تشريعات أوروبية لإزالة المحتوى الإرهابي على الإنترنت
مكافحة الإرهاب تشريعات أوروبية لإزالة المحتوى الإرهابي على الإنترنت

ديسمبر 12, 2020 | دراسات

أوروبا أمام معركة موازية ضد الجهاديين على الإنترنت -تشريعات أوروبية 

العرب اللندنية – أعلنت دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون عزمها إقرار تشريعات أوروبية من أجل إزالة المحتوى الإرهابي على الإنترنت، في خطوة أكد دبلوماسيون أنها تأتي استجابة للمقترحات الفرنسية في مكافحة التطرف الإسلامي.واعتمد هذا الإعلان المشترك لوزراء الداخلية الأوروبيين الجمعة عقب الهجمات على فرنسا والنمسا بعد خمس سنوات على الهجمات الجهادية التي استهدفت باريس في 13 نوفمبر 2015.

وقال الوزراء الذين أحيوا ذكرى ضحايا الهجمات “نؤكد مجددا عزمنا على بذل كل ما في وسعنا لمحاربة هذا الإرهاب الهمجي بطريقة شاملة وبكل الأدوات المتاحة لنا”.وجاء في البيان المشترك للوزراء، الذي سحبت منه الإشارات إلى الإسلام الواردة في النسخ التمهيدية في ظل اعتراض بعض الدول، “حربنا ضد الإرهاب ليست موجهة ضد المعتقدات الدينية أو السياسية وإنما ضد تطرف متعصب وعنيف”. تشريعات أوروبية

ودعا البيان المفوضية الأوروبية إلى أن “تدعم بنشاط المبادرات عبر الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى فهم أفضل لمصادر الأيديولوجيات المتطرفة في أوروبا وهدفها”. وأضاف “علينا تعزيز التثقيف والتدريب الديني ويفضل أن يكون ذلك داخل الاتحاد الأوروبي، بما يتماشى مع الحقوق والقيم الأوروبية الأساسية”.

وتواجه فرنسا، التي هزّتها سلسلة من الاعتداءات الجهادية، معركة مضنية تتمثل بحماية مواطنيها من الحملات الدعائية المتطرفة التي يبدو أنها تزداد قوة مع كل عملية قتل مروعة تشهدها البلاد.ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في حشد غضب العديد من المسلمين على خلفية إعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد من قبل مجلة “شارلي إيبدو” الأسبوعية الساخرة، ما خلّف تداعيات مأسوية لم يكن بمقدور الأجهزة الأمنية على أعلى مستويات التأهب منعها.

ويشير خبراء إلى أن الإشادات على الإنترنت بمنفّذي اعتداءات فرنسا، والتي تحمل خطر إلهام آخرين بالسعي إلى استنساخها، تكشف أنه لا يمكن لفرنسا أن تخوض وحدها معركة وسائل التواصل الاجتماعي. وتعهّدت فرنسا بالفعل بالتحرّك بشكل أقوى ضد المنشورات التي تحضّ على الكراهية عبر الإنترنت بعد ذبح المدرس صامويل باتي على يد جهادي شيشاني، إذ نُشر اسم الأستاذ وعنوان مدرسته في إطار الحملة التي استهدفته على وسائل التواصل الاجتماعي. تشريعات أوروبية

وتساعد شبكة الإنترنت المنظمات الإرهابية المتفرقة في الاتصال مع بعضها البعض والتنسيق في ما بينها، كما أنها تمتاز بوفرة المعلومات التي يمكن تبادلها. وتعد مواقع الإنترنت وسيلة مناسبة لتجنيد الشباب الغربي وتحويلهم إلى قتلة افتراضيين تمهيدا ليتحولوا إلى قتلة حقيقيين.ويشير جيف باردين، الخبير الأمني في قضايا الإرهاب الرقمي، إلى أهمية التحرك السريع للتصدي للجرائم الإلكترونية المتمثلة في التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وجمع التبرعات المالية، وتنسيق التحركات العسكرية للتنظيمات الإرهابية، والأنشطة التي تسعى لنشر فكر التنظيمات الإرهابية بين زوار مواقع التواصل الاجتماعي.

