اختراق الجماعات المتطرفة للمؤسسات فى أوروبا
العرب اللندنية – انطلاقا من أغسطس2019 دخلت حيز التنفيذ الإجراءات والقواعد الأوروبية الجديدة والأكثر تشددا مع السلائف المستخدمة في صنع المواد الخطرة وكذلك المواد الكيميائية التي يمكن تحويلها إلى متفجرات، كما تمّ تفعيل خطوات أخرى تهدف إلى اقتلاع جذور تمويل الإرهاب.وأعلن الجهاز التنفيذي الأوروبي في بروكسل أن كل هذه الإجراءات سوف تساعد على منع الأعمال الإرهابية عن طريق الحد من الوصول إلى المواد الخطرة مع تعزيز الضمانات والضوابط لبيع المواد الكيميائية الخطرة التي يمكن تصنيعها وتحويلها إلى متفجرات بدائية.
وتحظر الإجراءات المتخذة المواد الجديدة، وتوفق بين قواعد عمليات الشراء عبر الإنترنت ومن خارج الإنترنت، وتحد من الوصول إلى الجمهور العام من خلال ترخيص للحصول على سلائف معينة فقط تخضع لقيود، والسماح بتنظيم أفضل. هذا إلى جانب تبادل المعلومات بين الشركات والسلطات الوطنية. من جهة أخرى، أعلنت المفوضية الأوروبية عن دخول القواعد الجديدة التي تسهل وصول سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية عبر الحدود إلى المعلومات المالية خلال التحقيقات الجنائية حيز التنفيذ. و تشمل الإجراءات الجديدة إعطاء السلطات ومكاتب استرداد الموجودات وسلطات مكافحة الفساد، إمكانية الوصول المباشر إلى المعلومات المصرفية الواردة في سجلات الحسابات المصرفية المركزية الوطنية. وسوف تؤمن أيضا هذه الإجراءات تعاونا أكبر بين الخدمات الوطنية وجهاز شرطة اليوروبول ووحدات الاستخبارات المالية، مع توفير ضمانات قوية لحماية البيانات والإجراءات، تماشيا مع ميثاق الحقوق الأساسية.
وقالت المفوضية إنه أمام الدول الأعضاء الآن 18 شهرا لتنفيذ القواعد الجديدة المتعلقة بالوصول إلى سلائف المتفجرات وسنتان للقواعد المتعلقة بالتقارير المالية، وإن “المفوضية” تحت تصرفهم لمدّهم بالمساعدة اللازمة.ورغم تراجع حدة الضربات الإرهابية التي ضربت في السنوات الأخيرة عواصم أوروبية مثل بروكسل وباريس ولندن وبرلين، فإن الكثير من التقارير الدولية والأوروبية تشير في الفترة الأخيرة إلى تواصل وجود أنشطة إرهابية تهدّد أمن القارة ما يدفع وجوبا إلى ضرورة تكييف القواعد والإجراءات القانونية وفق تحركات الجماعات المتطرفة سواء كانت منحدرة من الإسلام السياسي أو من اليمين المتطرف الأوروبي. وتحذّر عدة هياكل مختصة في مكافحة الإرهاب خاصة من تواصل تلقّي العديد من الجهات الإرهابية لتمويلات خارجية مشبوهة تمكّنها من الإعداد اللوجستي لتنفيذ هجمات إرهابية عنيفة.
وبنفس الطريقة التي كشف فيها تقرير برلماني فرنسي عن تمكّن بعض المتطرفين المدعومين من جماعة الأخوان المسلمين – الجماعات المتطرفة –، من اختراق أهم مؤسسات الدولة كالجيش والأمن والتعليم وقطاع النقل، فإن تقارير ألمانية تشدد أيضا على أن مؤسسات الدولة الألمانية أصبحت بدورها مخترقة من قبل بعض أفراد اليمين المتطرف الأوروبي المعادي للإسلام والمسلمين والضالع في نشر مفهوم الإسلاموفوبيا في كامل القارة الأوروبية.وعلاوة على الرفع من مستوى اليقظة خاصة في ما يتعلق بكل ما يمكّن الإرهابيين من صناعة مواد بدائية قابلة للانفجار، فإن التحدي الأكبر الآن أمام كل العواصم الأوروبية يتمثل حتما في وجود آلية قانونية ناجعة لقطع الإمدادات والتمويلات المالية للعناصر المتطرفة.
ولا تتوانى بعض الدول الأوروبية في الإفصاح عن الجهات الداعمة للجماعات الإرهابية التي على رأسها جماعة الإخوان وقد نخرت جسد أوروبا، ومن ذلك كانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت في شهر أبريل 2019 أن نشاطات متطرفة في أوروبا تُموّل بأموال قطرية.وبحسب المذكرة التي نشرتها وزارة الاقتصاد والمالية، والمتخصصة في مكافحة الاحتيال المالي وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، فإن حفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، طارق رمضان، كان يتلقى مكافآت سخية من قطر لتمويل مشاريع مشبوهة.ووفقا لصحيفة “ليبراسيون”، فقد حوّل رمضان في 1 يونيو 2017 ما يعادل 590 ألف يورو من حسابه القطري الذي تغذيه مدفوعات مؤسسة قطر الشهرية. ومن المرجح، بحسب الوكالة، أن تكون تلك الأموال قد استخدم جزء منها لشراء شقة في شمال باريس، لتغطية تبرعات مشبوهة.
في المقابل، قالت مجلة ناشيونال ريفيو الأميركية، إن قطر تمثل ثغرة كبيرة بالنسبة لتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي وقواته العسكرية متعددة الجنسيات، عبر دعمها لإيران والجماعات الإرهابية في المنطقة.واعتبرت المجلة، من خلال تقرير لها، أن تشكيل تحالف من الدول العربية بقوة عسكرية متعددة الجنسيات لردع عدوان إيران والإرهاب والتطرف، فكرة جيدة. ولفتت إلى الدعم الذي تقدمه قطر لجماعة الإخوان في الخارج من أجل تقويض الدول الأعضاء في التحالف، وتوطيد علاقتها مع طهران.ومن بين أحد أهم المراجع الهامة التي تؤكّد ضلوع قطر في تمويل الإرهاب، كتاب “أوراق قطر” الذي صدر في مطلع هذا العام والذي عدد أساليب التمويل القطري للإرهاب في أوروبا، خاصة عبر مؤسسة “قطر الخيرية”، التي تبث سمومها تحت ستار المساعدات الإنسانية وتمويل بناء مساجد ومراكز ومؤسسات تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
رابط مختصر:https://eocr.eu/?p=1512