الأمن البيولوجي والجماعات الإرهابية
الأمن البيولوجي

مايو 1, 2020 | دراسات

الأمن البيولوجي والتنظيمات الإرهابية… نحو استراتيجية للمواجهة

المجلة – الإرهاب البيولوجي هو ذلك الاستخدام المتعمد لبعض الكائنات الحية الدقيقة، وكذلك إفرازاتها السامة بهدف إحداث المرض أو القتل الجماعي للإنسان أو ما يملكه من ثروة نباتية أو حيوانية أو تلويث لمصادر الغذاء أو لتدمير البيئة الطبيعية التي يحيا فيها والتي قد يشملها التدمير لعدة سنوات

* الإرهاب البيولوجي هو أكثر أنواع الإرهاب خطراً لكون الإرهابيين يستعملون أشد الأسلحة قدرة على الفتك، نظرا لما تتميز به هذه النوعية من الأسلحة من سمات تجعلها أكثر خطورة سواء في تداعياتها أو مواجهتها

* البعد البيولوجي– رغم أنه ليس بجديد- أضحى يمثل بعداً مهماً يهدد الأمن القومي في قادم الأيام، الأمر الذي يستلزم رؤى مغايرة وأفكاراً مختلفة في النظر إلى التهديدات البيولوجية، خوفاً من وصول التنظيمات الإرهابية إلى هذا السلاح الذي يتميز – رغم خطورته وصعوبة السيطرة عليه – بسهولة الحصول عليه واستخدامه وتوظيفه

* فهم الفرد والتزامه بالتعليمات وقت الأزمات البيئية، مع التزام المسؤولين التنفيذيين بأداء دورهم وقيامهم بمسؤوليتهم، يمثل الضمانة الرئيسية في مواجهة الإرهاب البيولوجي

* كشفت أزمة «كوفيد-19» أن التهديدات التي يمكن أن يطرحها الإرهاب البيولوجي أضحت في منحى تصاعدي إذا ما تمكنت التنظيمات الإرهابية من الحصول على المعلومات والتكنولوجيا بل والخبرة اللازمة لتصنيع أسلحة بيولوجية وتطويرها

باكو: «إن نقاط الضعف وسوء التجهيز الذي ظهر حاليا مع انتشار فيروس كورونا، يعطي فكرة عما سيكون عليه الوضع في حال حدث هجوم بيولوجي، وإن حالة التخبط وعدم اليقين التي يعيشها العالم حاليا تجعل آثار أي هجوم بيولوجي أكثر خطورة… وإن جماعات غير حكومية قد تتمكن من الحصول على الفيروسات واجتياح بلدان ومجموعات بكاملها في كل العالم… وهذا يعني إمكانية أن تستفيد الجماعات الإرهابية من الأزمة الحالية وانشغال الحكومات لشن هجوم في أي مكان».

هذه الرسالة التحذيرية التي حملها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مداخلته عبر الفيديو خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت لمناقشة جائحة فيروس كورونا المستجد في أوائل أبريل (نيسان) الجاري (2020)، تكشف عن مخاطر قادمة ستهدد الأمن والسلم الدوليين وفي الوقت ذاته تهدد الأمن القومي لكل دولة على حدة، إذ لخص هذه التهديدات في نقطتين رئيسيتين، هما:

الأولى، ضعف القدرات الدولية والوطنية في مواجهة أي هجوم بيولوجي قادم، وهو ما كشفت عنه سرعة انتشار الجائحة وحصدها لآلاف الأرواح والتي وصلت حتى كتابة هذه السطور إلى ما يزيد على 170 ألف ضحية، فضلا عما يزيد على 2.6 مليون مصاب.

صحيح أن هناك بعض البلدان استطاعت أو نجحت في الحد من تفشي هذه الجائحة إلا أن ما جرى في أكثر الدول تقدما التي تتمتع بمستويات متقدمة من أنظمة الرعاية الصحية يكشف عن عجزها أو فشلها في مواجهة هذه الجائحة كما حدث في الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الأمر الذي يدلل على حجم الخطر الذي يمكن أن يواجهه العالم إذا ما انتشر هذا الفيروس في مناطق أخرى تعاني من تراجع الرعاية الصحية إلى مستويات متدنية كما هو الحال في غالبية دول القارة الأفريقية وأميركا اللاتينية وبعض الدول العربية التي تواجه صراعات وحروبا داخلية.

ومن ثم فالتحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد أنه حال حدوث هجوم بيولوجي ستبدو الأمور أكثر صعوبة، بما يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي في مفهومه الواسع الذي يشمل إلى جانب البعد العسكري أبعادا أخرى؛ اقتصادية وسياسية وإعلامية وتعليمية وصحية، وهو ما يؤكد أهمية أخذ التهديد البيولوجي في الحسبان كأحد أبعاد أو تهديدات الأمن القومي للدولة على غرار التهديد الإلكتروني، كما أشارت إلى ذلك كثير من الدراسات والتقارير حول الحروب الإلكترونية وكيفية مواجهتها.

وعليه، فقد أثار ما حدث مع أزمة كورونا النقاش عن التهديد البيولوجي خاصة إذا ما وصل هذا السلاح البيولوجي إلى التنظيمات الإرهابية وهو ما حذرت منه الاستخبارات الروسية يوم 19 يونيو (حزيران) 2019 وفقا لـما نشره موقع «روسيا اليوم» بأن الإرهاب الدولي يحاول الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية والنووية لاستخدامها في هجماته… وبالدرجة الأولى يخص ذلك محاولات الإرهابيين المستمرة للحصول على منفذ للدخول إلى المعلومات حول إنتاج وسائل الإصابة النووية والكيميائية والبيولوجية، واهتمامهم المرتفع بالمسائل الخاصة باحتمال استخدام العوامل البيولوجية المسببة للأمراض والمواد الكيميائية السامة، لأغراض إرهابية.

بل تأكدت هذه الخطورة مع ما جاء في التقرير السنوي لوكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» ونشرته صحيفة «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم 28 يونيو 2019 بأن محكمة ألمانية حاكمت متطرفين اثنين كانا يخططان لشن اعتداء بـقنبلة بيولوجية في ألمانيا، وذلك في قضية هي الأولى من نوعها في ألمانيا.

رابط مختصر:https://eocr.eu/?p=2513

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال  فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا يصل أكثر من 200 ضابط شرطة إلى اجتماع يضم حوالي 130 رجلاً وامرأة في منطقة هاشنبورج الصغيرة في منطقة فيسترفالد. يتعلق الأمر بحدث فنون قتالية - ذو خلفية يمينية متطرفة. خلال مداهمة ليلية كبرى في منطقة فيستروالد، فضت الشرطة اجتماعًا...

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا فر بعض المتطرفين من اليمين المتطرف من تيليجرام إلى ملاذ جديد: سيمبلكس، خدمة الرسائل التي حصلت للتو على أكثر من مليون دولار في التمويل بمساعدة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والمعروفة الآن باسم إكس. بدأت الهجرة...

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا من المقرر تنظيم مسيرات في وقت لاحق من سبتمبر 2024 لإحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر 2023. سوف تتصاعد المشاعر وستواجه الشرطة مهمة صعبة. أعلنت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) عن اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء...

Share This