا صوتيهما للحزب الليبرالي المعارض الذي يطالب نوابه بحظر هذه الجماعة في ألمانيا، إلا أن الحكومة رفضت ذلك رغم اعترافها بزيادة قلقها منها. وجاء في الرد الحكومي أن «الذئاب الرمادية» تحاول بشكل متزايد التأثير على الرأي العام والسياسي الألماني، من خلال التقرب من الأحزاب الكبيرة وأصحاب القرار. ووجدت الحكومة أن نشاط عناصر هذه الجماعة ازداد بشكل خاص على صعيد السياسات المحلية في الولايات. وأشارت إلى حصولها على معلومات تؤكد ترشح عدد من المنتمين إلى الجماعة للانتخابات البلدية والمجالس المحلية في ولاية شمال الراين فستفاليا في انتخابات سبتمبر (أيلول) الماضية. محاربة التطرف

وتعتقد الحكومة أن الهدف من وراء سعي هذه الجماعة المتطرفة لإقامة اتصالات مع الأحزاب السياسية المختلة، على المستويين المحلي والفيدرالي، هدفه «كسب قبول وسمعة طيبة». ورأى النائب الليبرالي، شتفيان توماس، أن رد الحكومة «مرحَّب به لأنه كان واضحاً على غير عادة». وقال في تصريح لصحيفة «دي فيلت»: «في الماضي كانت الحكومة أكثر حذراً بكثير وأكثر دبلوماسية. ولكن هذه المرة هناك انطباع من خلال رد الحكومة بأن صبرها ينفد تدريجياً مع تركيا». محاربة التطرف

وذكرت الصحيفة أن رد الحكومة يُظهر كذلك للمرة الأولى تصنيفها لمؤسسة «البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية» التركية التي فتحت مكتباً لها في برلين عام 2017، ضمن هذا الإطار. وتقول الحكومة إن المركز «ينشر مواقف الحكومة التركية في ألمانيا تحت غطاء العلم والأبحاث». وكانت الدعوات لحظر الجماعة في ألمانيا قد تزايدت بعد حظرها في فرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن اتهمتها بالتحريض على العنف والترويج لخطاب الكراهية.

و«الذئاب الرمادية» هي جماعة يمينية متطرفة تحمل أفكاراً قومية تركية، وهي تؤيد إردوغان في الوقت الحالي. ويقول حسين دمير، المتخصص التركي في شؤون الأحزاب القومية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الجماعة «تحمل آيديولوجيا مزدوجة، يمينية متطرفة من جهة، وإسلامية من جهة أخرى، وهم يُعدّون من العثمانيين الجدد». ويضيف دمير: «مؤيدو الذئاب الرمادية يعيشون في ألمانيا، حيث القانون مبنيّ على أسس التعددية والقيم الديمقراطية ولكنهم لا يؤمنون بهذه القيم». ويشير دمير إلى أنهم يدعمون إردوغان لأنهم يعتقدون أنه يعمل على تنفيذ أحد أهدافهم وهو إعادة العثمانية إلى العالم. محاربة التطرف

ويرى دمير أن هذه الأسباب تجعلهم أدوات «سهلة» في أيدي المخابرات التركية التي يمكنها أن تدفع بهم لملاحقة معارضي إردوغان في الخارج. ويشير إلى أن أعضاء هذه الجماعة «لا يترددون في استخدام العنف ضد الغير»، وأنهم «في معظم الأوقات يلجأون إلى وسائل مافيات لإخافة خصومهم». ويرى دمير أن هذه الجماعة تشكل خطراً على الديمقراطية، ويرى أيضاً أن هناك حاجة لمراقبتها ومعرفة المزيد عن تحركاتها في ألمانيا قبل حظرها لأهداف سياسية فقط. ويقول: «يجب التدقيق فيهم بدقة ومحاولة تحديد التواصل بينهم وبين المخابرات التركية، وأنا أعتقد أن هذا الرابط موجود».

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5320

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ التخطيط لهجوم على جنود الجيش الألماني في بافاريا

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ التخطيط لهجوم على جنود الجيش الألماني في بافاريا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا أراد رجل يبلغ من العمر 27 عامًا في هوف (فرانكونيا العليا) مهاجمة الجنود بساطور، كما يقول المحققون الذين يشتبهون في أنه ذو خلفية إسلاموية متطرفة. حقيقة أن الرجل أراد مهاجمة الجنود ليست بالضرورة أمرًا غير معتاد بالنسبة لمرتكب...

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ مئات الأطفال العائدين من سوريا لا يشكلون خطورة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ مئات الأطفال العائدين من سوريا لا يشكلون خطورة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا أكد المدعي العام أوليفييه كريستين أن : "هناك 364 طفلاً في 59 مقاطعة يتابعهم قضاة الأطفال ويستفيدون من التنسيق من مكتبي لضمان حصولهم على الرعاية المثلى". في عام 2018، أعرب مدع عام آخر لمكافحة الإرهاب عن قلقه من أن أطفال الرعايا...

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ هل زاد عدد المشتبه بهم الأجانب في 2023 عن 2022؟

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ هل زاد عدد المشتبه بهم الأجانب في 2023 عن 2022؟

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا DW - مقتل ثلاثة أشخاص في مدينة زولينغن أعاد إشعال الجدل حول الهجرة، حيث يزعم البعض أن زيادة أعداد المهاجرين هي السبب في ارتفاع معدلات الجريمة. فهل هذه الادعاءات تستند إلى الواقع، أم أن الأجانب يُستخدمون ككبش فداء؟ تعتقد السلطات...

Share This