الإسلام السياسي أضاع على تركيا فرصة التعايش مع الغرب

الإسلاميون المتشددون أضاعوا على أنقرة فرصة الاختلاط بالمثل الغربية والديناميكيات المحلية.

العرب اللندنية ـ أنقرة – في الوقت الذي تتصاعد فيه توترات تركيا مع الغرب بسبب العديد من الملفات تذهب أوساط سياسية تركية إلى أن هذه التوترات تعود إلى فشل الإسلام السياسي في التقارب مع الأوساط الغربية قبل أن يجتاح هذا التيار المتشددون.وقال عالم السياسة التركي جنكيز أكتار إن الإسلام السياسي في تركيا فقد فرصة الاختلاط بالمثل الغربية والديناميكيات المحلية، وانتهى به الأمر إلى أن يقتصر على الإسلاميين المتشددين.

وأضاف أكتار في تدوينة صوتية مع نيرفانا محمود، مقدمة سلسلة “الاتجاهات التركية” على موقع “أحوال تركية”، أن “تركيا كانت في عملية معاكسة من حيث التغريب”، موضحا أن الإسلام السياسي ينتقم للعملية التي بدأت في عهد الإمبراطور العثماني محمود الثاني في أوائل القرن التاسع عشر.وانتقد عالم السياسة التركي أولئك الذين وصفهم بالمثقفين المتفائلين الذين ما زالوا يؤمنون بالتغريب في تركيا. وشدد على أنه “لا يزال العديد من الغربيين يعتقدون أن تركيا دولة طبيعية يمكن إصلاحها. إنهم يجادلون بأن كل الآثام والأخطاء التي يرتكبها النظام الحالي يمكن عكسها، ويمكن أن تصبح تركيا دولة طبيعية”.

وقال إن “الأعراف والمعايير والمبادئ الغربية بشكل أساسي ضد عمل الإسلام السياسي في تركيا، بما في ذلك البلدان الأخرى التي يتظاهر الإسلام فيها بالحكم”.وبالنسبة إلى أكتار “كان من الممكن أن يسمح المزج بين المُثُل الغربية والديناميكيات المحلية للإسلام السياسي بإنشاء نظير إسلامي للديمقراطية المسيحية، لكن الفرصة ضاعت”.وشدد أكتار على أن عام 2013 كان حاسمًا بهذا المعنى، مع حدثين مهمين شكلا تركيا. الأول كان احتجاجا سلميا في حديقة عامة في قلب إسطنبول هز الحكومة التركية.

وبدأت احتجاجات غيزي كاعتصام صغير ضد التدمير المقترح لمتنزه صغير في تقسيم، إحدى المساحات الخضراء القليلة المتبقية في المدينة، لإفساح المجال لمركز تسوق في مايو 2013.وانتشرت بسرعة في احتجاجات حاشدة على مستوى البلاد بعد الأساليب المتطرفة التي استخدمتها الشرطة لتفريق المظاهرة.وقُتل ما مجموعه 11 شخصا في الاحتجاجات على مدار الصيف، وأصيب 8000 آخرين بجروح بسبب قذائف الشرطة من الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه وعبوات الهراوات والذخيرة الحية في بعض الأحيان.

وفي ديسمبر من نفس العام، هزت فضيحة فساد شارك فيها كبار المسؤولين في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان وأفراد أسرهم المشهد السياسي. وكانت “عملية الفساد والرشوة”، كما أُطلق عليها في ذلك الوقت، تحقيقًا جنائيًا أسفر عن اعتقال 52 عضوًا من حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان.وأشار أكتار إلى أن “الرجل التركي القوي بدأ يشعر برهاب كبير في أعقاب النصف الثاني من عام 2013. وهو يختلف مع أولئك الذين جادلوا بأن أردوغان كان ضد الديمقراطية منذ بداية حياته السياسية”.

وقال أكتار “هذا ليس صحيحا، لقد بدأ يغيّر تماما الطريقة التي حكم بها البلاد بعد نقطة معينة”، مضيفا أنه في الوقت المناسب أصبح “دكتاتورا كاملا”.كما تحدث أكتار عن علاقة تركيا المضطربة بالغرب. بالنسبة إلى أكتار، خسرت تركيا الكثير بعد أن بدأت علاقاتها مع الدول الأوروبية بالفشل.وقال “لقد خسرت دول ثالثة في القوقاز والشرق الأوسط وشمال أفريقيا أيضًا لأن تركيا كانت تمثل شيئًا لهذه البلدان”.

وقال أكتار إن كون تركيا دولة ستتعايش بسلام مع الغرب كان رسالة بالغة الأهمية للدول الغربية. وأضاف “لقد ذهب هذا أيضا”.وبالنسبة إلى أكتار، فقد الغرب أيضا فرصة لإدراج تركيا في القارة الأوروبية وحل مشاكلها بالتعاون مع أنقرة. وقال “لذلك، فهو فشل مشترك”.

رابط مختصر .. https://eocr.eu/?p=7299