التطرف اليميني يضع نزاهة الشرطة الألمانية على المحك
العرب اللندنية – يثير انخراط أعداد متزايدة من قوات الأمن الألمانية في مجموعات دردشة يمينية متطرفة قلقا متصاعدا في صفوف الساسة الألمان المتوجسين من سرعة انتشار التطرف اليميني داخل مجتمع لم يتجاوز بعد صدمة الحقبة النازية، ويرى مراقبون أن تغلغل التطرف اليميني داخل أجهزة إنفاذ القانون يضع نزاهة قوات الأمن على المحك.برلين- سبّب الكشف عن المئات من حالات التطرف اليميني المشتبه به بين قوات الأمن الألمانية هذا العام ضجة عامة وضعت الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في موقف صعب. التطرف اليميني
ومن أبرز تلك الحالات، حالات لرجال شرطة شاركوا صراحة محتوى عنصريا ومعاديا للسامية ويعبر عن كراهية الإسلام في مجموعات دردشة خاصة.وقال وزير الداخلية هورست زيهوفر أكثر من مرة إن هذه الحالات لا ترقى إلا إلى عدد قليل من العناصر الفاسدة. إلا أن المنتقدين يخشون أن تكون لدى الشرطة مشكلة عنصرية أوسع يمكن أن تؤثر على عمل عناصر الشرطة أو تؤدي إلى التستر على الجرائم التي تحركها أيديولوجية اليمين المتطرف.وكشف مسح أجرته وكالة الأنباء الألمانية بين 16 ولاية ألمانية، أن هناك ما لا يقل عن 40 حالة يشتبه بها في اتجاهات يمينية متطرفة بين صفوف الشرطة في الأشهر الستة الأولى من هذا العام.وفي يوليو، تلقت يانينه فيسلر، وهي سياسية يسارية في ولاية هيسن، رسائل تهديد عبر البريد الإلكتروني بعد الوصول إلى بياناتها الشخصية عبر أجهزة كمبيوتر خاصة بالشرطة- مما يشير إلى أن الجاني ينتمي إلى الشرطة. التطرف اليميني
كما تلقى نشطاء بارزون آخرون رسائل تهديد مماثلة من قبل، والتي تم توقيعها بأحرف “أن.أس.يو 0.2″، في إشارة إلى خلية إرهابية سابقة لليمين المتطرف تسمى “القومية الاشتراكية السرية”. واستقال مدير شرطة ولاية هيسن، أودو مونش، بسبب هذه المشكلة التي شملت 27 قضية من هذا النوع ولم يتم حلها بعد.وقد أثار هذا مخاوف بشأن احتمال وجود شبكة يمينية متطرفة داخل الشرطة، وترجع هذه المخاوف إلى اكتشاف العديد من مجموعات الدردشة العنصرية في أجزاء أخرى من ألمانيا.وفي ولاية شمال الراين فستفاليا الغربية، تم الكشف عن عدة مجموعات في سبتمبر، تم تأسيس بعضها منذ عام 2012، مع وجود 191 شرطيا يشتبه في تورطهم فيها وقد تم إيقاف العديد منهم.ووصف وزير داخلية الولاية، هربرت رول، محتوى حوارات الجماعات بأنه “شديد الكراهية للأجانب وغير إنساني”. وتضمن المحتوى صورا لا حصر لها لزعيم الحقبة النازية أدولف هتلر وصورا معادية للسامية.
وقال رافائيل بيهر، الأستاذ بأكاديمية الشرطة في هامبورغ والباحث في ثقافة الشرطة، إن المجموعات تحتوي عمومًا على “محادثات يومية عادية. وفي هذه الدردشة اليومية أيضا تتدفق الدعابات والتعليقات المتحيزة جنسيا – وفجأة يظهر صليب معقوف ثم يتصاعد الأمر”.وبعد فترة وجيزة من الكشف عن قضية ولاية شمال الراين فستفاليا، تم الكشف عن مجموعات مماثلة في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن، في ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في منظمة “نوردكروز” اليمينية المتطرفة؛ وتم إيقاف 17 شرطيا بتهمة نشر محتوى معاد للسامية ويكشف عن كراهية الأجانب وتأييد النازيين الجدد.
ويؤكد بيهر “إنهم خطرون حقا، يمكنني القول إن هذه مجتمعات موازية بالفعل، ومعظمها بين العسكريين”، ليفرق بينهما وبين مجموعات الدردشة اليومية، التي يبدو أنها أكثر انتشارا بين الشرطة.وكشف تحقيق أجرته القناة الأولى بالتلفزيون الألماني (أيه.آر.دي) عن مجموعة أخرى بين شرطة برلين في أوائل أكتوبر تضم أكثر من 25 شرطيا. وبعد فترة وجيزة أيضا، تسببت محادثة أخرى في أكاديمية للشرطة في العاصمة الألمانية في إحداث ضجة بسبب المحتوى العنصري الذي شاركه الطلاب. التطرف اليميني
وفي الشهر التالي، جاء دور ولاية بادن فورتمبيرغ، حيث بدأت إجراءات تأديبية ضد 17 شرطيا في الولاية لمشاركة صور عنصرية.ويختلف السياسيون حول ما تعنيه هذه الفضائح بالنسبة إلى نزاهة قوات الأمن.مخاوف بشأن احتمال وجود شبكة يمينية متطرفة داخل الشرطة، وترجع هذه المخاوف إلى اكتشاف العديد من مجموعات الدردشة العنصرية في أجزاء أخرى من ألمانيا وقال زيهوفر في أكتوبر الماضي إن الغالبية العظمى من رجال الشرطة في ألمانيا البالغ عددهم 300 ألف “مرتبطون ارتباطا وثيقا بدستورنا” وإنه “لا توجد مشكلة هيكلية مع التطرف اليميني في قواتنا الأمنية”، في حين نددت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ساسكيا إسكن “بـالعنصرية المستترة بين قوات الأمن”.ووفقا لبيهر، فإن قوات الشرطة الألمانية ليست منظمات عنصرية بشكل صريح، وبشكل عام، لا تستخدم أو تشجع علانية اللغة أو الرموز العنصرية.
ومع ذلك، فهو يرى أن المشاعر اليمينية مثل تلك التي تظهر في الدردشات يمكن أن تصبح أكثر شيوعا كلما طالت مدة بقاء رجال الشرطة في الخدمة.ولا يختلف وضع الجيش الألماني عن أجهزة الشرطة، فحسب بيانات الحكومة الألمانية، سجل الكثير من أتباع الجيش الألماني خلال الأعوام الماضية “إعجابا” على موقع “فيسبوك” بفعالية “كامب دير نيبلونجين” وهي أكبر فعالية لألعاب الدفاع عن النفس يقوم بها الوسط اليميني المتطرف، وشاركوا كمشاهدين أيضا في هذه الفعالية.ووافقت الحكومة الألمانية في 3 يونيو 2020 على مشروع قانون يُسرع عملية إقالة عناصر الجيش الذين يثبت تورطهم في جرائم التطرف، فيما يسمح مشروع القانون بطرد الجنود بسرعة إذا كان وجودهم المستمر “سيهدد بشكل خطير النظام العسكري أو سمعة الجيش”. التطرف اليميني
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=5254