كيف تغلغل تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا ؟

أكتوبر 13, 2019 | دراسات

24 بنداً في مشروع الإخوان ضد أميركا والغرب

العربية نت ـ 13 أغسطس 2019  ـ ربما يساور البعض الاعتقاد بأنه إذا كانت سلطات إنفاذ القانون الدولية ووكالات الاستخبارات الغربية قد اكتشفت الوثيقة السرية لمخطط الإخوان المسلمين، التي مضى عليها عشرون عامًا، فلربما كان قد تم الكشف مبكرا عن خطة سرية للغاية، أعدتها أقدم التنظيمات الإسلامية بالتعاون مع واحدة من أكثر الشبكات الإرهابية اتساعا على مستوى العالم، لإطلاق برنامج “الغزو الثقافي” والغزو الشامل للغرب في نهاية المطاف، والذي يعكس عمليا التكتيكات التي استخدمها الإخوان لأكثر من عقدين من الزمن، ولربماكان من شأن عناوين تلك الأخبار أن تحتل صدر الصفحات الأولى للصحف العالمية الكبرى، بل وفي الصفحات الداخلية أيضا لصحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ولندن تايمز ولوموند وبيلد ولا ريبوبليكا، وفقا لما جاء في استهلال مقالة جوني إنفيدل، التي نشرها موقع إذاعة “Freedom Fighters” الأميركية.

الحقيقة المؤلمة والخطر الأكبر

ويقول إنفيدل إنه، في الواقع، تم بالفعل العثور على هذه الوثيقة في مداهمة قامت بها السلطات السويسرية في نوفمبر 2001، أي بعد شهرين من رعب الحادي عشر من سبتمبر. وأنه منذ ذلك الوقت، كانت المعلومات حول هذه الوثيقة، والمعروفة في دوائر مكافحة الإرهاب باسم “المشروع”، والمناقشات المتعلقة بمحتواها، مقصورة على العالم السري للغاية لمجتمعات الاستخبارات الغربية. ولم يتم الإعلان عنها إلا من خلال عمل الصحافي السويسري الجريء، سيلفان بيسون من جريدة Le Temps، وهي إحدى الصحف اليومية الرائدة في سويسرا، وتصدر باللغة الفرنسية، وكذلك في كتابه الذي نُشر في أكتوبر 2005 في فرنسا، بعنوان: “غزو الغرب: المشروع السري للإسلاميين”، ومن ثم فإن ما لديه من معلومات تتعلق بالمشروع السري، تم أخيرًا الإعلان عنها، وهي بالخطورة التي وصلت بأن وصفها أحد المسؤولين الغربيين، الذين استشهد بيسون بتعليقاتهم، بأنها “أيديولوجية شمولية للتسلل تمثل في النهاية أكبر خطر على المجتمعات الأوروبية”.

ضبط وثائق المخطط السري للإخوان

ويرجع ما تعرفه سلطات المخابرات الغربية حول وثيقة “المشروع” إلى ما بعد عملية مداهمة لفيلا فاخرة في كامبيون بسويسرا، في 7 نوفمبر 2001. وكان الهدف من المداهمة هو يوسف ندا، مدير بنك التقوى في لوغانو، الذي كان يرتبط بشكل نشط مع جماعة الإخوان المسلمين لأكثر من 50 عامًا، والذي اعترف بأنه أحد القادة الدوليين للتنظيم الإخواني. وتكرس جماعة الإخوان المسلمون، التي تعتبر من أقدم وأخطر الحركات الإسلامية في العالم، والتي أسسها حسن البنا في عام 1928، لعقيدة “الجهاد هو طريقنا. الموت في سبيل الله هو أعلى أمل لدينا”.

