استغلال بناء المساجد في أوروبا لأهداف سياسية…تركيا
تبدي الدول الأوروبية قلقاً بشأن دعم أنقرة للأئمة الأتراك وتمويل المساجدوالجمعيات الاسلامية . واتجهت بعض دول الاتحاد الأوروبى إلى إغلاق العديد من المساجد التي يديرها أتراك. والامتناع عن استقبال أئمة جدد من تركيا .بعدما تأكد لديها أن الأئمة الأتراك الموجودين يمارسون أنشطة تجسسية لصالح الاستخبارات التركية و يتلقون تمويلا من تركيا .
المنظمات والمساجد التي تعمل لصالح تركيا في أوروبا
ألمانيا
يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي . بها ما يقارب الـ(2,000)مسجد من أصل مجموع المساجد الموجودة في ألمانيا والبالغ عددها (3,000) مسجد عمارتها تركية، ومنها (900) مسجد مموَّل من قبل الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية .ومن أبرز المساجد والمنظمات التى تديرها تركيا :
- مسجد كولونيا :في حي إرنفيلد على مقربة من برج تلفزيون كولونيا. نقلا عن موقع “الجزيرة” مباشر فى 28 سبتمبر 2018.
- مسجد “المعماري سنان”: في موزباخ يقع هذا المسجد على الضفة الغربية من نهر الإلتس في مدينة موزباخ بولاية بافاريا 1993
- مسجد سيتليك :بالقرب من مقبرة الأتراك .
- مسجد الفاتح :فى مدينة ايسن غرب البلاد
- مسجد يافوز سلطان سليم بادن : فورتمبرج مانهايم
- مسجد السطان أيوب: يقع بافاريا نورنبرج
- المسجد الكبير (بوجينجن) بادن فورتمبرج بوجينجن1998
- منظمة ديتيب التركية : ذكرت صحيفة ” الحياة اللندنية” فى 1 يناير 2019 أن ” DITIB” تعد المنظمة الأكبر للجالية التركية المسلمة في أوروبا وتتبع مباشرة أنقرة، وتدير شؤون نحو (900) مسجد وجماعة دينية في ألمانيا إضافة إلى إدارة مساجد في النمسا وفرنسا وغيرها.
وأكدت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية فى يناير 2019 ، أن أردوغان يستخدم ” DITIB” كجزء من شبكات التحكم في الأتراك المغتربين من أجل أهدافه الخاصة. وأشار موقع “دويتشه فيله ” فى 9 يناير 2019 ان ديتيب تلقت أموالا في السنوات الماضية من صناديق مالية مختلفة تابعة للدولة الألمانية، على رأسها صندوق خاص بالدعم في إطار الخدمة التطوعية لدى الجيش الألماني، وبرنامج “أن تعيش الديمقراطية!” الذي تشرف عليه وزارة شؤون الأسرة الألمانية.
النمسا
- مسجد “نظام العالم” : تبدل اسمه فى 18 يونيو 2018 إلى “فيينا ألبرانلار”.
- منظمة الذئاب الرمادية القومية التركية : تمتلك فروعا في بلدان عديدة وتدير مسجد في حي فافوريتن في فيينا. وفقا لما ذكره موقع ال”بى بى سى” فى 8 يونيو 2018 .
- الجمعية الدينية العربية بالنمسا : تديرستة من المساجد التي شملها القرارالحكومى بالإغلاق فى يونيو 2018 ، ثلاثة منها في فيينا واثنان في إقليم النمسا العليا وواحد في كارينثيا .
بريطانيا
- مسجد العزيزية : يقع في ستوك نوينغاتون “الإنجليزية” في لندن بإنجلترا، المملكة المتحدة. تم تمويل بناء المسجد من قبل جمعية البريطانية التركية الإسلامية منذ عام 1983.
فرنسا
- مسجد “السلطان أيوب” : يقع في مدينة “ستراسبورغ” في فرنسا على الطراز العثماني ، و يُعد أكبر مسجد في أوروبا وتستغرق أعمال تشييد البناء 3 أعوام ونصف.
زيارات رئيس تركيا إلى دول الاتحاد الأوروبى
دعت ألمانيا الرئيس التركى “رجب اردوغان” إلى زيارة في محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة .وذلك حسبما ذكرته “رويترز” فى 30 سبتمبر 2018 . وقالت المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” بعد اجتماع مع أردوغان إن ثمة “انقسامات عميقة” ما زالت قائمة.وأشاد الزعيم التركي وفقا لما ذكره موقع ” swissinfo ” فى 28 سبتمبر 2018 بحصيلة الزيارة “المثمرة جدا” بعد “التوترات الأخيرة” وذلك في خطاب ألقاه في مسجد كولونيا ببرلين عقب افتتاحه فى نهاية زيارته الرسمية لألمانيا.
استقبل البابا فرنسيس فى 5 فبراير 2018 “رجب طيب أردوغان”في زيارة هي الأولى لرئيس تركي منذ 59 عاما، واستمرت ليومين تم خلالها عقد لقاءات مع النظير الإيطالي “سيرجيو ماتاريلا” ، ورئيس الوزراء “باولو جينتيلوني”.وتأتي في وقت تشن تركيا هجوما عسكريا ضد الأكراد شمالي سوريا. وذلك نقلا عن موقع ” سكاى نيوز “.
