المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
حوادث معاداة السامية تضاعفت أربع مرات في ألمانيا
DW – “صرنا لا نخرج إلا للتسوق”، والبعض تخلى عن ارتداء الرموز اليهودية. منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل، سجلت مراكز الإبلاغ عن معاداة السامية في ألمانيا، ارتفاعا ملحوظا في عدد الجرائم والحوادث المعادية لليهود.تزايدت حالات الكراهية الصريحة لليهود بشكل حاد في ألمانيا منذ الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من اكتوبر/تشرين الأول الماضي. هذا ما أظهرته إحصائيات الرابطة الاتحادية لمراكز البحوث والمعلومات المتعلقة بمعاداة السامية.
وفي الفترة بين الهجوم على إسرائيل من قبل حركة حماس الفسطينية الإسلاموية المسلحة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول و9 نوفمبر/تشرين الثاني، سجلت الرابطة 994حادثة معادية للسامية، أي معادية لليهود. وهذا يعني في المتوسط 29 حادثة يوميا، أي أربعة أضعاف متوسط العام السابق.يقول دانييل بونزغن، مستشار الأبحاث في الرابطة لـ DW: “لقد لاحظنا تزايد الحوادث المعادية للسامية منذ 7 أكتوبر، وليس فقط بعد بدء رد الفعل الإسرائيلي ” على هجمات حماس. إن ما يحدث على الأرض، أي أن الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة، ليس العنصر الحاسم في هذه الزيادة.
والأهم من ذلك هو: “كيف يتم تناول هذا الحدث، وكيف يتم الحديث عنه، وإلى أي مدى يستخدم الفاعلون السياسيون هنا في ألمانيا هذا الحدث كفرصة للتعبئة؟” هذا من شأنه أن يحفز الناس على التعبير عن المواقف المعادية للسامية بشكل علني أو التصرف بشكل معاد للسامية.
معاداة في نفس المبنى السكني
ووفقا للرابطة الاتحادية لمراكز البحوث والمعلومات المتعلقة بمعاداة السامية، هناك 59 حالة، حدثت فيها كراهية لليهود في منازلهم. يقول بونزغن: “هذا ينتهك خصوصيتهم بشكل مباشر”.“إنها أماكن لا يمكنهم تجنبها، مثل بعض الأحياء أو مباريات كرة القدم، حيث يقول اليهود، حسنا، المزاج العام عدواني الآن، إذن لن أذهب إلى هناك. ولكن هذا غير ممكن في المحيط الخاص. مثل درج العمارة التي يسكن فيها الشخص، حيث عليك أن تمر به كل يوم، ولهذا السبب تشكل هذه الحوادث تهديدا حقيقيا لهم“.هذا ما عايشه بنفسه سايروس أوفربيك من دويسبورغ. ينشط أوفربيك منذ سنوات ضد معاداة السامية وضد التطرف اليميني – وفي الماضي قدم عدة بلاغات إلى الشرطة حول الأضرار التي لحقت بالممتلكات والاعتداءات الجسدية من قبل النازيين الجدد.
التخلي عن ارتداء القلنسوة وقلادة نجمة داود
ويتحدث أوفربيك، في حوار مع DW، عن معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل والتي يعايشها منذ 7 أكتوبر . ومؤخرا ألصق حوالي 30 منشورا عليها أعلام إسرائيلية أمام مرسم ومنزل الفنان ذي الجذور اليهودية، مع عبارة: “دوسوا على العلم، ابصقوا عليه، احرقوا العلم: فلسطين حرة“.ويضيف أوفربيك: كنت خارجا من المنزل، فوجدت “رجلا شديد العدوانية يقف هناك، مرتديا وشاحا فلسطينيا (الكوفية)، وقام بإهانتي”. فقدم أوفربيك شكوى. يقول: “صرنا لا نخرج من المنزل إلا للتسوق“.
لقد توقف العديد من اليهود الآن عن ارتداء القلائد التي تحتوي على نجمة داود أو وضع القلنسوة اليهودية (الكيباه) فوق رؤوسهم، بحسب الرابطة الاتحادية لمراكز البحوث والمعلومات المتعلقة بمعاداة السامية، لأنها تسهل التعرف عليهم على أنهم يهود متدينون. كما تلقت الرابطة أيضا تقارير من الأهالي الذين توقفوا مؤقتا عن إرسال أطفالهم إلى المدارس أو مراكز الرعاية النهارية خوفا من اعتداءات معادية للسامية.
حريق متعمد في مركز للجالية اليهودية في برلين
وقد سجلت الرابطة ما مجموعه ثلاث حالات من “العنف الشديد”، من بينها الهجوم المتعمد على مركز للجالية اليهودية في برلين. حيث قام شخصان غريبان ملثمان بإلقاء عبوات حارقة باتجاه المركز، الذي يضم كنيسا ومركزا للرعاية النهارية (روضة أطفال) وغرفا مدرسية.كما أبلغت الرابطة أيضا عن 29 هجوما و 32 تهديدا و 72 حالة إضرار استهدف الممتلكات. وذكرت الرابطة أن “السلوك المؤذي” حدث في 854 حالة.
وسجلت السلطات الأمنية ارتفاعا حادا في الحوادث المعادية للسامية منذ 7 أكتوبر، حيث جرى الإبلاغ، من حينها، عن 680 جريمة معادية للسامية لدى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية.الفارق عما تقوم به السلطات، هو أن الرابطة تقوم أيضا بتوثيق الحوادث التي لا تعتبر جرائم، بالإضافة إلى الجرائم المحتملة التي لم يتم الإبلاغ عنها. ويمكن لأي شخص يعاني من كراهية اليهود الاتصال بالمكاتب التابعة للرابطة. فتقوم بالتحقق من البلاغات وتقديم الدعم للمتضررين.
كما تحصي الرابطة أيضا الدوافع السياسية الكامنة وراء الاعتداءات. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ارتفعت نسبة الاعتداءات من الوسطين الإسلاموي واليساري.ويوضح بونزغن: “نرى بانتظام في التظاهرات أن معاداة السامية باتت أشبه بجسر أيديولوجي يجمع أناسا من أطياف سياسية متباينة جدا”. فقد “يحدث أن يتظاهر أشخاص يعتبرون أنفسهم في الواقع يساريين، جنبا إلى جنب مع إسلامويين وربما أيضا مع متطرفين يمينيين مثل أنصار الذئاب الرمادية”.ووصف المجلس المركزي لليهود في ألمانيا التقرير بأنه “مرعب”. وهذه الأرقام تتوافق مع تجارب الجاليات اليهودية.
وفي بيان صحفي، تناول المجلس المركزي أيضا قضية غيل أوفاريم. الذي اتهم موظفي أحد فنادق لايبزيغ بمعاداة السامية لمدة عامين. وقد اعترف أوفاريم الآن بأن هذه الادعاءات ملفقة. وبحسب المجلس المركزي لليهود، فمن الصواب “الوقوف إلى جانب الشخص المتضرر عندما يكون هناك اتهام بمعاداة السامية، لدعمه وعدم التشكيك في تجربته مع ما تعرض له من معاداة في البداية”. وبالمقابل لا ينبغي أبدا توجيه مثل هذا الاتهام دون مبرر.
رابط مختصر .. https://eocr.eu/?p=11296
المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا