المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا
قدّم وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت ورئيس المكتب الاتحادي الجنائي هولغر مونش تقريري الوضع الاتحادي حول الجريمة المنظمة وجرائم المخدرات لعام 2024، وأكدا أنه لا يوجد ما يدعو إلى الاطمئنان، بل إن المجرمين باتوا يستخدمون أساليب جديدة. تضمّن التقرير عرضين رئيسيين: أحدهما عن الجريمة المنظمة والآخر عن جرائم المخدرات. وأوضح دوبرينت أن الوضع “في حالة إنذار قصوى”، إذ لم تُسجَّل أي مؤشرات على تراجع نشاط العصابات. وكانت الجريمة المنظمة قد ارتفعت في عام 2023 مقارنة بالعام 2022، وحذّرت أجهزة الأمن من ازدياد استعداد المجموعات الإجرامية لاستخدام العنف.
مشكلة هائلة في ألمانيا
بحسب نقابة الشرطة، تمّت مصادرة كميات من المخدرات الاصطناعية خلال عام 2024 أكثر من العام السابق، كما ارتفع عدد القضايا التحقيقية ذات الصلة. وأشارت النقابة إلى اتجاهات مقلقة في عالم الجريمة المنظمة، مع زيادة طفيفة في عدد التحقيقات مقارنة بعام 2023. أوضح وزير الداخلية: “أن هناك تشويهاً إحصائيا ناتجاً عن تقنين جزئي لاستخدام القنّب، مما يجعل عدد القضايا المسجَّلة أقلّ في الإحصاءات، رغم أن الواقع يُظهر استمرار ارتفاع أعداد الوفيات بسبب المخدرات، التي بلغت أكثر من ألفي حالة في عام 2024. وأشار إلى أن الزيادة الملحوظة كانت خصوصاً في حالات التسمم بمادة الفنتانيل الأفيونية الصناعية”.
كما لوحظ أن إنتاج المخدرات الاصطناعية يتزايد على مستوى أوروبا، وأن المواد شديدة الخطورة أصبحت أكثر انتشاراً. ورغم التقنين الجزئي، ما زالت جرائم القنّب تمثل نحو 40% من جميع قضايا المخدرات، بما في ذلك الزراعة غير القانونية. وارتفعت قضايا الكوكايين بنسبة 4.5%، لتصبح هذه المادة الثانية من حيث الانتشار بعد القنّب. وأشار دوبرينت إلى زيادة واضحة في تجارة الإكستاسي والكريستال والكوكايين بنسبة من رقمين، إضافةً إلى توسع عدد مختبرات تصنيع المخدرات في أنحاء أوروبا.
الوضع خرج عن السيطرة
أكد مفوض الحكومة لشؤون المخدرات، هندريك شتريك: “إن الوضع في ألمانيا ينذر بأزمة أفيونية قادمة، مؤكداً أن “الوضع الحالي خرج عن السيطرة”. وأضاف: “أن كثيراً من الضحايا يموتون نتيجة تناول “كوكتيل” من عدة أنواع من المخدرات، وغالباً ما تكون مصادرها من الدارك نت”. وأشار إلى أن مستهلكي المخدرات أصبحوا أصغر سناً، حيث ارتفعت وفيات المتعاطين دون سن الثلاثين بنسبة %14، وهو ما يُعدّ مؤشراً خطيراً. كما لفت إلى أن الكوكايين لم يعد ظاهرة هامشية، بل أصبح منتشراً في أوساط المجتمع المختلفة. ودعا شتريك إلى تعزيز البحث العلمي لتحديد الفئات المستهدفة وإيجاد سبل للتصدي لها، مبيّناً أن تشديد الولايات المتحدة إجراءاتها ضد كارتيلات المخدرات في كولومبيا وفنزويلا لن يؤدي إلى تهدئة الأوضاع في أوروبا، بل قد يدفع العصابات إلى تحويل نشاطها نحو القارة الأوروبية.
كما أوضح : “أن الشبكات الإجرامية عادةً ما تتأقلم بسرعة مع المتغيرات، عبر فتح طرق تهريب جديدة واستخدام بدائل كيميائية أو قنوات رقمية للتوزيع، وهو ما قد يزيد من احتمالات انتقال النشاط إلى ألمانيا براً وبحراً وعبر الإنترنت”. طالب شتريك بإنشاء نظام إنذار مبكر للمخدرات، يتيح إخطار خدمات الطوارئ والشرطة والبلديات ومراكز العلاج فور ظهور أي مادة جديدة في السوق.
الجريمة المنظمة تستخدم الأطفال في التنفيذ
أكد المكتب الاتحادي الجنائي أن مستوى التهديد لا يزال “مرتفعاً بشكل مستمر”، مشيراً إلى أن العصابات الإجرامية تتصرف أكثر فأكثر كـ”مزودي خدمات”، خصوصاً في مجالات مثل غسل الأموال. وأكد دوبرينت: “إن الجريمة المنظمة تمثل واحدة من أكبر التهديدات لدولة القانون، إذ تسبب خسائر بمليارات اليوروهات سنوياً”. وفي عام 2024، فُتحت نحو 650 قضية تحقيق في هذا المجال، وكان الاتجار بالمخدرات هو النشاط الرئيسي للعصابات.
أما رئيس المكتب، هولغر مونش، فقد أشار إلى: “أن ظاهرة جديدة مقلقة تتمثل في تجنيد المراهقين وحتى الأطفال لتنفيذ أعمال عنف وجرائم مختلفة، وهي ظاهرة تُلاحظ في عدة دول أوروبية. ويعمل المكتب بالتعاون مع يوروبول على مكافحة هذا الاتجاه المتصاعد”. وفي العام 2024، بلغ عدد قضايا الجريمة المنظمة 647 تحقيقاً، بزيادة خمسة عن العام 2023، وهو ثاني أعلى رقم خلال العقد الأخير. وبلغ إجمالي الأضرار الناجمة عن تلك القضايا 2.64 مليار يورو، أي أقل بقليل من عام 2023، لكنها ما تزال على مستوى مرتفع للغاية.
المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا



