اختراق تنظيم الإخوان المسلمين للجامعات الألمانية
العين – قدمت كتلة حزب “البديل لأجل ألمانيا”، المعارض، طلب إحاطة عاجل للحكومة أمام البرلمان، بشأن اختراق تنظيم الإخوان ومنظمات يحركها النظام التركي، للجامعات بالبلاد. ويسعى حزب المعارضة الرئيسي في ألمانيا إلى مواجهة خطر هذه الجماعات الإرهابية بالبلاد، وكان أحدث تحرك له عبر مشروع قرار لوضع الإخوان والاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) تحت رقابة مشددة.
طلب الإحاطة الذي حصلت “العين الإخبارية” على نسخة منه شمل جامعات توبنجن وفرانكفورت ومونستر وأوسنابروك وإرلنجن نورمبرغ (جميعها حكومية)، أنشئت منذ 2011 بتمويل مباشر من وزارة التعليم والبحث الألمانية.
طلب الإحاطة أوضح أنه في 2015، مددت وزارة التعليم خطة تمويل هذه الجامعات التابعة لمراكز (اللاهوت الإسلامي) لمدة 5 سنوات، تنتهي العام الجاري.كما مولت الوزارة الألمانية إنشاء معاهد “اللاهوت الإسلامي” في جامعتي هومبولت في برلين وبادربورن عام 2019.
وأشار إلى أن إجمالي التمويل الحكومي الذي حصلت عليه مراكز اللاهوت بلغ 44 مليون يورو منذ 2011 بهدف تدريب وإعداد مدرسي الدين الإسلامي. قبل أن يستدرك: “لكن هذه المراكز وهيئتها الإدارية والاستشارية، والمحاضرين العاملين بها، وحتى الطلاب، يتعرضون لانتقادات كبيرة منذ تأسيسها بسبب تنامي نفوذ التيارات المتطرفة داخلها، وفي مقدمتها الإخوان، ورصد تحركات معادية للنظام الدستوري والديمقراطي من العاملين فيها، وفق الوثيقة ذاتها”.
وفي طلب الإحاطة، قالت كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا: “مطلع العام الجاري، كان مركز اللاهوت الإسلامي في جامعة توبنغن، محل جدل كبير، بعد أن استضاف أستاذاً هو (أ. ح – ذكرت الوثيقة الحروف الأولى من اسمه فقط) المقرب من الإخوان، الذي هاجم نمط الحياة الغربية، وتحدث عنها بشكل سيئ للغاية”.وفي سبتمبر 2019، حضر (أ. ح) وهو أحد الأساتذة في مراكز اللاهوت الإسلامي بألمانيا، مؤتمراً لتنظيمات متطرفة في تركيا، كما أنه يشيد عبر حسابه على فيسبوك بقيادات الإخوان الإرهابية في مصر بشكل دائم، وفق الوثيقة ذاتها.
الوثيقة ذاتها قالت أيضا إن “الهيئات الاستشارية لمراكز اللاهوت الإسلامي في الجامعات الألمانية تشارك بشكل كبير في صياغة البرامج التعليمية وتعيين أعضاء هيئة التدريس”، مضيفة: “لكن هذه الهيئات تخضع لتأثير مباشر من تنظيمات متطرفة أو دول أجنبية”.وأوضحت أن “الهيئة الاستشارية لمركز اللاهوت الإسلامي في جامعة أوسنابروك تضم ممثلين للاتحاد الإسلامي التركي (ديتيب) الممول بشكل مباشر من الحكومة التركية”.وحسب الوثيقة، فإن منظمة (إنسان) المرتبطة بالإخوان، تخترق الهيئة الاستشارية لمركز اللاهوت في جامعة هومبولت ببرلين.
وطالبت كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا، الحكومة في طلب الاحاطة بـ”توضيح ملابسات اختراق التنظيمات المتطرفة لمراكز اللاهوت الإسلامي في الجامعات والإجراءات التي اتخذتها لمواجهة هذا النفوذ المتزايد”.كما طالبت كتلة الحزب المعارض بإيضاح “موقف الحكومة من تمويل هذه المراكز” في ضوء انتهاء خطة التمويل الحالية خلال العام الجاري.وفبراير2020، أحال البرلمان الألماني مشروع قرار ينص على فرض رقابة قوية ضد تنظيم الإخوان الإرهابي وجماعة ديتيب التركية بالبلاد للجنة الأمن الداخلي لدراسته، في خطوة أولى نحو إقراره.
وتتولى لجنة الأمن الداخلي مناقشة المقترح، ثم رفعه مجددا للبرلمان، للتصويت عليه. ويحتاج المشروع موافقة (50%+1) من أصل 709 نواب لتمريره.ويملك تنظيم الإخوان الإرهابي وجودا ملحوظاً في ألمانيا، حيث ينتشر 1600 قيادي بعدة مدن، إضافة إلى منظمة المجتمع الإسلامي ومنظمات صغيرة ومساجد منتشرة في عموم البلاد. وتصنف هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في ألمانيا الإخوان بأنه تهديد للنظام الدستوري والديمقراطي.
رابط مختصر… https://eocr.eu/?p=2056