التطرف العنيف في هولندا … خارطة الجماعات المتطرفة
تواجه السلطات الهولندية المزيد من تنامي مخاطر الجماعات المتطرفة الإسلاموية على أراضيها . حيث كشفت وكالة الاستخبارات الهولندية في تقرير رسمي لها بالاشتراك مع الجهاز الوطني لمكافحة الإرهاب أن التيار السلفي الجهادي يتغلغل في هولندا. وأكدت التقارير تزايد أعداد السلفيين الجهاديين في أحياء كثيرة يقطنها مسلمون من أصول مختلفة داخل المدن الهولندية. وحذرت جهات استخبارية هولندية وتقارير صحافية محلية من تنامي هذه الظاهرة بهولندا، مؤكدة أن التيار السلفي يعمل على نشر الفكر المتطرف في هولندا بأساليب مختلفة.
قائمة الجماعات المتطرفة فى هولندا
حزب نداء الإسلامي : أسسه نور الدين الوالي وهو مرتبط بجماعة الإخوان المسلمين، خاض الحزب انتخابات 20 مارس 2019 ولأول مرة عن شمال هولندا في انتخابات مجالس المحافظات الهولندية ومجالس المياه عن منطقة شمال هولندا، وذلك بهدف التوسع والانتشار تدريجيا بكافة المحافظات الهولندية ، ومن أبرز قياداته “عزة عزوزي”التي تعمل مستشارة للسياسة في بلدية روتردام. تكفل الحزب بدفع الغرامة المالية، وقدرها (150) يورو، في إطار قانون حظر النقاب الذي يحظر تغطية الوجه بالكامل في الأماكن العامةوفقا لـ”وكالة الأناضول” فى 19 يوليو 2019.
مجموعة مدينة أرنهيم : قاد المجموعة شخص عراقي الأصل يبلغ من العمر 34 عاما من مدينة ارنهيم شرق البلاد سبقت إدانته في العام 2018 بسبب محاولة سفره إلى مناطق الصراعات التي يوجد بها تنظيم داعش.مهدت المجموعة لتنفيذ هجوم إرهابي باستخدام أحزمة ناسفة وكلاشينكوف إلى جانب هجوم آخر في التوقيت نفسه وباستخدام سيارة مفخخة، ويسكن الـ(7) في مدن ارنهيم وروتردام وهاوسن وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 19 مارس 2019.
“هوفتادكروب”: هي شبكة من المتطرفين الشباب يديرها “محمد بويري”، الشاب الهولندي من أصول مغربية الذي اغتال المنتج السينمائي ثيو فان غوخ في العام 2004. هي خلية جهادية سلفية، معظم أعضائها من الشباب الهولندي ذي الأصول الشمالية الأفريقية، وتقع في مدينة لاهاي.
مسجد “التوحيد” في أمستردام : أكد تقرير لصحيفة “دي تيليغراف” الهولندية، أن مسجد “التوحيد” في العاصمة أمستردام، احتضن إرهابيين ينشطون في تجنيد الشباب للانضمام إلى الحركات المتطرفة. بالإضافة لبعض المساجد التى تنتمى للتيارات السلفية المتطرفة كمساجد “السنّة” في لاهاي والشبكة التي تتمحور حول عائلة “سلام” في تيلبيرغ، ومسجد “الأوقاف/ الفرقان” في إيندهوفن.
جماعة “الإخوان المسلمين” : ترتبط جماعة الإخوان بعدة مراكز إسلامية ومساجد خاضعة لسيطرتهم المباشرة. وتشمل في روتردام مركز السلام الإسلامي الثقافي (EIIC)؛ ومركز الوسطية، الذي يشير اسمه إلى وسطية يوسف القرضاوي؛ ومبنى مدرسة سابقة اشترته مؤسسة المركز الثقافي الاجتماعي في هولندا، وهي الذراع الاجتماعية والثقافية للجماعة.
مخاطر جماعة الإخوان المسلمين على أمن هولندا
سلط موقع”ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال” البريطاني فى 1 سبتمبر 2019. الضوء على التمويل الذي تلقته جماعة الإخوان في هولندا من سلطات الدوحة الأمر الذي مكنها خلال وقت قصير من شراء (4) عقارات في أمستردام وروتردام ولاهاي، بقيمة (5) ملايين يورو على الأقل.وذكر الموقع خلال تحقيق أجراه “رونالد ساندي” المحلل السابق لدى الاستخبارات العسكرية الهولندية، أن الحكومة الهولندية لم يكن لديهم أي رد فعل على دخول جماعة الإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى الممولة خارجياً . وأشار الموقع البريطاني إلى تحقيق أجرته المخابرات الهولندية (AIVD) عام 2010 خلص إلى أن أنشطتهم، على المدى الطويل، تشكل خطرًا على النظام القانوني الديمقراطي في البلاد.وذكر أنه خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام. وأوضحت الاستخبارات الهولندية أن أعضاء جماعة الإخوان في البلاد يعملون بسرية ويناهضون الاندماج، سمحت لهم بالاضطلاع بمناصب مهمة.
