لماذا يجب أخذ مخطط الانقلاب الهزلي في ألمانيا على محمل الجد؟
بورزو درغاهي مراسل الشؤون الدولية لـ “الإندبندنت”
الإندبندنت عربية ـ قد تبدو هذه الحركات غريبة وأقل من خطرة حتى، ومن السهل التقليل من أهميتها واعتبارها إزعاجاً ليس إلا. لكن عليكم ألا تستخفوا أبداً بأهداف قلة متحمسة جداً وجيدة التنظيم.كان مخططاً غريباً وبعيد المنال: الاستيلاء على رابع أكبر اقتصادات العالم والقضاء على نظامه الديمقراطي وتنصيب أرستقراطي سبعيني مغمور “امبراطوراً” عليه!لكن حين بدأت السلطات الألمانية التي تراقب تنظيم “رايخسبرغر” المتطرف في وقت سابق من العام الحالي بتجميع تفاصيل المؤامرة المزعومة للإطاحة بحكومة برلين عن طريق العنف، قدرت بأنها خطر كبير وجعلتها في صلب أولوياتها الأمنية.
وفي يوم الأربعاء الماضي، انتشر 3 آلاف عنصر من الشرطة والقوات الخاصة الألمانية في 11 ولاية من بين الولايات الألمانية الـ16، فاعتقلوا 25 شخصاً في إطار 130 عملية دهم. وطاولت الاعتقالات كذلك أشخاصاً في إيطاليا والنمسا. ما يزال نحو 30 مشتبهاً به قيد المراقبة ومن المتوقع القيام بعمليات اعتقال إضافية بحسب تصريح السلطات الألمانية.وصفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر المتورطين في المؤامرة بـ”أعداء” النظام الديمقراطي في البلاد. وقالت في تصريح لها “تقدم التحقيقات لمحة عن عمق الخطر الإرهابي الذي يمثله رايخسبرغر”. صعقت أوروبا من قدرة مؤامرة تهدف إلى السيطرة على الحكومة وسحق نظام ديمقراطي بعد سبعة عقود من تأسيسه على التطور إلى درجة تستدعي اتخاذ إجراءات حكومية صارمة بهذا الشكل. لكن الخبراء يرون في هذا التصرف دليلاً على خطورة التهديد الذي بات يمثله اليمين المتطرف، بعد انحسار خطر داعش والجماعات الإسلامية المتشددة.
كولين ب. كلارك، مدير الأبحاث في مجموعة صوفان للاستشارات الأمنية، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، ذكر بأنه “لو نفذت تلك المداهمات ضد جهاديين، لظللنا نناقش هذا الموضوع على مدار الأسبوعين المقبلين. لا شك أن 25 معتقلاً هم شبكة كبيرة فعلاً”.غالباً ما وصفت ألمانيا اليمين المتطرف بأنه خطر كبير على أمنها بعد الهجمات المتكررة والقاتلة أحياناً التي شنتها مجموعات هامشية على سياسيين ومهاجرين. وقال تقرير نشرته وزارة الداخلية هذا العام “إن أكبر خطر على نظامنا الديمقراطي هو ذلك القادم من اليمين المتطرف. لم ينبع هذا العنف من العدم، بل توفرت له أرض خصبة يتمثل في مناخ تسوده كراهية للبشر يحرض المتطرفين العنيفين ويسمح لهم بالتحرك”. يعتبر رايخسبرغر، الذي يعني “مواطنو الامبراطورية” تنظيماً تغذى على ارتفاع الشعبوية اليمينية الأخير، واستمرار تبعات جائحة كوفيد-19، وانتشار نظريات المؤامرة التي تستمد الوحي من حركة كيو أنون في الولايات المتحدة. وقد انتشر هذا الشكل المحدد من سياسات اليمين المتطرف في العالم الغربي، وحتى أبعد منه.
