المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
اعتداء مدينة “آنسي” وتسرع بعض السياسيين من اليمين واليمين المتطرف لاستثماره سياسيا ضد الهجرة والأجانب
مونت كارلو ـ غداة الاعتداء الذي وقع في منتزه في مدينة “آنسي” الفرنسية وقام به لاجئ سوري أصاب 6 أشخاص بجراح، من بينهم 4 أطفال لا يتجاوزون الثالثة من العمر، تصاعدت الانتقادات بعدد من السياسيين الفرنسيين من اليمين واليمين المتطرف لأنهم سارعوا في محاولة لاستثمار الاعتداء سياسيا، دفاعا عن سياساتهم ومواقفهم من الهجرة ومن الأجانب.الصيغة الأولى للخبر الخاص باعتداء “آنسي” تحدثت عن قيام طالب لجوء سوري بطعن عدد من الأطفال في منتزه المدينة، وسارع بعض السياسيين الفرنسيين للتعليق على الاعتداء مستخدمين ما حدث في الدعاية السياسية لما يطرحونه من أفكار ومواقف ومشاريع قوانين.
جان مسيحة، عضو سابق في حزب مارين لوبن “التجمع الوطني” من أصل مصري، طلبت منه لوبن الاستقالة من الحزب معتبرة أن مواقفه من الإسلام والمسلمين شديدة التطرف، ودعم إريك زيمور في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. سارع جان مسيحة لنشر تغريدة قال فيها “فيديو معتدي آنسي وهو يحاول قتل أطفال في الثالثة من العمر. يرتدي عقال أخضر يشابه عقال الجهاديين الإسلاميين. لولا، أطفال آنسي وتولوز … كم من الضحايا لكي نستيقظ” ولكنه سارع لحذف التغريدة فور الإعلان عن ديانة المعتدي المسيحية، وأنه هتف بالإنجليزية مرتين “باسم السيد المسيح”
وشاشات قنوات الأخبار المتواصلة، حفلت طوال صباح الاعتداء، بسياسي الصف الثاني في أحزاب اليمين واليمين المتطرف، الذين تحدثوا عن الجهاديين والمنظمات الإرهابية وعلاقة الأمر بالهجرة غير الشرعية وطلبات اللجوء السياسي، بيكوى ميزوني النائب عن حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف سارع للتعليق قائلا “الهجرة تقتلنا”، والنائبة لور لافليت من نفس الحزب قالت “يصل إلى أراضينا أناس لا مكان لهم هنا، سواء كانوا إرهابيين او مجانين”.أما زعيمة الحزب مارين لوبن فإنها سارعت لربط الحادث بتزايد حجم طلبات اللجوء وتصاعد الهجرة غير الشرعية، متحدثة عن جرائم يرتكبها أشخاص لا مكان لهم في فرنسا.
أيضا ايريك سيوتي رئيس حزب الجمهوريين اليميني تحدث عن فوضى الهجرة في أوروبا وربط بينها وبين ارتفاع نسب العنف والجريمة، وأكد على مقترحه بأن تقدم طلبات اللجوء خارج فرنسا في مقار السفارات والقنصليات الفرنسية.تكمن المشكلة في نقطتين، الأولى هي أن الاعتداء لا علاقة له بالجهاديين والإسلاميين المتطرفين، نظرا لأن المعتدي مسيحي، يحمل صليب وكتاب صلوات وصور السيدة العذراء، ولأنه هتف قائلا “باسم المسيح”.
النقطة الثانية تتعلق بوضعه القانوني، ذلك إنه لا ينتمي لفئة المهاجرين أو المهاجرين غير الشرعيين، وحاصل بالفعل على حق اللجوء السياسي في السويد، ويحق له، وفقا للقوانين الأوروبية، التجول وليس الإقامة في بلدان أوروبية أخرى، أي انه كان على الأراضي الفرنسية في وضع قانوني.أما لماذا سارع هؤلاء السياسيين لمحاولة استثمار الحادث، فربما يكمن السبب في انطلاق الحوار حول سياسة الهجرة إلى فرنسا، بسبب مشروع القانون الخاص بالإقامة والهجرة الذي طرحه وزير الداخلية جيرالد درامانا.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=10389