التقى الرئيس التركي”رجب طيب أردوغان” نظيره الفرنسي”إيمانويل ماكرون” في باريس في أول زيارة رسمية يقوم بها أردوغان إلى دول الاتحاد الأوروبي، من عام 2016. وفقا لما ذكره موقع البى بى سى 5 يناير 2018 .ومن جانبه قال الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وفقا لموقع” سبوتنيك ” فى 5 يناير 2018 إن فرنسا تمثل ركنا رئيسيا في الاتحاد الأوروبي، لكن بلاده ربما تتخذ قرارا ما بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
تجسس الأئمة لصالح تركيا
يقول الخبير الاستخباراتي والكاتب “أريش شمدت اينبوم” لموقع “لوكال” الإخباري الألماني وفقا لصحيفة العرب اللندنية فى 1 ديسمبر 2018 بوجود نحو (3)ملايين شخص من أصول تركية في ألمانيا، فهذا يعني أن كل مخبر يمكن أن يراقب (500) شخص، وهو رقم أكبر مما كان جهاز شتازي يراقبهم في ألمانيا. وتتهم السلطات الألمانية اتحاد الأئمة التركي في برلين (ديتيب) بممارسة أعمال استخباراتية لفائدة النظام التركي وتلقي تمويلات مشبوهة منه.
أفاد موقع “دويتشيه فيله “فى 19 سبتمبر 2018 ان اتحاد “ديتيب” يتعرض لانتقادات واسعة داخل ألمانيا من قبل بعض المسؤولين لقربه الشديد لحزب العادلة والتنمية التركي ولأجهزة الدولة في تركيا. وارتباطه بنظام أردوغان ، كما أن الهيئة متهمة بالتجسس على معارضي الرئيس التركي.وألمحت وزارة داخلية ولاية بافاريا الألمانية إلى أنها لم تعد تستبعد وضع الاتحاد الإسلامي التركي تحت مراقبة هيئة حماية الدستور .
انتقادات أوروبية
تصاعد الأدوار السلبية للأئمة المتشددين في ألمانيا، وبخاصة الأتراك التابعين للاتحاد الإسلامي التركي”ديتيب” من خلال ترويج خطاب سياسي يستدعي إرث العثمانية القديمة ويدعم التطرف.نشرت مجلة “فورين أفيرز الأمريكية “مقالًا للكاتبة “جونال تول” فى 10 يناير 2019 تشير فيه الي ان الدين بمثابة أداة حاسمة في السياسة الخارجية التركية، تحديدًا بعد وصول حزب العدالة والتنمية .ومما يؤكد ذلك سعي تركيا لاستقطاب المسلمين عبر العالم عبر بناء المساجد، ومحاولة استعادة التراث العثماني، وإظهار نفسها كقائد للعالم الإسلامي.
نوه “أحمد يايلا” الأستاذ المشارك في مركز الدراسات الأمنية بجامعة “جورج تاون” ومدرسة “إدموند” وفقا لسكاى نيوز عربية فى 18 يوليو 2018 ،أن “ألمانيا وبلجيكا والنمسا وهولندا وسويسرا والنرويج والسويد أجرت تحقيقات حول الأئمة الأتراك، الذين عينتهم ديانت، بسبب التجسس لصالح المخابرات التركية ضد المواطنين الذين يعيشون في بلادهم، وتعتبرهم الحكومة معارضين لأردوغان”.وأعلن مسؤولون نمساويون أنهم سيغلقون سبعة مساجد، ويزيلون ما يصل إلى (60) إماما تمولهم دول أجنبية، وذلك لمواجهة التطرف.
أعلن وزير الداخلية النمساوي” هيربرت كيكل” وفقا للعربية فى 8 يونيو 2018 أن بلاده يمكن أن تطرد عدداً يصل إلى (60) إماماً مرتبطين بتركيا وعائلاتهم، أي ما مجمله (150) شخصاً. وكان المستشار المحافظ “سيباستيان كورتز” قد أعلن قبلاً أن “لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسي والتطرف في بلادنا”.وعلق المتحدث باسم الرئيس التركي”ابراهيم كالين” “إغلاق النمسا سبعة مساجد وطرد أئمة هو نتيجة الموجة الشعبوية والمعادية للإسلام والعنصرية والتمييزية في هذا البلد”.
الخلاصة
يتضح مما سبق أن التمويل الخارجى للاتحادات الإسلامية والمساجد في اوروبا يأتى من تركيا وقطر ودول اخرى ، ما يجعلها عرضة للاتهام بالترويج لقيم مثيرة للشك على المستوى السياسي، ودعم تكوين مجتمعات موازية. لذلك ينبغى ضرورة التنقيب عن مصادر تمويل اخرى لتفادي تأثير التمويل الخارجى للمساجد ، مثل “ضريبة المسجد ” فى ألمانيا التى تسعى لتحويل مسئولية الدعم الي الداخل . وإعداد برنامج تعليمى لتاهيل الأئمة بدلا من استيرادهم من الخارج . واستمرار الجهود الاستخباراتية لملاحقة المساجد المتطرفة وأئمتها .
رابط مختصر… https://eocr.eu/?p=1091