تعيش السويد هاجس الإرهاب خصوصا مع تحذيرات جهاز الأمن السويدى “SOPO” من تهديدات أمنية جدية ، وحذرت السلطات السويدية من تجنيد وتشجيع الشباب للانضمام للجماعات المتطرفة ،وان هذه الجماعات المتطرفة تحصل على تمويل خارجي، وبات التصدى للجماعات المتطرفة الإسلاموية تحديا يتعلق بالأمن الاستراتيجي السويدى.
يفيد تقرير صادر عن جهاز الأمن السويدي “SOPO” فى 27 فبراير 2017 أن هناك تراجعاً في عدد المواطنين السويديين الملتحقين بالجماعات المتطرفة في سوريا والعراق بشكل ملحوظ ووفقاً لتقرير جهاز الأمن فإن حوالي (300 ) شخص من حملة الجنسية السويدية التحقوا في السنوات الماضية بالجماعات المتطرفة، عاد منهم الى البلاد حوالي (150 )شخصاً.
الجماعات المتطرفة فى السويد
تنشط في السويد جمعيات إسلامية متعددة من بينها وأقدمها الرابطة الإسلامية في استوكهولم التي تأسست العام 1980، ولكن الانقسامات سادت صفوفها وتسببت في ظهور جمعيات أخرى مثل رابطة الجمعيات الإسلامية (FIFS) واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية (IKUS) واتحاد الطائفة الشيعية ISS)
وتجتمع كلها تحت منظومة تسمى (مجلس التعاون الإسلامي)،ويوجد في السويد أكثر من (300)جمعية إسلامية وأكثر من(560)مؤسسة ثقافية وتعليمية .
ولفت خبراء ساهموا في كتابة التقرير السويدي فى مارس 2017 أن جماعة “الإخوان المسلمين” تسعى إلى اختراق النسيج التنظيمي للمنظومة السياسية السويدية من خلال اختراق الأحزاب السياسية،واعتبر هؤلاء أن مؤسسات الأمن باتت تعتبر أن هناك أخطارا من المس بالبنى التحتية للنظام السياسي السويدي، ما يتطلب المضي قدما في ورشة كبيرة لجمع المعلومات والقيام بتحقيقات متقدمة لكشف الأساليب والأدوات التي يستخدمها الإخوان في أنشطتهم داخل السويد.
رصدت الأجهزة الأمنية السويدية فى مايو 2017 ظاهرة تنامي الجماعات المتطرفة في أوساط الجاليات العربية والاسلامية، وأن مجموعات من المتطرفين الإسلاميين تشكلت ونمت داخل السويد وهي تؤيد نشاطات الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و “القاعدة”.
وينتمى هولاء المتطرفون الى واحدة من الجماعات السلفية الجهادية التي دعت مراراً عبرالشبكة العنكبوتية إلى القيام بأعمال إرهابية انتقامية داخل السويد،و حذر رئيس الوزراء السويدي فى يناير 2017 من أن بلاده تواجه العديد من التهديدات الأمنية، بما في ذلك هجمات على مواقع الإنترنت.
أعلن “أنديرز ثورنبرغ” رئيس جهاز الاستخبارات في السويد 3 يوليو 2017 أن “بلاده أصبحت مأوى لنحو ألفي متطرف إسلامي، بزيادة قرابة عشرة أضعاف في أقل من عقد، وأن هذه الزيادة إلى حملات الدعاية المتطورة لتنظيم الدولة الإسلامية”.
ويقول “”أنديرز ثورنبرغ” ” أن هناك شبكة واسعة وكبيرة في السويد تقوم على تجنيد وتشجيع الشباب للانضمام للجماعات الأرهابية في سوريا والعراق، إن من بين (3000 ) متطرف في السويد، هناك (2000 ) لديهم دوافع إسلامية، اما البقية فيتبعون الحركات اليمينية واليسارية المتطرفة.
أحياء التطرف فى السويد
“غوتنبرغ” : واحدة من أكثر المدن تنوعا في السويد، وثلث سكانها ينتمون إلى أصول مهاجرة، والعديد منهم مسلمون، وتعتبر”غوتنبرغ” المكان الذي يشهد أكبر نشاط لتجنيد الجهاديين المحتملين، يعيش في المدينة الساحلية التي كانت مركزا صناعيا سابقا ما يزيد قليلا على (5000) ألف نسمة. وخرج منها على الأقل (100) رجل وامرأة للانضمام “للجهاديين” الذين يقاتلون من أجل “الخلافة” المزعومة.
