زعيم جديد لداعش: البقاء على قيد الحياة أولوية قصوى – الجهاديون
العرب اللندنية – تنظيم داعش يواصل عمله كشبكة إرهابية ومن دون ولاء لزعيم لا يمثل مقاتلوه سوى حركة إسلامية في مكان ما. باريس- بعد صمت طويل أكد تنظيم الدولة الإسلامية مقتل زعيمه أبوإبراهيم القرشي وتعيين زعيم جديد له هو أبوالحسن الهاشمي القرشي، وهو الزعيم الثالث منذ نشأة التنظيم المتطرف بقيادة أبوبكر البغدادي، ويتولى زمام القيادة في وقت أضعِفت الجماعة جرّاء الحملة المتواصلة التي تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا لإحباط عودة الجهاديين. الجهاديون
وعرّف التنظيم في تسجيل صوتي عن زعيمه الجديد باسم أبوالحسن الهاشمي القرشي، وهي كنية يتشاركها مع سلفه، نسبة إلى قبيلة قريش التي ينتمي إليها النبي محمّد. ولم يعلن التنظيم عن اسم زعيمه الحقيقي، في خطوة يقول محللون إن هدفها تعقيد عملية جمع المعلومات الاستخباراتية عنه.ويشكل “البقاء على قيد الحياة” أولوية للزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية بعد إعلان مبايعته الخميس وذلك بهدف الحفاظ على نقطة ارتكاز لمختلف التشكيلات التابعة للتنظيم الإرهابي المتطرف، وفق ما يقول الخبير في المجموعات الجهادية هانس – جاكوب شندلر. والزعيم الجديد هو الثالث للتنظيم منذ العام 2014، حين أعلن داعش قيام “دولة الخلافة” وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور. الجهاديون
ويقول شندلر، وهو مدير مركز “مشروع مكافحة التطرف” للأبحاث والخبير السابق لدى الأمم المتحدة في شؤون التنظيمات الجهادية، إن التنظيم المتطرف يواصل العمل بشكل جيد رغم مقتل قادته المتعاقبين، لكنّه يحتاج بطبيعة الحال إلى اسم يتحلّق حوله.وفي جواب عن الكيفية التي يتعامل بها تنظيم داعش مع مقتل اثنين من قادته في غضون عامين، يوضح شندلر “لننظر إلى أبوبكر البغدادي، كان يدلي بتصريحات بشكل دائم، كما ينبغي للخليفة أن يفعل، لكنه مات. اتخذ خلفه أبوإبراهيم الهاشمي القرشي مسارا معاكسا تماما من خلال حصر تواصله مع عدد محدد من الأفراد. لكنه مات أيضا. ويشكل العثور على قائد لتقديم الولاء تحديا حقيقيا لا بدّ منه، فهذا ما يربط غرب أفريقيا مع شرقها وجنوب شرق آسيا وسواها. هكذا تعمل الشبكة”. الجهاديون
ويضيف “من دون ولاء لزعيم، لا يمثل مقاتلو داعش سوى حركة إسلامية في مكان ما، ومن هنا تبرز حاجتهم إلى نقطة ارتكاز. ولنتذكر أن حركة طالبان لم تقرّ إلا بعد وقت طويل بوفاة الملا عمر. وكان خلفه هادئا للغاية طيلة سنوات. لذلك، ربما رغبوا باتباع الطريق ذاته، لكن كان بإمكانهم إصدار بيان يقولون فيه إن إعلان وفاته ليس إلا كذبة”.وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في الثالث من فبراير الماضي أن الزعيم السابق للتنظيم فجر نفسه خلال عملية شنتها قوات خاصة أميركية في بلدة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، وهي منطقة تسيطر عليها فصائل جهادية وأخرى من المعارضة المسلحة.ومنذ تسلمه قيادة التنظيم المتطرف خلفا للبغدادي نهاية أكتوبر 2019، لم يظهر أبوإبراهيم الهاشمي القرشي علنا أو في أي من الإصدارات ولم يكن يعرف الكثير عنه أو عن تنقلاته. ولم يعن اسمه حينها شيئا للكثير من الخبراء بشؤون الجماعات الجهادية.
وتكتم داعش عن نفي أو تأكيد خبر مقتل زعيمه وأخذ أكثر من شهر ليقرّ بذلك، ويرجع الخبير في المجموعات الجهادية ذلك إلى “أنهم أرادوا شخصا من لحم ودم. لأنه إذا لم يكن الأمر كذلك، وبصدق، من سوى الأميركيين يعرف بما لا يقطع الشك باليقين أن القرشي قد مات؟ لم أر أي صور، حتى لو رأيتها لم أكن لأعلم ما إذا كانت تعود إليه أم لا. عليهم التأكد ألا يحدث ذلك مرة ثالثة. هذا أمر مؤكد! قادة التنظيم كلهم تركوه بسبب الوفاة، ولم يتوفوا بسبب الشيخوخة أو غيرها من الأسباب. والتفسير الوحيد لتأخير الإقرار أنهم وجدوا طريقة لضمان أمن هذا الرجل. قد لا يكون موجودا في إدلب وربما يكون أكثر تكتما من سلفه، ويمكنه نظريا أن يكون اختلق اسما بالكامل”.
وتراجع نفوذ التنظيم مقارنة بالسنوات الماضية، حيث هزم في كل من العراق وسوريا، لكنه يسعى للحفاظ على وجود سري إلى حد كبير في البلدين ويقود تمردا على جانبي الحدود بينهما، وفق ما تؤكده تقارير للأمم المتحدة التي تقول أيضا إن 10 آلاف مقاتل نشط يتبعون التنظيم في العراق وسوريا.ويرى شندلر أن أفريقيا تشكل قصة نجاح لعناصر داعش، حيث باتت لديهم ولايات جديدة في القارة السمراء. كما تسير أمورهم بشكل جيد في أفغانستان، ومع كل زلّة قدم من طالبان، يجذبون أعضاء جددا حتى أنهم نفذوا هجوما خلال الأسبوع الماضي في بيشاور خارج أفغانستان.
وفي جنوب شرق آسيا يواجهون مشكلات، لكن بإمكانهم إلحاق أضرار كبيرة من دون الحاجة إلى منتسبين كثر. كما يمكنهم شنّ هجمات صغيرة مروعة مثلما جرى في فرنسا.ويتابع أنه “من الناحية الاستراتيجية، يمكن القول إن أداء التنظيم ليس سيئا. الاستمرار في قتل قادته يُعدّ مشكلة بالنسبة إليه من دون أدنى شكّ، لكن ما من جدال إزاء استدامة الشبكة. لن يكون هناك من خلافة في المستقبل القريب في أي بقعة، لكن التنظيم يواصل عمله كشبكة إرهابية”.وتفرض هذه المتغيرات أولويات جديدة على أبوالحسن القرشي، يقول الخبير شندلر إن أهمها “البقاء على قيد الحياة! كما أن وظيفته في المقام الأول أن يشكّل نقطة ارتكاز بين الفروع كافة. ولا يطرح الإدلاء ببيانات إشكالية كبرى. يمكن أن يفعل ذلك كل شهرين أو ثلاثة، لكنّ الانخراط على المستوى العملياتي محفوف بمخاطر جمّة لأنّ ذلك يعني التواصل مع الآخرين ولن تكون إلا مسألة وقت حتى يُقتل هو الآخر”. الجهاديون
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=8120