بريطانيا … توظيف جماعة الإخوان المسلمين لأزمة كورونا
العرب اللندنية – يسعى الإخوان المسلمون إلى استثمار مشاركة أطباء وممرضين بريطانيين من أصول إسلامية في صيغة حملة إعلامية وسياسية لتحسين صورة الجماعة بعد أن بات وجودها في بريطانيا، وفي أوروبا ككل، مثيرا للمخاوف بعد تحقيقات كشفت عن كونها الفضاء الأول الذي يتربى فيه المتطرفون على كراهية الدولة والمجتمع.وتسعى مواقع إخبارية محسوبة على الإخوان أو دول داعمة لهم إلى إظهار بطولة أطباء وممرضين مسلمين ماتوا خلال عملهم الإنساني في مواجهة وباء كورونا كبطولة تحسب للجماعة وداعميها، وليس نتيجة أداء دورهم كمواطنين بريطانيين.
وأوردت وكالة الأناضول الرسمية التركية أن أوساطا بريطانية مختلفة تواصل الإشادة بأطباء مسلمين ضحوا بأنفسهم في مواجهة الفايروس، وأنهم كانوا أوائل من فقدوا حياتهم من القطاع الصحي بالبلاد.وقالت الوكالة إنه حتى الآن، لقي 5 أطباء وممرضة ممن يدينون بالإسلام، مصرعهم خلال أداء مهامهم في مكافحة كورونا ببريطانيا.وفيما تتولّى الجماعة عبر إعلامها إبراز أنشطة هؤلاء وجهودهم، فإنها تتساءل كيف لا تتولّى وسائل الإعلام البريطانية الاهتمام بهم.
ونقلت عن رئيس مؤسسة “قرطبة” أنس التكريتي أن الأطباء المسلمين أول من ضحوا بحياتهم في بريطانيا خلال مكافحة الفايروس، داعيا كافة مسلمي البلاد للاعتزاز والافتخار بذلك.ويعتبر التكريتي أهم وجوه التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا، ويقود تحركات لتحسين صورة الجماعة لدى الحكومات الغربية.
ويقول مراقبون إن الإخوان يحاولون إقناع الحكومات الغربية بأنهم الناطق باسم الجالية المسلمة، وإنه يجب مكافأتهم على أدوار الجالية الإيجابية في المجتمع، لافتين إلى أن تلك الحكومات تشجعهم على لعب هذا الدور بالرغم من امتلاكها ملفات كبيرة حول أخطار التنظيم الأمنية والمالية والاجتماعية. جماعة الإخوان المسلمينويشير هؤلاء إلى أن الإخوان الذين يريدون مكافأة من بريطانيا على نشاط أطباء وممرضين مسلمين في مواجهة الوباء يظهرون أنهم لم يتغيروا منذ عقود، فهم ينظرون إلى المسلمين كتجمعات معزولة عن مجتمعاتهم، وليسوا مواطنين بريطانيين. جماعة الإخوان المسلمين
ورغم وجودهم في بريطانيا لعقود لم ينجح الإخوان المسلمون في التخلص من تأثير أدبيات الجماعة الأولى التي تنظر إلى الآخر كمجتمع كافر يجب تركه والانكفاء بعيدا عنه خوفا من ذوبان “الشخصية المسلمة” في الثقافة الغربية.لكنّ الجماعة لا تمانع في ابتزاز الحكومة البريطانية كي تظل هي ممثلة للمسلمين في المجتمع المغلق الذي حرصت على بنائه وتسييجه بالتخويف من ثقافة الغرب وقيمه. ويتوقع أن يبلغ الوباء ذروته في بريطانيا بحلول منتصف أبريل 2020، لكن ذلك يعتمد على احترام الناس للحجر، وفق ما شدد مات هانكوك وزير الصحة الذي طلب من البريطانيين التزام منازلهم حتى في حال كان الطقس ربيعيا نهاية الأسبوع.وقال هانكوك المتعافي حديثا من الفايروس “هذا ليس طلبا بل أمر”.
ويتفاخر نشطاء مقربون من الجماعة على مواقع التواصل بأن المسلمين هم قوة الفعل الحقيقي في المجتمع، وكأن هذا المجتمع لم يصرف على تعليمهم وتكوينهم العلمي إلى أن صاروا فاعلين فيه تماما مثل فاعلية غيرهم من بريطانيين أصليين أو من أصول وافدة. جماعة الإخوان المسلمين.ويزعم أحد النشطاء أن الأطباء المسلمين في طليعة الحرب على كورونا في بريطانيا، وأنهم يمثلون نسبة كبيرة من سائقي وسائل النقل العمومية، ورجال الأمن، والعاملين في المحلات التجارية، وكأن بريطانيا لم تنجب سوى المسلمين.
ويشير آخر إذا كان البعض يتساءل لمَ ينتظر المسلمون الغرب لكي يصنع اللقاح “ألا يعلم بأن ألفي طبيب عربي يعمل في ألمانيا و34 في المئة من أطباء بريطانيا عرب وخمسة في المئة من أطباء أميركا مسلمون”. جماعة الإخوان المسلمين.وتحوز جماعة الإخوان المسلمين على إمكانيات كبيرة تتصرف فيها تحت أنظار الحكومات البريطانية المتعاقبة تشمل شبكات مالية وجمعيات خيرية وإغاثية وطلابية تستغلها في استقطاب واسع بين أبناء الجالية لإقناعهم بثقة المجتمع المعزول الكاره للآخر.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=2209