مداهمة فيلا يوسف ندا

وقامت سلطات إنفاذ القانون السويسرية بتنفيذ المداهمة، بناءً على طلب من البيت الأبيض في الحملة الأولية على تمويل الإرهاب في أعقاب أحداث 11 سبتمبر.وكان محققون أميركيون وسويسريون ينظرون في تورط بنك التقوى في أنشطة غسل الأموال، وتمويل مجموعة واسعة من الجماعات الإرهابية الإسلامية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وحماس (الجناح الفلسطيني للإخوان المسلمين)، الجماعة الإسلامية المسلحة الجزائرية والنهضة التونسية.

نهج مرن متعدد الأطوار

ولكن ما الذي يجعل “المشروع السري” لجماعة الإخوان مختلفًا تمامًا عن معيار “الموت لأميركا!” “الموت لإسرائيل!” و”تأسيس الخلافة العالمية!” والإجابة هي أنه يمثل نهجًا مرنًا متعدد الأطوار وطويل الأمد “للغزو الثقافي” للغرب، من خلال الدعوة إلى استخدام تكتيكات مختلفة، تتراوح بين الهجرة والتسلل والمراقبة والدعاية والاحتجاج والخداع والشرعية السياسية والإرهاب. وتم استخدام “المشروع” لأكثر من عقدين من الزمن، كمرجعية باعتباره “الخطة الرئيسية” لجماعة الإخوان.

وكما يتضح من عدد من الأمثلة في جميع أنحاء أوروبا، كانت الخطة المبينة في “المشروع” الإخواني ناجحة للغاية، بما في ذلك أنه تم الاعتراف سياسيا بمنظمات إسلامية موازية في السويد، بالإضافة إلى ما يعرف بـ”الجهاد الكاريكاتوري” حاليا في الدنمارك، والانتفاضة الباريسية لحرق السيارات في نوفمبر الماضي، والهجمات الإرهابية 7/7 في لندن.

وتكمن خطورة المؤامرة الإخوانية في أنها بدلاً من التركيز على الإرهاب باعتباره الطريقة الوحيدة للعمل الجماعي، كما هو الحال مع تنظيم القاعدة، فإن استخدام الإرهاب يقع في مجموعة من الخيارات المتاحة من التسلل التدريجي وصولا إلى مواجهة، وفي النهاية تأسيس الهيمنة الإخوانية على الغرب.

التكتيك الإخواني

يشتمل “المشروع” الإخواني السري على:

– إقامة الشبكات، وتنسيق الأعمال بين المنظمات الإسلامية المشابهة.

– تجنب التحالفات المفتوحة مع المنظمات الإرهابية المعروفة والأفراد للحفاظ على مظهر “الاعتدال” الزائف.

– التسلل إلى المنظمات الإسلامية القائمة، والاستيلاء عليها لإعادة توجيهها نحو الأهداف الجماعية للإخوان.

– استخدام الخداع لإخفاء الأهداف المقصودة للأعمال الإسلامية، طالما أنها لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.

– تجنب النزاعات الاجتماعية مع الغربيين محليًا أو عالميًا، مما قد يضر بالقدرة الطويلة الأجل على توسيع قاعدة القوة الإسلامية في الغرب، أو إثارة حملة مضادة للمسلمين.

– إنشاء شبكات مالية لتمويل أعمال تحويل الغرب، بما في ذلك دعم المسؤولين وأعضاء الجماعة المتفرغين.

– إجراء عمليات مراقبة وجمع بيانات وقدرات وإنشاء وجمع وتخزين تلك البيانات.

– وضع نظام رقابة لمراقبة وسائل الإعلام الغربية، لتحذير المسلمين من “مؤامرات دولية تحرض ضدهم”.

– استنباط مجتمع فكري إسلامي، بما في ذلك إنشاء مؤسسات فكرية وجماعات للدعوة، ونشر دراسات “أكاديمية”، لإضفاء الشرعية على المواقف الإسلامية، وتسجيل تاريخ الحركات الإسلامية.

– وضع خطة شاملة لمدة 100 عام للنهوض بالأيديولوجية الإسلامية في جميع أنحاء العالم.

