فرنسا …. تنامى ظاهر التطرف فى المؤسسات الحكومية
مونت كارلو – الاسبوعيات الفرنسية تناولت بمجملها إشكاليات التعامل مع المتطرفين الإسلاميين داخل الإدارات الفرنسية العامة. المسألة عادت الى الواجهة منذ مقتل أربعة موظفين في مقر شرطة باريس على يد زميلهم “ميكاييل هاربون” الذي كان قد اعتنق الإسلام قبل عشر سنوات وتبنى معتقدات متطرفة.
الاسلاموية تنخر الدولة من الداخل
مجلات عدة جعلت من الإسلاماوية في فرنسا موضوع الغلاف، بدءا بـ”لكسبرس” التي عنونت غلافها: “الاسلاموية تنخر الدولة من الداخل” فيما “فالور زاكتويال” اختارت: “تعام كبير امام الإسلام والهجرة والتطرف”، و”ماريان”: “موظفون متطرفون تحقيق عن عددهم” بدورها “لوبوان” سطرت بالخط العريض على غلافها: “هل أصبحنا جبناء في تعاطينا مع التطرف الإسلامي؟”
لماذا لم يتحرك زملاء “هاربون”؟
وقد فندت مجلة “لوبوان” شخصية ميكاييل هاربون منفذ اعتداء 3 تشرين الأول/أكتوبر والموظف في قسم المعلوماتية في مديرية مخابرات شرطة باريس، وقد تساءلت “لوبوان” لماذا لم يتحرك زملاء هاربون الذين يفترض فيهم أنهم خبراء بالتطرف الإسلامي والإرهاب حين صدرت عنه تصرفات مريبة تشي بشكل واضح بتطرفه. وقد اشارت “لوبوان”، نقلا عن “فيليب كابون” امين عام Unsa Police إحدى نقابات الشرطة الى ان “هاجس إلصاق تهمة العنصرية او معاداة الإسلام طاغ في صفوف الشرطة”.
التطرف الإسلامي يسقط جميع الروادع الأخلاقية ويشيطن الآخر
تهمة معاداة الإسلام “درع أيديولوجي” اخترعه المتطرفون الإسلاميون أنفسهم من اجل منع أي نقاش، هذا ما قاله الكاتب والصحفي الجزائري محمد سيفاوي لمجلة “لوبوان”. وقد اعتبر محمد سيفاوي في حديثه الى “لوبوبان” ان اقدام شخص مثل ميكاييل هاربون على قتل زملاءه يستلزم “اسقاط جميع الروادع الأخلاقية وشيطنة الآخر”. ولفت سيفاوي أيضا الى ان “ما يغذي التطرف هو خطاب التقوقع والضحية الدائمة عدا عن مقولات المؤامرة والتشكيك بالقيم الديمقراطية”.
شوفانمان يحذر من تفتت المجتمع الفرنسي والحروب الاهلية
ونقرأ في “لوبوان” أيضا مقابلة مع “برنار روجييه” مدير مركز الدراسات العربية والشرقية في جامعة السوربون الذي اعتبر انه “يجب التفريق بين الإسلام كدين والإسلام كأيديولوجية”. “روجييه” لفت أيضا الى ان “دراساته أظهرت ان السلفيين في سعيهم لشيطنة المجتمع الفرنسي يعيدون تعريف الرابط الاجتماعي”. “مازلنا في انتظار سياسة هجرة توفق بين إرادة اندماج الوافدين وسعي البلد المضيف لتأمين المساواة وتكافؤ الفرص” قال بدوره الوزير السابق “جان-بيار شوفانمان” في حديثه الى “لوبوان”، وقد حذر فيه من “اخطار تفتت المجتمع الفرنسي والحروب الاهلية التي تبدأ دوما بصوت منخفض ومن دون اثارة الانتباه” قال “شوفانمان”.
التطرف يطاول جميع الإدارات
“لكسبرس” اعتبرت ان الاعتداء الذي حصل في مقر شرطة باريس يثبت ان الشرطة لا تعرف كيف تتعامل مع “أعداء الداخل” كما قالت. وتقول “لكسبرس” ان “التطرف يطاول جميع الإدارات” وتشير المجلة الى انه “منذ 2017 يتم التحقق، لدى تشغيل موظف جديد او لدى انتقاله من وظيفة الى أخرى، من عدم تعارض تصرفاته مع ممارسة مهامه”. “لكسبرس تشير ان انه “تم أجراء أكثر من 300 ألف تحقيق عام 2018 أفضوا الى التبليغ عما يقارب 500 حالة تطرف”.
سلفيون في قطاع النقل العام في باريس
لكن مسؤول أمنى قال ل “لكسبرس” ان “العمل لم بنته في قطاعات مهمة مثل مصلحة سكك الحديد وقطار الانفاق وباصات النقل في باريس التي تستقطب سلفيين” كما اكدت “لكسبرس” وفد لفتت الى “صعوبة ابراز الأدلة، ما جعل المحكمة الإدارية ترفض اقالة موظفي نقل باريسيين بالرغم من الخوف من تهديدهم أمن المسافرين وامن زملائهم” تقول “لكسبرس” هذا وقد حذر النائب “كسافيير بيرتران” في حديث نشرته مجلة “لوجورال دو ديمانش” من “اندلاع مواجهات اذا لم تتم معالجة التطرف الإسلامي في فرنسا”.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=939