تقرير سري أميركي يتوقع عودة قوية لهجمات داعش
العرب اللندنية ـ مجلس الأمن يكشف أن الفروع العالمية لتنظيم الدولة الإسلامية من المرجح أن تزيد قدرتها على شن هجمات في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك الغرب.واشنطن- توقع مسؤولو المخابرات الأميركية قبل سنتين استعادة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الكثير من قوته السابقة ونفوذه العالمي، خاصة إذا قلصت القوات الأميركية والغربية الأخرى دورها في مواجهة هذا التنظيم المتطرف، وفقا لتقرير رُفعت عنه السرية حديثا.
وقال محللون إن العديد من الأحكام الواردة في تقرير 2020 تبدو نافذة البصيرة اليوم، خاصة وأن داعش عاد إلى الظهور في أفغانستان بعد أن سحب الرئيس جو بايدن القوات الأميركية خلال العام الماضي.ولم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي أو يشن هجمات كما فعل قبل عدة سنوات على شن الهجوم الكبير الذي قادته ضدّه الولايات المتحدة، لكنه يعيد بناء بعض القدرات الأساسية ببطء في العراق وسوريا ويقاتل الحكومات المحلية بشكل متزايد في عدة أماكن بما في ذلك أفغانستان، حيث يصارع فرع من التنظيم حركة طالبان التي تمسك بالسلطة منذ انسحاب الولايات المتحدة.
ويقول التقرير الذي كان في الأصل سريا في مايو 2020 بعد أشهر من توصل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى اتفاق مع طالبان لسحب القوات إنه “إذا انسحبت الولايات المتحدة وشركاؤنا أكثر من المناطق التي ينشط فيها تنظيم الدولة الإسلامية، فإن مسار المجموعة سيعتمد بشكل متزايد على إرادة الحكومات المحلية وقدرتها على ملء الفراغات الأمنية الناتجة”.واستشهد بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي بالضربة الأخيرة التي أسفرت عن مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري بصفتها دليلا على أن أميركا تحتفظ بقدرة “خارقة للعادة” على مكافحة الإرهاب في أفغانستان بعد الانسحاب. كما قتلت القوات الخاصة الأميركية زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبوإبراهيم الهاشمي القرشي في غارة خلال فبراير في شمال غرب سوريا.
وقالت مديرة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب كريستي أبي زيد الخميس لوكالة أسوشيتد برس “إن حقيقة هذه العمليات تعكس مدى خطورة بيئة التهديد هذه”. لكنها أضافت أن المحللين يعتقدون أن التهديد الإرهابي لأميركا يبقى “أقل حدة مما شهدناه” في أي وقت منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.وذكرت كريستي التي تحدثت في قمة الاستخبارات والأمن القومي خارج واشنطن أن المحللين شهدوا مؤخرا نموا في فروع تنظيم الدولة الإسلامية في جميع أنحاء العالم لاسيما في أفريقيا. وقالت إن “ما يحدث في أفغانستان مثير للاهتمام من ناحية أن هذا البلد هو موقع يتمركز فيه فرع تنظيم الدولة الإسلامية ومن ناحية الكيفية التي نستمر بها في الانشغال بهذا الأمر”.
ويقول بعض المحللين الخارجيين إن وجود الظواهري في كابول يشير إلى أن الجماعات المتطرفة أصبحت تجد ظروفا ملائمة أكثر للعمل في أفغانستان وأن ذلك سيصعب مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية إثر تمدّده في جميع أنحاء البلاد.ووصف كبير زملاء مكافحة الإرهاب في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن بروس هوفمان تقرير مايو 2020 بأنه “واضح وصريح للغاية”. وقال إنها “عملية مختلفة عن العمل ضد داعش في معاقل الجبال المعزولة أو وديان أفغانستان العميقة، وإن الظروف الملائمة التي مكنتنا من النجاح في القضاء على الظواهري غائبة خارج كابول”.
وأصدر البيت الأبيض الشهر الماضي مقتطفات رُفعت عنها السرية من تقييم استخباراتي يقول إن تنظيم القاعدة لم يعد إلى التشكّل في أفغانستان، لكنها لم تتناول تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان، فرع داعش المحلي. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان مسؤولا عن مقتل 13 جنديا أميركيا خارج مطار كابول خلال الانسحاب واستمر في شن تمرد ضد حركة طالبان التي تسيطر الآن على البلاد.وقال مجلس الأمن القومي في تقرير له إن الولايات المتحدة تعمل على حرمان داعش خراسان من الوصول إلى التمويل، وردع المقاتلين الأجانب وتعطيل وصولهم إلى أفغانستان والمنطقة، ومكافحة تطرف داعش العنيف.
ويتوقع التقرير أن الفروع العالمية لتنظيم الدولة الإسلامية من المرجح أن تزيد “قدرتها على شن هجمات في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك الغرب”.وقال إن الولايات المتحدة ستواجه على الأرجح هجمات من أشخاص متأثرين بأيديولوجيا الجماعة أكثر من الهجمات التي يوجهها التنظيم أو يدعمها.كما ذكر التقرير أن الضغط الذي تمارسه الحكومات المحلية، حيث تنشط جماعة داعش وشركاؤها الدوليون، “سيشكل بالتأكيد حجم عودة ظهور داعش في العراق وسوريا وتوسعه في جميع أنحاء العالم”.
وقال كولين كلارك، خبير مكافحة الإرهاب ومدير الأبحاث في مركز صوفان، “إن الخبراء يتفقون بشكل عام مع توقعات التقرير”. لكنه ذكر أن كبار محللي المخابرات كانوا سيشاركون في صياغة التقييم المعروف رسميا باسم “تقدير الاستخبارات الوطنية” ومراجعته.وأشار كلارك إلى العديد من الهجمات الأخيرة المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، بما في ذلك التفجير الانتحاري على ما يبدو خارج السفارة الروسية في كابول الذي أسفر عن مقتل دبلوماسيين، إضافة إلى القتال المستمر بين المسلحين والقوات المدعومة من الولايات المتحدة في معسكر في سوريا.كما لفت إلى وجود “بعض الأشياء التي حدثت في الأسابيع القليلة الماضية، والتي تجعلك تتساءل عما إذا كان الوضع ليس أكثر خطورة مما هو مقدم”.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=9269