ناقش خبراء مكافحة الإرهاب في أوروبا مدى مساهمة الدوحة في دعم المؤسسات التابعة لجماعة “الإخوان” فى البرلمان البلجيكي بالعاصمة بروكسيل. وأعتبرت “ناديا سمينيت” النائب في البرلمان البلجيكي أنه لا يجب بأي شكل من الأشكال استعمال الدين في أي من عمليات دعم الجماعات السياسية، مشددة على ضرورة وقف كافة أنواع دعم الجماعات المتطرفة.
إستراتيجة جماعة الإخوان فى أوروبا
أكد السيد احمد الخطيب المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية لـ”سبوتنيك” فى 12 مارس 2017 إن تجربه نزوح جماعات الاخوان الى الدول الاوروبية ليست هي الاولى من نوعها بل سبقتها تجارب عده بدأت في حقبه الستينيات، وبدا من خلالها التوغل في الدول الاوروبية ونشر افكارهم ومعتقداتهم من خلال إقامة مراكز إسلامية، ومحاوله خلق مجتمع مواز والتحالف مع الجماعات الارهابيه الاخرى كتنظيم داعش لنشر الافكار المتطرفة في هذه الدول. ومحاولة خلخلة التماسك المجتمعي لهذه الدول واستغلال العدد الكبير من اللاجئين من الدول العربيه لاستقطابهم .
جمعيات جماعة الإخوان المسلمين في بلجيكا
اعتبر “تيو فرانكن” وزير الهجرة السابق في الحكومة البلجيكية فى 18 مارس 2019 وفقا لـ “العرب اللندنية” أن الإسلام السياسي هو خطر لأنه يحاول عبر المجموعات المتطرفة التأثير على المجتمعات وتحويلها عبر فرض الشريعة ومبادئها. ولاحظ أن جزءا كبيرا من المعركة لمحاربة هذه الجماعات المتطرفة يقع على المسلمين أنفسهم ويجب أن يتابعوا هذه المواجهة الفكرية لمواجهة البروباغندا والدعاية تجاه المسلمين. واعتبر الوزير أن هذه الدعاية التي تنشر الفكر المتطرف من الإخوان المسلمين تجاه باقي المسلمين تبعث على الخوف.وهي تمر عبر قنوات الإعلام والكتب والمساجد.
ودعا في هذا الإطار الحكومات الأوروبية إلى التحرك بشكل عاجل لمواجهة هذا الخطر. وتحدث أيضا عن ضرورة وضع أطر شفافة للحد من تأثير التمويل الخارجي للمساجد والجمعيات في أوروبا، وقال إن عملية التمويل خطيرة جدا لكن يصعب إثباتها، لكن الحكومة الإقليمية اتخذت قرارا بتوضيح مصادر تمويل المساجد . وفيما يلى أبرز جمعيات الإخوان فى بلجيكا.
- المركز الإسلامي البلجيكي:أسس عام ١٩٩٢ على يد “بسام العياشي” وفقا ً للمركز الأوروبي للأستخبارات ودراسات مكافحة الإرهاب وهو مهاجر سوري ،ويشتمل على مسجد عشوائي صار بؤرة لنشر الفكر السلفي المتشدد، مركزه في “مولنبك” وهذه الضاحية شهيرة جمعت كل الارهابين الذين شاركوا في أعمال “جهادية” وحوكموا في بلجيكا بهذه التهمة ، اقفل المركز عام ٢٠٠٢ لكن نشاط “العياشي” بقي يمارس نشاطه حيث كان يرسل المجاهدين الى العراق وقبلا الى افغانستان.
- رابطة مسلمي بلجيكا:تعد رابطة مسلمي بلجيكا (LMB)واجهة الإخوان في بلجيكا ، وفقا ً لـ ” العرب اللندنية” في 10 يوليو 2014 ،وتم تأسيسها عام 1997، بواسطة كل من منصف شاطار، وكريم عزوزي، وتمتلك الرابطة عشرة مساجد، ولها مقرات في عدة مدن، منها بروكسل وأنفير، وجراند، ويدير الرابطة حاليًا كريم شملال من مدينة أنڤير، وهو من أصل مغربي يعمل طبيبا في مجال علم الأحياء.