– تحقيق التوازن بين الأهداف الدولية والمرونة المحلية في كل بلد على حدة.

– بناء شبكات اجتماعية واسعة النطاق من المدارس والمستشفيات والمنظمات الخيرية المكرسة للنموذج الإسلامي بحيث يكون التواصل مع حركة المسلمين في الغرب ثابتًا.

– إشراك المسلمين الملتزمين أيديولوجياً في المؤسسات المنتخبة ديمقراطياً على جميع المستويات في الغرب، بما في ذلك الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الخاصة والنقابات العمالية.

– استخدام المؤسسات الغربية القائمة بشكل فعال حتى يمكن تحويلها ووضعها في خدمة الإسلام.

– صياغة الدساتير والقوانين والسياسات الإسلامية للتطبيق النهائي.

– تجنب الصراع داخل الحركات الإسلامية على جميع المستويات، بما في ذلك تطوير عمليات حل النزاعات.

– إقامة تحالفات مع المنظمات الغربية “التقدمية” التي تشترك في أهداف مماثلة.

– إنشاء “قوات أمنية” مستقلة لحماية المسلمين في الغرب.

– إشعال العنف وإبقاء المسلمين يعيشون في الغرب “في إطار الجهاد الذهني”.

– دعم حركات الجهاد في جميع أنحاء العالم الإسلامي من خلال الوعظ والدعاية والموظفين والتمويل والدعم الفني والتشغيلي.

– جعل القضية الفلسطينية وسيلة قضية إسفين عالمية للمسلمين.

– تبني التحرير الكامل لفلسطين من إسرائيل وإنشاء دولة إسلامية كحجر رئيسي في خطة الهيمنة الإسلامية العالمية.

– التحريض على حملة مستمرة للتحريض على كراهية المسلمين لليهود، ورفض أي مناقشات للتوفيق أو التعايش معهم.

– جمع أموال كافية لاستدامة ودعم الجهاد في جميع أنحاء العالم إلى أجل غير مسمى.

20 عاماً تحريضاً على التطرف والخراب

وينبغي عند قراءة تفاصيل هذا “المشروع”، أن يوضع في الاعتبار أنه تمت صياغته في عام 1982 عندما كانت التوترات والأنشطة الإرهابية الحالية في الشرق الأوسط لا تزال حديثة للغاية. ويظهر من خلال تفاصيل “المشروع” الإخواني، في كثير من النواحي، أنه بالغ الوضوح في رسم ملامح الجزء الأكبر من العمل الإسلامي، سواء من قبل المنظمات الإسلامية “المعتدلة” أو الجماعات الإرهابية الصريحة، على مدى العقدين الماضيين.

في الوقت الحالي، فإن معظم ما يُعرف علنًا حول “المشروع” هو نتيجة أعمال التحقيق التي قام بها سيلفان بيسون، بما في ذلك كتابه ومقالاته ذات الصلة والتي نُشرت في أكتوبر الماضي في صحيفة Le Temps، تحت عنوان “الإسلام وغزو العالم”. ويصف بيسون في كتابه، الذي صدر فقط باللغة الفرنسية.

أما في الصحافة الصادرة باللغة الإنجليزية، فلم يلق ما نشره بيسون عن “المشروع” السري للإخوان الاهتمام تقريبًا، بيد أن الإشارة الوحيدة جاءت في صحيفة “ويكلي ستاندارد” الأميركية في مقال بقلم أوليفييه جيتا بعنوان “الجهاد الكاريكاتيري”، في حين أن التعليق الأكثر شمولاً على “المشروع” جاء في سياق مقال تحليلي للباحث والصحافي الأميركي، المقيم في لندن، سكوت بورغيس.

داعية الدم والإرهاب القرضاوي

ويتضح أن جماعة الإخوان، منذ تأسيسها، دعت إلى استخدام الإرهاب كوسيلة لتعزيز جدول أعمالها للهيمنة الإسلامية العالمية. ولكن باعتبارها أكبر حركة راديكالية شعبية في العالم الإسلامي، فقد اجتذبت العديد من المفكرين الإسلاميين البارزين، كما ضمت شخصيات مثل يوسف القرضاوي، داعية الإرهاب والدم المصري المولد والقطري الجنسية.

