العربية – كشف الدكتور توفيق حميد، الباحث في الإسلام السياسي المقيم في أميركا، سبب دعم قطر وتركيا لجماعة الإخوان المسلمين، ومساندتهما لها على حساب الدول العربية وبعض الدول الأوروبية.وقال في حديث مع “العربية.نت” على الرغم من أنه لا يوجد فرع للإخوان في قطر، إلا أن الأخيرة تدعم الجماعة ماديا ولوجستيا، وتستضيف قادة الإخوان الهاربين من مصر، والملاحقين من السلطات المصرية، مرجعا السبب في ذلك لعوامل تاريخية وسياسية واقتصادية.
وأوضح أن قطر تستضيف منذ الستينيات قادة الجماعة الهاربين خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى رأسهم الداعية يوسف القرضاوي، وقد تمكن هؤلاء من التغلغل في مفاصل الدولة القطرية، ووزارتها ومؤسساتها، كوزارة التعليم والبنوك والقضاء والصحة ووسائل الإعلام والجمعيات الخيرية، ووضعوا مناهج التعليم هناك، فبثوا أفكارهم في أجيال قطرية. وتابع قائلاً: “لقد أصبح تواجدهم كبيرا داخل قطر رغم عدم وجود فرع رسمي للتنظيم على غرار فروعه في بقية دول العالم”.
دور قطري خطير
إلى ذلك، رأى أن جماعة الإخوان وضعت يدها على مؤسسات قطرية عدة، بشكل يجعل من الصعوبة التخلص منها، فرجالها باتوا متغلغلين في أماكن كثيرة وحيوية في السياسة والاقتصاد والإعلام القطري، مضيفا أن ما يزيد من تشابك المشكلة هو أن الإخوان منظمة خرجت من عباءتها جميع المنظمات الإرهابية، مثل الجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات، ولها تواصل معها، ولذلك فقطر تلعب دورا خطيرا من خلال الإخوان، فهي تتواصل مع كافة تلك التنظيمات الإرهابية، وتزودهم بالمال والسلاح من خلال جماعة الإخوان وقادتها، مستدلا على ذلك باللقاءات التي كانت تجري بين عبد المنعم أبو الفتوح أحد قيادات الجماعة بأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة.
وأضاف حميد أن “لا أحد يستطيع التواصل مع هذه المنظمات والتنظيمات الإرهابية دون وسيط مقبول ومحل ثقة منها مثل الإخوان، وهو ما استغلته قطر”، مشيرا إلى أن السؤال هنا هو: ماذا تستفيد قطر من ذلك؟
وللإجابة عن هذا السؤال المحوري، قال الخبير في الإسلام السياسي إن “حلم قطر الرئيسي هو السيطرة على خط الغاز إلى أوروبا، وهو نفس حلم الإخوان الهادف للسيطرة على الغاز والطاقة من منظور “إسلامي”، ومن منظور اقتصادي، ولكي تفعل قطر ذلك لا بد لها من توصيل الغاز عبر سوريا، لأن طريق إيران مغلق منها وإليها بسبب العقوبات”.
دعم داعش.. وخط الغاز إلى أوروبا
وأضاف أن قطر اصطدمت في سوريا برئيس موالٍ لروسيا، رفض توصيل الغاز القطري عبر بلاده إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا بسبب روسيا، لذا بدأت قطر في دعم داعش والجماعات الإرهابية لتدمير سوريا والإطاحة به، وحاولت الدفع بقيادة سورية من جماعة الإخوان على غرار ما حدث في مصر، تكون مواليا لها ولتركيا حتى يمكنها توصيل الغاز لأوروبا.
كما قال إن “قطر تدعم الجماعات الإرهابية في العراق أيضا، لكي تقضي عليه وتجبره على عدم منافستها في تصدير الغاز والنفط لأوروبا، وهو ما تفعله في ليبيا أيضاً من دعم للجماعات حتى تخرج ليبيا من منافستها على تصدير النفط والغاز إلى أوروبا”، مؤكدا أن الدوحة فعلت ذلك أيضا مع مصر بعد اكتشاف الغاز وبكميات كبيرة فيها، لذا فهي تحاول عرقلتها ومنعها من التقدم والانطلاق، وتشغلها بعمليات إرهابية لزعزعة استقرارها مستخدمة في ذلك جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية التي خرجت من رحمها، لكي تزيحها من طريق المنافسة في تصدير الغاز إلى أوروبا.
“الإخوان.. مطية!”
إلى ذلك، أضاف أنه في جميع الحالات فإن قطر تحتاج الإخوان كمطية للقفز على الجماعات الإرهابية واستخدامها في إحباط المنافسين لها في سوق الغاز، وإزاحتهم من طريقها، ومن أجل هذا الهدف تدعم الإرهاب والإخوان في الدول المنافسة مثل مصر والعراق وليبيا.
وأضاف أن تركيا تدعم الإخوان لعدة أسباب، أولها أن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان إخواني التوجه على عكس الرؤساء السابقين، إضافة إلى أنه يحتاج الإخوان لسيطرتهم على المساجد والجمعيات الإسلامية في أوروبا، ومن خلالهم يمكنه الضغط على قادة أوروبا عبر الجماعة، ومن خلال تزايد أعداد المسلمين في أوروبا للقبول بتركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي .
كما قال إن الإخوان سيستفيدون من تركيا أيضاً في حالة القبول بها عضوا في الاتحاد الأوروبي، فعبر تركيا يمكن لأي إخواني في العالم الحصول على تأشيرة شينغن والإقامة في أوروبا، وبذلك يمكن الدفع بالملايين من المسلمين إلى القارة العجوز، والاستحواذ على مقاليد الأمور في دولها، ومراكز صنع القرار فيها، مشيرا إلى أنه ومن خلال الغاز القطري أيضا يمكن للإخوان السيطرة على الطاقة في أوروبا، وبذلك تحقق الجماعة حلمها التاريخي في السيطرة وغزو أوروبا وتحقيق ما تصفه “بأستاذية” العالم.
رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=993