تمويل جماعة الإخوان المسلمين فى بلجيكا
قدم “ستيفين ميرلي” المحقق الدولي والخبير الاستخباراتي الأميركي،في 22ديسمبر 2017 وفقا ً لـ ” الشرق الأوسط” عرضا وتحقيقا حول دعم قطر عبر جمعية قطر الخيرية للجماعات المتشددة، وخصوصا جماعة الإخوان في بلجيكا. وأكد أن قطر ومن خلال جمعية ” Qatar Charity “قدمت خلال 5 سنوات أكثر من (140) مليون يورو لجمعيات ومؤسسات تابعة لجماعة الإخوان.و كشف كوين ميتسو، رئيس لجنة مكافحة الإرهاب في البرلمان البلجيكي فى 22 ديسمبر 2017 ، نوعين من التمويل الأجنبي للجماعات المتشددة المتطرفة “فهناك ما هو قانوني ويمكن إصدار قوانين لإيقافه وهناك التمويل غير الشرعي وهو صعب التحكم به أو منعه”.
ذكر تقرير بعنوان ” بالأسماء.. قطر واختيارات دعم الإخوان والمتطرفين” في 14 يونيو 2017 وفقا ً لـ “سكاى نيوز ” عن تمويل قطر، ودعم تركيا لمساجد يديرها الإخوان والمتطرفون في أوروبا.بالإضافة إلى الدعم القطري لمساجد معينة يخطب فيها أئمة يحرضون على التشدد.كما كشف التقرير أن جمعية قطر الخيرية تمول رابطة مسلمي بلجيكا بمقدار (1.1 )مليون يور.
استغلال جماعة الإخوان اتلإخوان للمساجد
طالب “آلان كورتوا” مسؤول ممارسة المعتقدات الدينية ببلدية بروكسل إغلاق مسجد بروكسل بصفة نهائية وفقا لـ”يورنيوز” فى 17 يوليو 2018 . مطالبا بفتح المجال أمام ما أطلق عليه بدعاة التفكير المتحرر من الإشراف على المسجد ،يوجد كثير من الشباب ممن كانوا يترددون على هذا المسجد و غادروا إلى القتال في صفوف داعش بسوريا فهم إما تلقوا تدريبا داخل المسجد أو كانوا على صلة به ويجب التذكير أن المسجد ليس الوحيد في نشر الفكر السلفي.
فيوجد بمولمبيك مسجد لقمان والذي تربطه صلات وثيقة بالمسجد الكبير، والذي كان هو ذاته على اتصال قوي بإرهابيين ارتكبوا هجمات على الأراضي البلجيكية.ورفضت السلطات البلجيكية في 15 مارس2017 وفقا ً لـ “روسيا اليوم”، تقديم تأشيرات دخول طويلة الأجل لـ12 إماما من تركيا، كانوا ينوون إلقاء خطب في مساجد غير مرخصة من السلطات.وأيد المجلس البلجيكي هذا القرار لأن الأئمة الأتراك يتواجدون خارج بلجيكا ولا تسري عليهم قوانينها.
تهديدات الجماعات المتطرفة
حذّرت أجهزة الأمن البلجيكية وفق لصحيفة “الشرق الأوسط” فى 2 يوليو 2018 من أن التيار الأصولي المتشدد يُعدّ في مقدمة التيارات المتطرفة التي تشكل تهديداً للأمن في المرحلة المقبلة. ورصد التقرير ارتفاع منسوب نشاطات التيارات الراديكالية القتالية التي تسعى لعزل المسلمين ومنعهم من الاندماج في المجتمع. وأشار إلى أن هذه الجماعات لا تعترف بالنظام الديمقراطي والمؤسسات المنبثقة التي تدير الدولة والمجتمع.