تكشف المقابلات مع الخبراء الأمنيين وكذلك دراسة المؤامرة التي وضعها تنظيم رايخسبرغر عن المخاطر المتعددة التي يمثلها اليمين المتطرف، على رغم كل الأوهام التي يسوقها.وعن هذا يقول رافاييلو بانتوتشي، الخبير في الحركات اليمينية المتطرفة والتشدد في كلية س. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة: “يزداد زخم حركة رايخسبرغر منذ بعض الوقت، ويبدو أن الجائحة أمدتها بطاقة كبيرة. ومع ذلك ما يزال الموضوع مجنوناً جداً، فكرة استيلائك على ألمانيا وإعادة إحياء النظام الملكي”.
التقطت يوم الأربعاء صورة لرجل أشيب يبلغ من العمر 71 سنة يضع نظارات ويرتدي سترة منقوشة أثناء اقتياده من قبل عناصر الشرطة المقنعين وهو مكبل اليدين من منزله في حي راق في فرانكفورت. إنه الأمير هاينريش رويس الـ13، وتقول السلطات إن منظمي الانقلاب أملوا بتنصيب هذا الرجل المغمور من سلالة الإمبراطور الأخير الذي حكم البلاد، على عرش نظام ملكي يكون على نسق الرايخ الألماني في عام 1871. هاجم رويس على مدى سنوات الحكومة الألمانية مطلقاً نظريات مؤامرة معادية للسامية باعتباره الرئيس الصوري والمتحدث باسم تنظيم رايخسبرغر. وهو يظهر في فيديوهات منتشرة على الإنترنت حيث يتبنى فيها دور وريث ـ”سلالة عمرها 1000 سنة” تم اغتصابها ظلماً. وقد زعم بأن الماسونيين خططوا لإشعال فتيل الحرب العالمية الأولى، وأن النازيين تلقوا الدعم من ممولين أميركيين كانوا يأملون بإنشاء دولة إسرائيل.
قد تبدو أية مؤامرة يترأسها شخصية مبهرجة كهذه محض خيال. لكن هذه الحركة تتألف من شبكة تنظيمها فضفاض، تضم 21 ألف عضو تقريباً. يعارض أعضائها كافة الحكومة الألمانية الحالية بشدة، فيما يعتنق بعضهم معتقدات النازية الجديدة بكل صراحة، ومنها إنكار حصول المحرقة اليهودية. وفقاً للمسؤولين في هيئة الادعاء [الألمانية]، ينتمي الأشخاص الذين اعتقلوا هذا الأسبوع إلى مجموعة فرعية داخل عالم رايخسبرغر تأسست في أواخر العام الماضي “بهدف القضاء على النظام القائم حالياً في ألمانيا واستبداله بشكل الدولة التي تريدها، التي وضعت الخطوط العريضة لها بالفعل”.ومن بين المتآمرين المزعومين مع رويس، بيرجيت مالساك – فينكمان عضو البرلمان السابقة التي تنتمي إلى اليمين المتطرف وتشغل حالياً منصب قاضية، إلى جانب عدة أعضاء من القوات الأمنية.
وهم مقتنعون، كما هو حال نظرائهم في كيو أنون في الولايات المتحدة، بأن ألمانيا واقعة تحت رحمة أعضاء سريين في “الدولة العميقة” لكن هناك تحالفاً من العناصر الأمنية الروسية والأميركية وغيرها على استعداد لمساعدتهم في إعادة فرض النظام المحق. وفي سبيل التحضير لذلك اليوم أو تعجيل حلوله، يزعم بأن المجموعة كانت تخزن الأسلحة التي حصلت على بعضها بطرق غير قانونية. وكان من المفترض بـ”الذراع العسكري” للتنظيم أن يسحق السلطات الحكومية الفدرالية وسلطات الولايات والسلطات المحلية. ويقول المحققون إن المتأمرين بدؤوا بتدريب المجندين الجدد على الرماية، وقد تقبلوا كلياً فكرة وقوع ضحايا في طريقهم نحو الرايخ الألماني المتجدد.
