قلق بريطاني من ارتفاع أعداد المجندين الإرهابيين في فترة الإغلاق
العرب اللندنية – يخشى مسؤولو مكافحة الإرهاب في المملكة المتحدة من زيادة المجندين الإرهابيين خلال فترة الإغلاق، حيث يضخ المتطرفون دعايات تحثّ على شن هجمات في بريطانيا. وتلفت صحيفة الغارديان إلى أنه ورغم أن الكثير من الهجمات الإرهابية تشمل المتشددين الإسلاميين إلا أن اليمين المتطرف يشكل تهديدا متزايدا.
ونقلت الغارديان عن مسؤولين في مكافحة الإرهاب قلقهم من ضعف آليات الدفاع مقابل ارتفاع مؤشر الخطر حيث يقضي الشباب وقتا أطول على الإنترنت دون رقابة منذ إغلاق المدارس والكليات.توفر المدارس والعاملون في مجال الصحة النفسية والخدمات العامة الأخرى الدعم والحماية للشباب ولأولئك الذين يسهل التأثير عليهم، ويعني نقص تلك الخدمات في الأزمة الصحية مع قضاء الكثيرين لمزيد من الوقت على الإنترنت أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الانجذاب إلى النشاط الإرهابي أصبح أكبر. التطرف
وقال نيك آدامز، وهو كبير مراقبي الشرطة البريطانية، والمنسق الوطني لجهود منع انتشار التطرف، “يقلقني انخفاض عدد الإحالات كثيرا إذ لا يعني أن هناك عددا أقل من الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدتنا، ولكنه يعني أن عدد الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى الدعم الذي يحتاجونه أصبح أقل”.
ويكمن أحد أسباب الانخفاض الحاد في الإحالات إلى قلة اختلاط أولئك الذين عادة ما يلاحظون علامات الخطر، مثل المعلمين، بالجماهير العادية بسبب الإغلاق. ويُعتقد أن الانخفاض في الإحالات هو الأكبر منذ أكثر من عقد.ونقلت الغارديان عن نيل باسو، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في بريطانيا، قوله إن هذه الإجراءات تعد أهم سلسلة في استراتيجية المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب وإحباط الهجمات التي يشنها المتشددون من الجهاديين واليمين المتطرف. ويحاول هذان الطرفان استغلال الأزمة . التطرف
ودعت قنوات تنظيم داعش أتباعها في المملكة المتحدة لشن هجمات حيث قالت إن الغرب ضعيف وإن انتباهه أصبح مشتتا بسبب الوباء. وأكدت على أن الأزمة مفيدة لأنصار التنظيم. واستخدم تنظيم داعش إحدى القنوات الدعائية الخاصة التي يعتمدها لإخبار مؤيديه بالابتعاد عن البلدان المتضررة من الفايروس وأمر الموجودين فيها بتوخي الحذر. في المقابل، يحاول اليمين المتطرف استغلال الأزمة من خلال إثارة مزاعم تدعي بأن المسلمين يكسرون الحظر أكثر من الجماعات الأخرى وينشرون المرض. ويسرد تقرير الغارديان بعضا من المنشورات الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي استخدمت فيها صور قديمة للمصلين الذين يذهبون إلى المساجد وادعى أنصار اليمين المتطرف أنها التقطت بعد الإغلاق.
كما حاولت مجموعات اليمين المتطرف استغلال ادعاءات كاذبة حول وجود صلة بين تقنية الجيل الخامس وفايروس كورونا، لجذب الأشخاص إلى مجموعاتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي لتسميم أفكارهم أكثر.في 2019، أحبطت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية ومحققو المكتب الخامس ست مؤامرات إرهابية (ثلاثة من تنظيمات إسلامية وثلاثة نظمها اليمين المتطرف).
انخفض التهديد في العام 2019، لكن كبار الضباط قلقون من التدنّي الكبير في جهود مكافحة التطرف مع اندلاع الأزمة الصحية.وفي السنوات الأخيرة، نظر الإرهابيون إلى الإنترنت على أنها وسيلة رئيسية لتجنيد الأشخاص الذين يسهل التأثير عليهم. ويوفر الفايروس فرصا جديدة ومحسنة يستطيع المجندون على شبكة الإنترنت استغلالها.
وقال آدامز “قد تؤدي العزلة إلى تفاقم المظالم التي تجعل الناس أكثر عرضة للتطرف مثل انعدام الأمن المالي أو الاغتراب الاجتماعي. ويعرف المتطرفون ذلك، وسيسعون إلى استغلال أي فرصة لاستمالة هؤلاء الأشخاص إلى صفوفهم، إذ غالبا ما كانوا يستخدمون قضايا الساعة كصنارة لجذب فرائسهم”.
وفي نوفمبر 2019، تم تقليل خطر الإرهاب في المملكة المتحدة من “شديد” إلى “كبير” وهو المستوى الأدنى منذ خمس سنوات. واعتبرت وزارة الداخلية البريطانية أنه عندما يكون التهديد “شديدا” يكون حصول اعتداء “محتملا جدا”، أما عندما يكون التهديد “كبيرا” يكون حصول الاعتداء “محتملا”. وقالت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، عند الإعلان عن التقليل: “رغم خفض مستوى التهديد فإن الإرهاب يبقى الخطر الأكثر مباشرة على أمننا الداخلي”.
رابط مختصر:https://eocr.eu/?p=2442