“جهاديون” ارتبطوا بأجهزة إستخبارات غربية … عمر بكرى محمد فستق
وفرت بريطانيا بيئة حاضنة وملاذا أمنا للعدديد من الجماعات المتطرفة ، وكان أغلب متطرفي لندن مثل “عمر بكري” وغيره على صلة دائمة بالمدينة من مقراتهم في لندن ، ومن ثم أصبحت لندن نواة لتفريخ العناصر المتطرفة وتصديرها إلى مناطق الصراعات ، حولت لندن على هذا النحو للمركز الرئيسى لتنظيم “القاعدة” الذي يشرف على عملياتها في أوروبا كافة ، مما زاد الإرهاب داخل المجتمع البريطاني وخارجه.
النشأة
ولد “عمر بكري محمد فستق” بحلب السورية عام 1958 ، لبنانى الجنسيّة درس في المعهد الشرعي في جامع المصيطبة حصل على دبلوم في الشريعة الإسلامية من كلية الشريعة بدمشق ، وكان عضواً في جماعة ” عباد الرحمن ” وكذلك كانت له دراسات إسلامية مع بعض قادة الجماعة الاسلامية عندما انطلقت من عباد الرحمن ، غادر لبنان عام 1975 مباشرة إلى السعودية حيث درس في المدرسة الصولتية بمكة الاصول الفقهية على المذاهب الأربعة وخاصة العقائد عن المدرسة المارودية والمدرسة الاشعرية ، عمل “عمر بكري” بقسم شؤون الموظفين فى الشركة الموحدة للكهرباء، كان يملك شركة “فستق” لبيع أجهزة الحاسوب في لندن من العام 1986 الى العام 1997.
بداية التطرف
التقى فى المملكة العربية السعودية ببعض علماء المسلمين من القارة الهندية، آنذاك كان ما يزال شافعي المذهب، التقى بالشيخ “إسرار أحمد” ، واعتقل في مدينة جدة عام 1984، وفي الرياض عام 1985م ؛ لانتمائه لجماعة محظورة وعقب خروجه من المعتقل تم طرده وغادر إلى بريطانيا عام 1985، قادماً إليها من الولايات المتحدة التي تعلّم فيها اللغة الإنكليزية ، وأقام في لندن بموجب لجوء سياسي منذ عام 1986، أسس حزب حزب التحرير الإسلامي الذي أنشأه الشيخ “النبهاني” في القدس عام 1953 ، وأطلق عليه مريديه “آية الله توتنهام”، و انتهج العنف لغير المسلمين في بريطانيا ضد الهنود السيخ والمسيحيين الأفارقة.
شهد حزب التحرير الإسلامي انقسامات عام 1996 بين بكري والأعضاء،وانشق “بكري” عن الحزب ،وأعلن تأسيس منظمة “المهاجرون” ليكون أميرا لها حتى عام 2003، أعلن بكري تحول منظمة “المهاجرون” إلى “حركة الغرباء الأصولية” ، كما أعلن ولائه علانية لزعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” ، حلت السلطات البريطانيّة التنظيم التابع لبكرى ، واستمر “بكرى” العمل في الخفاء دون علم السلطات البريطانية، وأعلنت الجماعة حل نفسها في 2004 ، واتهمته السلطات البريطانية بتجنيد الكثير من الجهاديين البريطانيين ، ويقول ” نافيز أحمد ” الدكتور المتخصص في دراسات الأمن الدولي أن واحداً من كل خمسة أشخاص محكومين بقضايا الإرهاب في بريطانيا خلال السنوات الأخيرة كانت له علاقة ما بجماعة “المهاجرون”.
استطاع الهرب من بريطانيا إلى لبنان ،ولاحقته الأجهزة الأمنية اللبنانية بتهمة الانتماء الى جماعات مسلحة وحيازة واقتناء مواد متفجرة للقيام بأعمال إرهابية ، وتم ايقاف بكري في طرابلس اللبنانية فى نوفمبر 2010، بعد اصدار القضاء اللبناني عليه حكما غيابيا بالسجن مدى الحياة بتهم الانتماء الى تنظيم مسلح، والدعوة الى القتل، وفرجت محكمة عسكرية لبنانية عن الداعية السلفي “عمر بكري” وذلك بموجب كفالة مالية تقدر بقرابة (3300) دولار أمريكي ، ثم حكم القضاء العسكري اللبنانى فى يوليو 2015 بالأشغال الشاقة مدة ثلاث سنوات على ” بكري” و تغريمه مبلغ 200 ألف ليرة لبنانية ، بعدما أدانته بالانتماء إلى تنظيم إرهابي وبث أخبار وخطب تكفّر الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية وتحض على الفتنة.