سخرت بعض الشخصيات في الإعلام من هذه المؤامرة واعتبرتها مبالغة. فمن ضمن المتآمرين مغنية أوبرا وشيف محترف. لكن المعتقلين الآخرين يتضمنون كولونيل سابق في القوات المسلحة الألمانية اسمه ماكسيميليان إي. كان قائد كتيبة دبابات خلال تدخل حلف الناتو في كوسوفو، وروديغر فون ب.، مقدم سابق قاد كتيبة مظليين خلال تسعينيات القرن الماضي، وجندي يخدم حالياً في قوات النخبة الألمانية (KSK) يدعى أندرياس ك.وقد ألقي القبض أيضاً على آخرين، أحدهم مناصر معروف للنازية الجديدة وشرطي طرد من منصبه في عام 2020 لمقارنته بين قواعد كوفيد والنازية.وجاء في بيان المدعي العام أن “أعضاء هذه الرابطة يعلمون بأن مشروعهم لا يتحقق سوى باستخدام الوسائل العسكرية والعنف ضد ممثلي الدولة”.
وضع المتآمرون الخطوط العريضة لإدارتهم المستقبلية. فبينما كان من المفترض برويس أن يترأس الرايخ، كانت مالساك – وينكمان، 58 سنة، ستتولى إدارة القضاء. فمن موقعها كعضو سابق في البرلمان، ظلت تتمتع وينكمان بإمكانية الدخول إلى مناطق حساسة داخل المبنى، مما جعلها شخصية رئيسة في المؤامرة المزعومة. إحدى أعضاء المجموعة التي تم اعتقالها كانت مواطنة روسية قدمت على أنها صديقة الأمير رويس الحميمة، فيتاليا ب. وزعمت التقارير أنها حاولت والأمير التواصل مع ممثلين عن الكرملين في مسعى إلى استمالتهم لقضيتهم. لكن المسؤولين الألمان يقولون إنه لا وجود لأي دليل على موافقتهم أو على تلقي هذه المجموعة الدعم من الكرملين الذي لديه علاقات كبيرة بالجماعات الأوروبية اليمينية المتطرفة. يتوقع المحللون بأن الروس ربما اعتبروا المؤامرة سخيفة جداً، على رغم دعمهم المنتظم لعصابات الدراجات النارية اليمينية والشخصيات الهامشية التي تروج لعلاجات مزيفة لكوفيد.
ويرى كلارك أن “الروس يطلون برأسهم من كل هذه القصص. يحتمل فعلاً أن أحدهم حاول التواصل معهم، وربما اعتقدوا بأنه فخ”. نسبت الروايات الإعلامية الألمانية إلى المسؤولين قولهم إن السلطات اخترقت المحادثات الإلكترونية للجماعة، مما أطلق أجراس الإنذار ودفع القوات الأمنية إلى التحرك. ويقول كلارك “لديك الأمير، الذي يمثل شخصية الشرير الهزلية، لكن لديك كذلك بعض اللاعبين الجديين المتورطين بالموضوع. والنقطة الأبرز هي أن عديداً من هؤلاء الأشخاص يملكون تدريباً وخبرة عسكرية على ما يبدو، ومنهم قادة كتائب وأفراد من القوات الخاصة كان بإمكانهم الوصول إلى أسلحة غير شرعية”.
تأسست حركة رايخسبرغر منذ سنوات. وقد صمم مناصروها جوازات سفر خاصة بهم في محاولة لرفض سلطة حكومة برلين. ويرفض أتباعها الاعتراف بجمهورية ألمانيا الفدرالية وبمحاكمها وبرلماناتها أو قوانينها، ويصرون على أن وجود الرايخ مستمر حتى يومنا هذا. ويقاومون دفع الضرائب أو مساهمات الضمان الاجتماعي أو الغرامات. إجمالاً، سخر منهم العدد الأكبر من الألمان وتجاهلوهم، حتى أن السلطات قللت من أهميتهم. لقد كانوا خليطاً من نازيين جدد وأعضاء من حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف ومختلف حائكي نظريات المؤامرة.ويقول روبرت أندريش، الصحافي والباحث المختص باليمين المتطرف الألماني، ومقره في ميونيخ: “قد يبدو الأمر أقرب إلى استعراض مسوخ، عندما تنظر إلى هؤلاء الأشخاص”.