وبصفته أحد القيادات الروحانية البارزة في جماعة الإخوان وأحد الدعاة المتطرفين (يقدم برنامجا أسبوعيا مكرسا له على قناة الجزيرة القطرية)، كان القرضاوي أحد كبار المدافعين عن التفجيرات الانتحارية والإرهاب ضد المصالح الغربية في الشرق الأوسط.

القرضاوي شريك في بنك سويسري

ويقدم كل من سيلفان بيسون وسكوت بورغيس مقارنات شاملة بين مطبوعات القرضاوي، و”أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة المقبلة”، التي نشرت في عام 1990، ويحذران من أن هناك تشابها مذهلا بين “المشروع” و”أولويات القرضاوي”، الذي يسبقه بمدة 8 سنوات، سواء في اللغة المستخدمة أو الخطط أو الأساليب التي تدافع عنها كلتا الوثيقتين. ومن المتوقع أن يكون القرضاوي قد استخدم العناصر الرئيسية لـ”المشروع” كقالب لأعماله وكتاباته الخاصة، أو أنه كانت له يد في صياغته عام 1982. وربما أنه لم يكن من قبيل الصدفة أن القرضاوي كان رابع أكبر مساهم في بنك التقوى في لوغانو، وكان يوسف ندا مدير البنك، هو الشخص الذي تم العثور على “المشروع” في مسكنه الخاص. تم منع القرضاوي، منذ عام 1999، من دخول الولايات المتحدة نتيجة لعلاقته بالمنظمات الإرهابية ودعوته الصريحة للإرهاب.

استراتيجية نشر الكراهية والإرهاب

تم تنفيذ الخطة الإخوانية للغزو المحددة في “المشروع” بمعرفة عناصر التنظيم في الغرب منذ أكثر من عقدين. ومما يثير القلق بنفس القدر هو أن تلك الأيديولوجية التي تكمن وراء الخطة السرية تتضمن التحريض على الكراهية والعنف مرة أخرى ضد السكان اليهود في جميع أنحاء العالم والمشاركة المتعمدة وتخريب المؤسسات العامة والخاصة الغربية وتوصيتها بضرورة اتباع سياسة المواجهة المتصاعدة المتعمدة لعناصر الإخوان المقيمين في دول غربية ضد جيرانهم ومواطني تلك البلدان وقبول الإرهاب كخيار مشروع لتحقيق غاياتهم وحقيقة الجهاد التي لا مفر منها ضد غير المسلمين، وهدفها النهائي المتمثل في إرساء الحكم الإسلامي للخلافة بالقوة عن طريق الشريعة في الغرب، وفي النهاية العالم بأسره.

رابط مختصر :https://eocr.eu/?p=534

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال  فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا يصل أكثر من 200 ضابط شرطة إلى اجتماع يضم حوالي 130 رجلاً وامرأة في منطقة هاشنبورج الصغيرة في منطقة فيسترفالد. يتعلق الأمر بحدث فنون قتالية - ذو خلفية يمينية متطرفة. خلال مداهمة ليلية كبرى في منطقة فيستروالد، فضت الشرطة اجتماعًا...

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا فر بعض المتطرفين من اليمين المتطرف من تيليجرام إلى ملاذ جديد: سيمبلكس، خدمة الرسائل التي حصلت للتو على أكثر من مليون دولار في التمويل بمساعدة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والمعروفة الآن باسم إكس. بدأت الهجرة...

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا من المقرر تنظيم مسيرات في وقت لاحق من سبتمبر 2024 لإحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر 2023. سوف تتصاعد المشاعر وستواجه الشرطة مهمة صعبة. أعلنت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) عن اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء...

Share This