اعترافات “بكرى” وعلاقته بأجهزة الاستخبارات البريطانية
صرح “بكرى” أنه لن يبلغ الأمن البريطاني حال معرفته لأى أحداث إرهابية قد تقع هناك، وأن مجموعته تنظيم “الغرباء” وكذلك تنظيم “القاعدة” مستعدان لشنّ عمليات انتحاريّة ضدّ النظام السوري ، ووصف “عمر بكري” حمد صديق خان، وشاه زاد تنوير ، وحسيب حسين، وجيرمين ليندسي ، بـ”الرباعى الأسطوري” ، بعد الهجوم الإرهابى على قطارات أنفاق وحافلة فى يوليو 2005 ، كما لقب منفذى هجمات سبتمبر “بالعظماء التسعة عشر”. ، وفتح باب الجهاد في افغانستان وفلسطين والعراق لتحرير الارض من البريطانيين والاميركيين حسب قوله.
افاد تقرير استخبارى أن جهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية ” MI6 ” جند ” بكرى” مباشرة بعد تخليه عن حزب التحرير الإسلامى ، بهدف تسهيل نشاط الإسلامويين في دول البلقان ، و قام “بكري” وفق الترتيب المتّبع بين الاستخبارات وجماعة “المهاجرون” بـتدريب مئات البريطانيين في معسكرات في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة ، ونقلاً عن مسؤول رفيع في استخبارات الأمن القومي “MI5” كان “عمر بكري ” لفترة طويلة مخبراً لدى الأجهزة البريطانية ، و ساعد “MI5” في عدد من التحقيقات التي كانت تقوم بها ، وأن علاقة الحكومة البريطانية مع “بكري” لم تتوقف بعد مغادرته الأراضي البريطانية حيث أنه في عام 2010 ذهبت أموال حكومية بريطانية إلى “بكري” بهدف دعم حركات إسلاموية من بينها تنظيم “القاعدة” من أجل الحدّ من النفوذ الإيراني والسوري في المنطقة، واستنكر “بكرى” ان يكون قد عمل لحساب المخابرات البريطانية، وقال انه لو فعل ذلك لكانوا رضوا عليه.
يقول البروفسور “بيتر نيومان” مديرمركز “لندن الدولي لدراسة التطرف” فى أكتوبر 2018 كان هناك دائماً جدل بين شرطة اسكتلانديارد التي كانت تريد اعتقال الرؤوس الكبيرة، وبين أجهزة الاستخبارات التي أرادت ترك المجال أمام هذه الجماعات مثل”المهاجرون” لكي تراقب أعضاءها، وكان الأمر أشبه بلعبة التوازن التي ربما تنتهي بخطأ، فلقد سمحوا لـ”تشوردي” بالاستمرار بعملياته وتجنيد المزيد في التطرف، ولو أنهم كانوا منعوه لما كان لهؤلاء الناس أن يصبحوا متطرفين.
التوصيات
تغير السلطات البريطانية من طريقة تعاملها مع الجماعات المتطرفة التي تسبغ عليها حمايتها ، تأسيس لجان لمكافحة التطرف ، ترحيل كل من يعيشون على أراضيها من قيادات متطرفة ، واعتبار الجماعات التي تؤيد العمليات الإرهابية جماعات إرهابية ، منح صلاحيات موسعة إلى الأجهزة الاستخبارية ، إعادة وتطوير سياساتها الداخلية تجاه مشايخ وأئمة التطرف ، منح اللجنة الجديدة المقترحة لمكافحة الإرهاب صلاحيات للإشراف على إزالة المحتويات المتطرفة من على الإنترنت.
رابط مختصر:https://eocr.eu/?p=525