SWI – في 8 إبريل 2019- دعمت قطر مشاريع بناء مساجد ومراكز إسلامية في سويسرا بعدة ملايين من الفرنكات، وفقاً لما كشف عنه كتاب «أوراق قطر»، الذي تناولته الصحف التابعة لشركة “تاميديا” الإعلامية السويسرية مؤخرا.
وفي كتابهما «أوراق قطر» (Qatar papers)، اعتمد الصحفيان الفرنسيان كريستيان تشينو وجورج مالبرونو على تسريب لوثائق داخلية لمنظمة غير حكومية مُمَوَّلة من قبل العائلة المالكة القطرية، حسبما ذكرت صحيفتا 24 ساعةرابط خارجي (تصدر بالفرنسية في لوزان) وتريبون دو جنيفرابط خارجي (تصدر بالفرنسية في جنيف) يوم الخميس 4 أبريل الجاري.
وتسمح هذه الوثائق بتقييم حجم تمويلات الإمارة الغنية بالغاز لمشاريع مرتبطة بمنظمات إسلامية في أوروبا.ويشير الكتاب إلى أن مؤسسة قطر الخيريةرابط خارجي، قد موَّلت 140 مشروعاً لبناء مساجد ومراكز إسلامية في أوروبا، تُقدَّر قيمتها بـ 71 مليون يورو (أي ما يعادل 80 مليون فرنك سويسري).
وتعليقاً على ذلك، صرَّح جورج مالبرونو، المؤلف المُشارِك وأحد كبار صحفيي مجلة لوفيغارو الفرنسية، يوم الخميس 4 أبريل الجاري للقناة العمومية السويسرية الناطقة بالفرنسية RTS قائلاً: «اليوم، قطر هي لاعب رئيسي في تمويل الإسلام في أوروبا. وإيطاليا هي أول دولة مَعنيّة حيث بلغ فيها عدد المشاريع المُمَوَّلة 50 مشروعاً». خمسة مشاريع مُمَوَّلة في سويسرا
في سويسرا، يُعتقد أن المؤسسة غير الحكومية قامت بضخ 3,6 مليون يورو (حوالي 4 ملايين من الفرنكات) في خمس مشاريع تابعة لمنظمات إسلامية في كل من بريّيي (كانتون فو) وبيل/بيان (كانتون برن) ولا شو – دو- فون (كانتون نوشاتيل) ولوغانو (كانتون تيتشينو).
ويلعب كل من محمد وناديا كرموس، اللذان يرأسان متحف حضارات الإسلام رابط خارجيفي مدينة لا شو- دو- فون، «دوراً مركزياً». ووفقاً لكتاب «أوراق قطر»، تلقَّى الزوجان، «المُرتقيان إلى أعلى مستوى» في حركة الإخوان المسلمين، من أجل المتحف ما لا يقل عن سبع تحويلات مالية بمبلغ إجمالي وصل إلى حوالي 1,4 مليون فرنك.
ولدى اتصال قسم تحرير تاميديا به، لم يرغب محمد كرموس بالتعليق على الكتاب قبل قراءته ولكنه أكّد أنه «يحترم القوانين السويسرية».كما أنَّ كلاً من المُجمّعع الثقافي الاسلاميرابط خارجي في لوزانرابط خارجي – برييي (بحوالي 1,6 مليون فرنك) ومسجد صلاح الدين في مدبنة بييل/بيان هما من ضمن المؤسسات التي قد تكون تلقَّت أموالاً من المنظمة القطرية غير الحكومية.
مَن يُموِّل يُؤَثِّر
وبحسب جورج مالبرونو: «تقوم قطر بالتواصل مع شبكات مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين (…) وبالتالي، تتم ممارسة الإختراق بسهولة كبيرة عبر هذه الشبكة الموجودة مُسبقاً».وأشار الصحفي إلى أنَّ: «لدى قطر، التي تستثمر بشكل كبير، رغبة بالتأثير على الإسلام الأوروبي»، مُضيفاً أن قطر كانت قد وضعت شروطاً لمنح مساعداتها على متحف لا شو- دو- فون: «ففرضت رفع العلم، وحضور مسؤولين قطريين في الاجتماعات الهامّة… فمن يُموِّل يُؤثِّر، يجب ألا نكذب على أنفسنا».
من جهته، ذكَّر باسكال غمبرلي، ممثل فدرالية المنظمات الإسلامية في سويسرا بمواجهة له مع جورج مالبرونو، بأنَّ مصدر تمويل الغالبية العظمى للمساجد في سويسرا كان بنسبة «98%» من أموال سويسرية. وأشار قائلاً: «نحن بعيدون كل البعد عن الغرق بالأموال الأجنبية».ومن ناحية أخرى، أضاف باسكال غمبرلي أنَّ مؤسسة قطر الخيرية «لها شراكات مع مؤسسة بيل غيتس وتعمل في البرنامج الغذائي للأمم المتحدة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية…» وختم بقوله: «هي ليست مؤسسة منبوذة».
رابط مختصر :https://eocr.eu/?p=678