لماذا لم تصنف أوروبا جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية
لايزال يتم التكتيم والتعتيم على الوضع المالى والعلاقات اللإقتصادية بين دول الغرب وتنظيم الإخوان إعلامياً، إلا ما هو ظاهر منه، كما في “مصرف التقوى” الذي يعود إلى يوسف ندا ومقره في جزر البهاما، كملاذ ضريبي آمن. وشركة “الاستثمار الأوروبي” التي تأسست عام 1994، وتم تسجيلها في بريطانيا عام 1996 على أنها منظمة “مستقلة لا سياسية ولا ربحية”. والهدف من هذه الشركة توفير الخدمات المالية والاستثمارية لـ”اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا”، من خلال مشاريع متعددة في أوروبا. وهذا الاتحاد يضم أكثر من (1000) جمعية إخوانية متنوعة وموزعة في (28) دولة أوروبية. ومما تمتلكه شركة الاستثمار الأوروبي الكثير من العقارات، وفي بلدان عدة، مثل بريطانيا، وفرنسا ، وبلجيكا. وبلا ريب فإن هذه الأموال الإخوانية الهائلة تبقى ضمن المدى الغربي عملياً وحياتيا وفقالـ” الإندبندنت” فى 7 فبراير 2019.
الخلاصة
يدّعي الإخوان المسلمون أنهم يمثلون الجاليات المسلمة فى أوروبا ويبدون رغبتهم بالتحاور مع الحكومات الأوروبية حول تعزيز قيم الإندماج والتعايش السلمى . ولكن فى الحقيقة يعد تنظيم الإخوان تنظيما سريا له أجنداته الخفية والتي لا تتطابق بطبيعة الحال مع القيم الأوروبية ولا يحترمون القوانين الاجتماعية والحريات ولا يهتمون بقيم التسامح .
ورصدت أجهزة الاستخبارات البلجيكية تزايدا ملحوظا في نفوذ جماعة “الإخوان المسلمون” داخل المجتمع البلجيكى. حيث استغلت جماعة “الإخوان المسلمون” المنظمات والجمعيات والمساجد لتوسيع هياكلها ونشر تصورها عن الإسلام السياسي وتمويل أعمالهم وأنشطتهم واستغلال التعليم للترويج لأفكاروتفسيرات متشددة عن الشريعة الإسلامية وذلك لخدمة مصالحهم فى بروكسل .
وأوضحت التقاريرالاستخباراتية البلجيكية أن هناك علاقة بين الأيدولوجيات المتطرفة غير العنيفة، مثل تلك التي تتبناها وتدعهم جماعة الإخوان المسلمين، وبين ممارسات جماعات التطرف العنيف والإرهاب. ويرجع الربط بين التنظيمات الإرهابية وجماعة الإخوان لعدة أسباب أهمها سبب أيديولوجي إذ أن مرتكزات الجماعة الفكرية هي التي زوّدت، ولا تزال، كل الجماعات الإرهابية بمنطلقاتها الفكرية. وسبب سياسي يتمثل فى سعى الجماعة دائما نحو السلطة واستغلال تلك الجماعات الإرهابية كذراع لها .
و بعد أن أصبحت مصادر الدعم المالى لجماعة الإخوان المسلمين أصبحت مكشوفة لدى الدولة الأوروبية خصوصا الدعم من أنقرة والدوحة ، فينبغى بذل المزيد من الإجراءات ضد جماعات الإسلام السياسى . من خلال اعتماد آليات لوقف الدعم المالي للجماعات الإرهابية التي بات يتصدّرها تنظيم الإخوان. وتشديد الرقابه على النشاطات والمؤسسات التابعة لتلك الجماعات، بالتوازى مع حظر شعارات ورموز التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وتنظيم محاضرات وورش عمل تهدف لمنع انتشار أيديولوجية الإخوان.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=628