مخاطر السلفية على أمن هولندا
صرح المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الأمن والإرهاب فى 26 فبراير 2019 أن السلفية تشكل تهديدا للأمن القومي الهولندي، حيث اعتبر أن السلفية في هولندا مازالت تعد قاعدة جذابة لاستقطاب الجهاديين. وإن الخطر يكمن في السلفيين السياسيين الذين يتعاملون مع الآخر بكثير الكراهية وعدم التسامح. ولم تستطع الدولة الهولندية إلى حتي الآن تحديد عدد السلفيين في هولندا. ويقول المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الأمن والإرهاب أن الماكينة السلفية مازالت تشتغل بنشاط كبير وتحصد معها الكثير من الشباب المسلم في هولندا.
مخاطرالمقاتلين الأجانب العائدين من مناطق الصراعات ونشر التطرف
حذرت وزارة العدل الهولندية من خطر النساء “الجهاديات” العائدات من الخارج مع أولاد يتجاوزون التاسعة من العمر. حتى النساء والأطفال الذين لم يتلقوا تدريباً ولم يشاركوا في أعمال عدائية قد يشكلون خطراً على المدى البعيد بسبب احتكاكهم بآيديولوجية تنظيم “داعش”. وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 4 مارس 2019 .ذكرت السلطات إن مئات الأشخاص منهم أطفال لهم صلات بهولندا لا يزالون في سوريا والعراق مع تنظيم “داعش”. جاء ذلك في التقرير السنوي لوكالة الاستخبارات والأمن الهولندية، الذي أشار إلى أن أكثر من نصف عدد الأطفال (170 على الأقل) تقل أعمارهم عن 4 سنوات وأن نحو ثلثين منهم ولد في ساحات القتال. وحذرت الوكالة من الخطر الذي يلوح جراء الأعداد المتزايدة من العائدين للبلاد من مناطق الحرب هناك تابعت الوكالة قائلة إن “العائدين يشكلون تهديدا خطيرا لأنهم مكثوا في مناطق تنظيم “داعش” لفترة طويلة. والأرجح أنهم، بمن فيهم الأطفال، شاركوا أو شهدوا أعمال عنف خطيرة” وترى هولندا أن الخطر الحقيقي يكمن في عودة الشباب الهولندي من سوريا والذي يحمل معه أفكار جهادية قد يتم نشرها في الدوائر السلفية. وفقا لـ”فرانس24″ فى 6 مارس 2018.
مؤشر الارهاب في هولندا لعام 2019، او 2018
رفعت الحكومة الهولندية مستوى التهديد الإرهابي إلى أعلى درجة في مقاطعة أوتريخت بعد إطلاق نار في ترام.وعززت السلطات إجراءات الأمن في المدارس والمساجد ومرافق النقل بعد إطلاق النار وفقا لـ”يورونيوز” فى 18 مارس 2019 . وكانت قد أعلنت السلطات الهولندية إحباط هجمات إرهابية منذ نهاية عام 2011 . وكشف ” روب برتولي ” رئيس الاستخبارات الهولندية عن إحباط “حوالى (3 ـ 4 ) محاولات اعتداء منذ 2011 وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 11 يناير 2018. وفيما يلى ابرز العمليات الإرهابية التى تم تنفيذها خلال عامى 2018 و2019 .
يوم 18 مارس 2019 : أطلق شخص يبلغ من العمر 37 عاما النار داخل ترام في مدينة “أوتريخت”، مما أسفر عن مقتل (3)أشخاص وإصابة (5) آخرين، وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 18 مارس 2019 .
يوم 1 سبتمبر 2018 : طعن شاب افغانى 19 عاما شخصين . وألحق بهما إصابات خطيرة في محطة القطارات الرئيسية بأمستردام وفقا لـ”العربيةنت” فى 1 سبتمبر 2018.
الخلاصة
تتحرك الجماعات المتطرفة الإسلاموية في هولندا تحركا دقيقا ومدروسا . فالبعض يقوم بالاستقطاب والبعض الآخر بغسل الدماغ وآخرون يمولون. وتقوم تلك الجماعات باستغلال كافة الوسائل كدور العبادة لاستقطاب الشباب المسلم إلى صفوفهم والقيام بتحضيرهم ليسافروا كجهاديين إلى مناطق االصراعات .وبات من المتوقع على المدى المتوسط أن تعتمد الجماعات المتطرفة فى نشر أيدولوجيتها على اللامركزية واللجوء إلى المراوغة. وبالتالى يصبح تعقب تلك الجماعات من الأجهزة الأمنية الهولندبة أكثر صعوبة.
ويعكس امتلاك جماعة الإخوان العديد من المراكز الإسلامية والمساجد الخاضعة لسيطرتها في هولندا.مدى تغلغل الجماعة داخل المجتمع الهولندى لكسب النفوذ والتأثير . فبات من المحتمل أن تشكل الجماعة تهديدًا مباشرًا على الأمن القومي لا سيما في تهيئة أرضية خصبة للتطرف والاستقطاب العنيف داخل المجتمع الهولندى.
التوصيات
ينبغى عدم الاستهانة بالتهديد الذي تشكله المرأة المتطرفة التي يزداد دورها نشاطاً وعنفاً ، وعدم الاستهـانــة بالخبــرات التقنيــة التى تستخدمها الجماعات المتطرفة ، وتعزيز التعاون مع شركات مثل “فيسبوك” و”تويتر” وجوجل ويوتيوب للإسراع من حذف المحتوى المتطرف . وضع أليات متطورة لمراقبة العناصر المتطرفة .تصنيف العناصر المتطرفة حسب خطورتهم . الانتباه للثغرات الأمنية التي تواجهها هولندا. ونقاط الضعف في سياسة مكافحة التطرف الهولندية .
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=1045