اليمين المتطرف في فرنسا يساند قرار منع ارتداء العباءة
اليمين المتطرف

سبتمبر 3, 2023 | دراسات

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا

جدل وانقسامات في الطبقة السياسية بفرنسا بشأن قرار منع ارتداء العباءة في المدارس

DW – بعد قرار وزير التربية الفرنسي غابرييل عطال منع ارتداء العباءة في المدارس العامة ابتداء من الأسبوع المقبل، حذر بعض نواب معسكر اليسار من “شرطة اللباس”. من جهتها، رحبت أحزاب اليمين واليمين المتطرف بهذا القرار مؤكدة أنه “الاتجاه الصحيح”. أما المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فلقد عبّر عن استغرابه معتبرا أن العباءة لا تشكل “زيا دينيا بل شكل من أشكال الموضة”.عودة مدرسية ساخنة تنتظر وزير التربية الفرنسي غابرييل عطال بعدما أعلن الأحد عن قرار يمنع الطالبات في المؤسسات العامة ارتداء ما يسمى بـ”العباءة”. هذا اللباس الشائع في عديد الدول الإسلامية يتميز بطوله وبلونه الذي غالبا ما يكون أسود، تحول إلى موضوع جدل في فرنسا ونتجت عنه انقسامات داخل الطبقة السياسية.

في حين كان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية سبق وأن أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن هذا اللباس “ليس علامة دينية في حد ذاته”. يرى وزير التربية الفرنسي حسب تصريحاته الإعلامية “عندما تدخل إلى أحد الفصول، لا يفترض أن تتعرف على ديانة أي تلميذ بمجرد رأيته”. وقال لباس “العباءة لا مكان لها في مدارسنا، شأنها شأن الرموز الدينية الأخرى”. ووعد غابرييل عطال بمساعدة مدراء المؤسسات التربوية على “تطبيق” هذا القرار الجديد، “وفاء لقيمنا ورفضا للطائفية”. وبهدف تطبيق قرار منع العباءة على أرض الواقع، أعلن عطال تدريب 14 ألف موظف وعامل في قطاع التربية بحلول نهاية السنة الجارية من أجل فهم واستيعاب “رهانات العلمانية”، و300 ألف مسؤول تربوي بحلول 2025. ورغم ظهور بوادر الجدل في بعض المدارس الحكومية العام الماضي بخصوص العباءة، لم يتخذ وزير التربية السابق باب ندياي قرارات بهذا الشأن، خلافا لغابرييل عطال الذي أكد “يجب علينا أن نتحدى لنقول بأن العباءة لا مكان لها في المدارس الحكومية الفرنسية”.

اليمين واليمين المتطرف يساندان قرار المنع

كتب إيريك سيوتي، رئيس حزب “الجمهوريون” اليميني (اليمين التقليدي) في تغريدة على تويتر “الطائفية عبارة عن جذام يهدد الجمهورية. لقد طالبنا عدة مرات في السابق بمنع ارتداء العباءة في مدارسنا. أحيي قرار وزير التربية الذي أنصفنا”. إيريك زمور، زعيم حزب “الاسترداد” اليميني المتطرف أكد أن ” قرار منع ارتداء العباءة خطوة جيدة في حال تم تطبيقه على أرض الواقع”. وأضاف “طالبنا مع أولياء التلاميذ منذ شهور عديدة بمنع ارتداء هذا اللباس بل الذهاب أبعد بفرض زي رسمي موحد على كل التلاميذ لوقف الاستفزازات الإسلامية في المدرسة”. حزب مارين لوبان اليميني المتطرف “التجمع الوطني”، رغم ترحيبه بقرار وزير التربية، إلا أنه اعتبره غير كاف لحل المشاكل التي تتخبط فيها المدرسة والمجتمع الفرنسي على حد سواء. وفي هذا الشأن، قال النائب رومان بوبري من منطقة “بوش دي رون”: “لم يكن لنا أن نفرح بقرار منع ارتداء العباءة لو ما كنا نعيش سياسة الهجرة المكثفة. هذا القرار يسير في الاتجاه الصحيح لكنه لن يحل المشكلة الأساسية”.

“حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة” حسب جان لوك ميلنشون

أما في معسكر اليسار، وإن كان وافق عليه العديد من نواب الحزبين الاشتراكي والشيوعي باسم العلمانية، فكانت ردود الفعل عموما معارضة للقرار، لا سيما في صفوف نواب الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد. فحذر جان لوك ميلنشون، زعيم هذا التحالف اليساري، من “ظهور حرب دينية جديدة مفتعلة وسخيفة”. وكتب في تغريدة “متى سنتوصل إلى السلم المدني وإلى علمانية توحد ولا تعصب؟”. وأضاف “من المحزن أن نشهد عودة مدرسية مسيسة وسط حرب دينية مفتعلة”. من ناحيتها، تساءلت كليمونتين أوتان، وهي نائبة عن حزب فرنسا الأبية “إلى أي مدى ستذهب شرطة اللباس؟” في فرنسا، منوهة أن “قرار غابرييل عطال مخالف للدستور وللمبادئ الأساسية للعلمانية” فيما وصفته على أنه “رفض مهووس للمسلمين”.

وأعلن منسق حزب فرنسا الأبية مانويل بومبار أنه سيتم اللجوء إلى مجلس الدولة للطعن في هذا القرار، مشيرا إلى أن “الجمعيات الإسلامية قالت بأن لباس العباءة ليس لباسا دينيا وبالتالي لا يوجد أي خرق لمبادئ العلمانية”. وتابع “ننتظر أشياء أخرى من وزير التربية بدل إثارة المخاوف والتخيلات بخصوص لباس تشير بعض الإحصائيات على أنه لا يخص سوى 0.25 بالمئة من المدارس الفرنسية”.

“العباءة شكل من أشكال الموضة وليست لباسا دينيا”

إلى ذلك، استنكر عبد الله زكري، نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، حظر العباءة في المدارس الفرنسية مطالبا وزارة التربية الفرنسية بإصدار نص يوضح دوافع اتخاذ القرار، نافيا أن يكون هذا الزي رمزا دينيا. وقال عبد الله زكري “إن العباءة ليست لباسا دينيا بل شكل من أشكال الموضة” وقال إن عطال كان عليه “التشاور مع المسؤولين السياسيين” في هذا الشأن والاطلاع على آرائهم فيه.

رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=10843

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ تحذيرات من مشهد إسلاموي متطرف

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا قتلت الشرطة الألمانية في ميونيخ نمساوياً مسلحاً في الخامس من سبتمبر 2024، في ذكرى الهجوم الأولمبي عام 1972، يشتبه النمساوي في أنه من خلفية إسلاموية متطرفة. ويحذر الخبراء من مشهد إسلاموي متطرف في النمسا. قتلت الشرطة رجلا مسلحا...

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

مكافحة الإرهاب ـ تشديد سياسات الأمن واللجوء في أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا شهدت القارة الأوروبية أكبر عدد من اللاجئين القادمين من أوكرانيا وسوريا وأفغانستان، بينما يظل السوريون والأفغان من أبرز طالبي اللجوء في دول مثل ألمانيا. أظهرت بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين وطالبي...

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

محاربة التطرف ـ تنامي الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا تتزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء أوروبا وقد اشتدت بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط، تأتي موجة إضافية مكثفة من التضليل المعادي للإسلام - أو الانتشار المتعمد للمعلومات الكاذبة - وسط موجة متصاعدة من الإسلاموفوبيا في جميع...

Share This