وتنوعت التقديرات وتعددت بشأن أسباب عدم فاعلية التكتيكات المتبعة في مواجهة الدعاية المتطرفة على شبكة الإنترنت.ويرى أخصائيون أن الفراغ التنظيمي والقانوني وغياب جهة السيطرة والرقابة على الشبكات المعلوماتية يعدان من الأسباب الرئيسية في انتشار الإرهاب الإلكتروني، وكذلك فإن وجدت قوانين تجريمية متكاملة، فإن الجهادي يستطيع الانطلاق من بلد لا توجد فيه قوانين صارمة، ثم يقوم بشن هجومه الإرهابي على بلد آخر توجد فيه قوانين صارمة، ومن هنا تثار مشكلة تنازع القوانين وما هو القانون الواجب تطبيقه؟  تشريعات أوروبية

ويؤكد هؤلاء أن عدم وجود جهة مركزية موحدة تتحكم في ما يعرض على الشبكة وتسيطر على مدخلاتها ومخرجاتها يعد سببا مهما في تفشي ظاهرة الإرهاب الإلكتروني، حيث يمكن لأي شخص الدخول ووضع ما يريد على الشبكة، وكل ما تملكه الجهات التي تحاول فرض الرقابة هو المنع من الوصول إلى بعض المواقع المحجوبة، أو إغلاقها وتدميرها بعد نشر المجرم لما يريده فيها.

وانتشرت دعوات لمهاجمة أهداف فرنسية انتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، ما شكّل مفاجأة لأجهزة الاستخبارات التي كانت على علم بأن البلد يواجه في الأساس خطر ما يعرف بهجمات “الذئب المنفرد” (التي ينفذها شخص بمفرده) والتي عادة يستحيل تقريبا تحديد المخطط لها قبل تنفيذه للعملية.وقال المدير التنفيذي لمنظمة “مشروع مكافحة التطرف” ديفيد إبسن، إن “الارتفاع الأخير في عدد الهجمات الإرهابية في فرنسا أظهر أننا بحاجة الآن، أكثر من أي وقت مضى، للقيام بحملة ضد انتشار المضمون الإرهابي عبر الإنترنت”. تشريعات أوروبية

وأشار إبسن إلى أن الحكومات تواجه معركة صعبة ما لم تنسّق الجهود مع الشركات التي توفر المنصات التي يستغلها المتطرّفون بهذه السهولة.وقال إن “سهولة الوصول إلى الصور والتسجيلات المصورة بالغة العنف على وسائل التواصل الاجتماعي تعكس فشل شركات التكنولوجيا في الإيفاء بوعودها والتعامل مع انتشار المضمون المتطرف والإرهابي عبر الإنترنت”.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5115

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

الهجرة واللجوء في ألمانيا ـ ضغوط أوروبية بشأن سياسة الهجرة

الهجرة واللجوء في ألمانيا ـ ضغوط أوروبية بشأن سياسة الهجرة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا الحكومة الألمانية تتعرض لضغوط أوروبية بشأن سياسة الهجرة DW - تتعرض الحكومة الألمانية لضغوط متزايدة من الشركاء الأوروبيين بسبب رفضها مقترحات إصلاح نظام اللجوء في الاتحاد الأوروبي. وبولندا تقرر إجراء عمليات تفتيش للسيارات على...

مكافحة الإرهاب ـ دعوات لنشر “شرطة حدود داخلية” في ألمانيا

مكافحة الإرهاب ـ دعوات لنشر “شرطة حدود داخلية” في ألمانيا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا على غرار بافاريا .. دعوات لنشر "شرطة حدود داخلية" في ألمانيا DW - تسعى سلطات ولاية بافاريا إلى تعزيز أمن الحدود في ظل تزايد معدلات الهجرة غير القانونية. وقبل خمس سنوات، أقدمت الولاية على إعادة إنشاء "شرطة الحدود" في خطوة لاقت...

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ ضمان مراقبة الحدود في سياق الإرهاب والهجرة

مكافحة الإرهاب في فرنسا ـ ضمان مراقبة الحدود في سياق الإرهاب والهجرة

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا باريس تدافع عن جدوى تشديد الرقابة على الحدود بعد قرار لمحكمة العدل الأوروبية يورونيوز ـ دافعت فرنسا السبت عن حماية حدودها، وذلك بعد أيام من حكم أصدرته محكمة العدل في الاتحاد الأوروبي يقيد سبل إبعاد المهاجرين.بناء على طلب مجلس...

Share This