لكن الحركة حصلت على زخم جديد في السنوات الأخيرة. فقد تمكنت من استقطاب منتسبين جدد واستمدت طاقة متجددة خلال موجات الإغلاق، ولا سيما من خلال دخول أتباعها إلى المواقع المتطرفة التي تروج للنظريات المعادية للتطعيم. وقد تأثر آخرون بنظريات المؤامرة القريبة من أفكار كيو أنون التي تستمد إلهامها من أميركا بشأن وجود شخصيات غامضة في الداخل تسيطر على حياتنا.وشكلت نظريات مشابهة لهذه الدافع الذي حفز مهاجمي مبنى الكابيتول الأميركي في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 أثناء محاولتهم إعادة تنصيب دونالد ترمب رئيساً للجمهورية في أعقاب خسارته أمام جو بايدن. والمخيف أن مؤامرة رايخسبرغر المزعومة كانت تشبه مخططات مثيري الشغب والمسلحين في كابيتول هيل: جمع الأسلحة، واقتحام البرلمان، والسيطرة على المشرعين، وإعلان تنصيب هاينريش حاكماً. حتى في حال فشل المخطط، كان ليوقع أضراراً كبيرة وربما خسائر في الأرواح كذلك.
ويعتبر جيكوب غول، الباحث الألماني الذي يرصد المجموعات اليمينية المتطرفة لصالح مركز أبحاث لندني هو معهد الحوار الاستراتيجي أنه “قد يكون من الخطر من الناحية الأمنية أن تواجه أشخاصاً متطرفين للغاية لديهم وجهات نظر منفصلة كلياً عن الواقع. وهناك خطر في أن يبدأ هؤلاء الأشخاص بالقيام بالأمور بأنفسهم وتشكيل وحدات مسلحة والتحرك”. ظهرت بعض الأسباب التي دفعت إلى الاعتقاد بميل هؤلاء الانقلابيين المحتملين إلى التحرك. كانت السلطات الألمانية قد حذرت منذ أشهر من استغلال اليمين للمظاهرات المناوئة للقيود المفروضة بسبب كوفيد-19 في سبيل استقطاب مجندين جدد، كما زعمت بأن الناشطين في صفوف اليمين يتسللون داخل الاحتجاجات والحركات المعارضة لقيود الجائحة.ويشير الصحافي أندريش: “يظنون بأنهم أكبر من حجمهم الفعلي. إنهم نرجسيون جداً. لا شك في أنهم لن يقدروا على الإطاحة بالحكومة لكن 100 شخص مسلح يشكلون خطراً كبيراً”.
شنت السلطات سلسلة من المداهمات ضد المجموعة في مارس (آذار) 2020 فقبضت على أسلحتهم وعلى كتابات نازية محظورة بموجب القانون الألماني. وفي أغسطس (آب) 2020، في مشهد شكل إنذاراً عن مؤامرة رايخسبرغر المزعومة للقبض على الهيئة التشريعية للبلاد، حاول متظاهرون غير مسلحين إجمالاً يعارضون قيود كوفيد ويلوحون بعلم الامبراطورية الألمانية قبل عام 1918 أن يستولوا على مبنى البرلمان في برلين بعد اختراقهم حواجز الشرطة. في العام التالي، تواجهت الشرطة مجدداً مع متظاهرين مناوئين لقيود كوفيد أمام البرلمان، واعتقل 150 متظاهراً بعدما أخذوا برمي عبوات المياه على الشرطة.في أبريل (نيسان)، أحبطت السلطات الألمانية مؤامرة خططت لها رايخسبرغر لاختطاف وقتل وزير الصحة كارل لاوترباخ، وتقول الشرطة الألمانية إن هذه المؤامرة فتحت الباب أمام التحقيق الحالي.