ويعتبرمسجد “بلفي” من أشهر المساجد في ضواحي “غوتنبرغ”، والذي تردد أن له صلة بالعديد من التنظيمات الإسلامية المتشددة التي صنُفت بأنها إرهابية، والكثير من الأشخاص الذين توجهوا إلى سوريا والعراق كان لهم علاقات بهذاالمسجد، والزعيم الروحي لحركة الشباب الصومالية حسن حسين زار المسجد في عام 2009.
“انغرد” : كشفت السلطات السويدة عن وجود جماعات دينية داخل “انغرد”تحاول التحكم في المجتمع المحلي من خلال ضمان الالتزام بالشريعة الإسلامية، وتُتهم هذه الجماعات المتطرفة بمضايقة الآخرين وترهيبهم، وخاصة النساء، بسبب طريقة الزي وحضور حفلات الموسيقى والرقص، والتي تعتبرها أمرا محرما.
وتُصنف بعض أجزاء أنغرد بأنها “عرضة للخطرة”، وهو ما يعني في مصطلح الشرطة السويدية انهيارا في القانون وظهور مجتمع مواز من بين أمور أخرى.
أكد “انديش تورنباي” رئيس جهاز الأمن السويدي أن “أجهزة الأمن السويدية تولي اهتماماً كبيراً بمتابعة الأشخاص المتعاطفين مع الجماعات المتشددة، والذين يروجون للتطرف”.
إجراءات مكافحة الارهاب فى السويد
- تخصيص مبلغاً إضافياً في الموازنة الدفاعية والأمنية قيمته (120) مليون يورو لمكافحة الإرهاب حتى عام 2018.
- تعزيز عمل جهاز الاستخبارات السويدية (Sapo).
- مراقبة ومتابعة الأشخاص الذين التحقوا بـتنظيم” داعش”.
- ملاحقة العائيدن من سوريا والعراق قضائيا والبذين ثبت تورطهم فى أعمال إرهابية .
- تتشدد في قوانين الهجرة وطرد اللاجئين الغير شرعيين.
- مراجعة سريعة لكيفية تشديد قوانين مكافحة الإرهاب.
- فرض حظر على الانتماء لجماعة إرهابية.
- تعزيز تواجد الشرطة السويدية فى المدن .
- “سد الثغرات” في التشريع الحالي لمكافحة الإرهاب.
- تفعيل الاستراتيجية السويدية لمكافحة الإرهاب والعمل على منع تحفيز التطرّف.
- استحداث في اطار ذلك خطا ساخنا لمساعدة الاهل القلقين من سفر اقاربهم الى الخارج للقتال.
- وضع برنامج لتدريب الأئمة وذلك لمنع انتشار التطرف الإسلامي في البلاد.
- التنسيق الأمني وتبادل المعلومات مع مختلف الأجهزة الأمنية.
- ضع حواجز في المساحات العامة لحماية المارة فى الشوارع .
- التدخل مبكرا لدى اشخاص يمكن ان يكونوا خطرين.
- تشديد إجراءات التدقيق والمراقبة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي.
أعلن “ستيفان لوفن “رئيس الوزراء السويدي فى 27 أكتوبر 2017 أن “إجراءات التدقيق والمراقبة على الحدود داخل الاتحاد الأوروبي لن تتوقف طالما لم نستطع حتى الآن ضمان الأمن والنظام في أوروبا، و أن إجراءات التدقيق على الحدود ستستمر طالما أنه ليس لدينا نظام فعال في الاتحاد الأوروبي”.
وأقرت الحكومة السويدية تلك الإجراءات الأمنية ضد أولئك الأشخاص الذين يغادرون السويد للمشاركة في الأنشطة الإرهابية ضمن ما يسمى “رحلات الجهاد”، وكذلك أولئك الذين يشاركون في الأعمال والأنشطة غير القتالية مثل امدادات السلاح او التبرعات المالية لأفراد المنظمات الإرهابية، وسيتعرضون لأحكام القانون بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية او تقديم الدعم اللوجستي للارهابيين.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=395