خلال العام الماضي، تخلت معظم المناطق الأوروبية بشكل كبير عن شروط ارتداء الكمامات والتصريح الصحي المتعلق بكوفيد- 19، كما أثبت زيف مزاعم كيو أنون بشكل عام. لكن أشهر الاضطراب والارتباك تركت بصمة دائمة. وما تزال مجموعة أساسية من الأشخاص الذين سلكوا طريق التطرف خلال تلك السنوات ثابتة في موقعها، وربما يكون هؤلاء أخطر الناشطين على الإطلاق.ويقول كلارك “قل عدد الأشخاص الذين يتابعون هذه الأشياء. لكن من تبقى منهم هم أعتى المتشددين. الأشخاص الذين ما زالوا في هذه الدائرة قد تشربوا الموضوع. وما لديك الآن هو أقسى أنصار هذه المؤامرات المتنوعة – ليس أولئك الذين حاولوا استكشاف الموضوع فحسب. بل الأشخاص الذين تشربو تلك الأفكار ولديهم الرغبة الكاملة بالتحرك”.
تنتشر حركات شبيهة بهذه في أوروبا، وغالباً ما يتورط بها عناصر القوات الأمنية. في هولندا، ربط اليمين المتطرف نفسه بثورة للمزارعين كما بالمعارضة القوية لقيود كوفيد. وأحبطت فرنسا من جهتها عدة مؤامرات إرهابية مماثلة. وفي سياق مشابه، عثر على الجندي البلجيكي يورغن كونينغز، المقاتل اليميني المتطرف الذي توعد بقتل السياسيين وخبراء الصحة الذين عملوا على إجراءات كوفيد، جثة هامدة العام الماضي، وبدا أنه ألحق الإصابة بنفسه بعدما طاردته السلطات على مدار أسابيع طويلة.تتشارك هذه الجماعات الهامشية الأفكار عبر الحدود، مما يجعلهم عابرين للحدود، وعالميين كذلك. وتقول إيفيان ليديغ، الباحثة المشاركة في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في هولندا: “يزيد تواصل حركات اليمين المتطرف حول العالم مع بعضها بعضاً. وهي تتشارك الخطاب الأيديولوجي نفسه، كما لديها أساليب مشتركة في التعبئة. هناك اندماج للتطرف المناهض للحكومات والتطرف اليميني”.
قد تبدو هذه الحركات غريبة وأقل من خطرة حتى، ومن السهل التقليل من أهميتها واعتبارها إزعاجاً ليس إلا. لكن عليكم ألا تستخفوا أبداً بأهداف قلة متحمسة جداً وجيدة التنظيم. إن كانت وسائلها وأهدافها تبدو غير واقعية ومن نسج الخيال، لكم أن تتخيلوا كيف كان مخطط الاستيلاء على معظم أراضي العراق وسوريا وإنشاء نظام خلافة من القرون الوسطى ليبدو في عام 2011 تقريباً، أو كيف كانت المؤامرة لتأسيس أول نظام ديكتاتوري شيوعي في روسيا التي يحكمها القيصر تبدو في عام 1914.
ويبرز كذلك خطر تغلغل الأفكار الهامشية بشأن الهجرة والديمقراطية في التيار السائد، بمساعدة وسائل الإعلام التقليدية والسياسيين من أمثال إريك زمور في فرنسا وتييري بودي في هولندا. ما عليكم سوى النظر إلى المكانة الكبيرة التي تأخذها نظرية “الاستبدال الكبير” القائلة بأن “العالميين” يسعون إلى استبدال الأوروبيين البيض بالمهاجرين، أو نظرية المؤامرة “إعادة الضبط العظيمة”، التي تنتشر بسرعة وتزعم بأن جائحة كوفيد كانت مؤامرة خططت لها نخبة غامضة لفرض السيطرة البيولوجية والاجتماعية على الشعوب. تقول ليديغ “بدأ هذا النوع من الحركات الهامشية بالارتقاء بنفسه والتسلل إلى الحركات السائدة. والخطر الأكبر هو تضخيم معتقداتها وأهدافها وإبرازها أمام الجماهير عبر شخصيات من التيار السائد مثل السياسيين والمعلقين الإعلاميين”.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=9682