إسبانيا … خلية ” الساتي” وعلاقتها بهجوم برشلونة
الساتي

أكتوبر 25, 2019 | دراسات

إسبانيا … خلية ” الساتي” وعلاقتها بهجوم برشلونة

BBC – كان احد الجيران مارا في الطريق عندما وقع انفجار هدم مسكنا صغيرا أبيض اللون في بلدة الكنار الإسبانية الساحلية في آب / أغسطس العام الماضي.تسبب الانفجار في تناثر الحطام على بعد مئات الأمتار، كما أدى إلى تطاير جثتي رجلين وسقوطهما في حدائق مجاورة. وتمكن رجل ثالث كان يجري مكالمة هاتفية على سطح الدار من النجاة.وفي اليوم التالي، وقع هجوم بشاحنة صغيرة استهدف مشاة في أهم الشوارع الرئيسية في برشلونه، شارع لاس رامبلاس. وبعد ساعات قليلة، وقع هجوم آخر في مدينة كامبريلس الساحلية. وقتل في الهجومين 16 شخصا واصيب أكثر من 130 بجروح.كانت الجهة المسؤولة عن الهجمات التي استهدفت اقليم كتالونيا الاسباني عبارة عن خلية جهادية مكونة من 11 عنصرا.يعتقد المحققون بأن الخلية كانت تعد لمهاجمة كنيسة سيغرادا فاميليا في برشلونه وملعب كامب نو العائد لفريق برشلونه الكروي. كما كانت تخطط لمهاجمة برج أيفل بباريس.ولكن الإنفجار الذي وقع في الـ 16 من آب / أغسطس في الكنار غير كل هذه الخطط، إذ قتل فيه المخطط الرئيسي للخلية عبدالباقي الساتي.

ولكن هذه القصة هي أيضا قصة فرص ضائعة وفشل استخباري، إذ أن السلطات كانت على علم بالساتي ونشاطاته منذ عدة سنوات.وعلمت بي بي سي أن عصابة المتشددين التي كان يقودها الساتي كانت ترتبط بشبكة أخرى قال أحد أفراد الخلية الذي نجا إنها قد تتضمن اماما يرأس خلية أخرى من 8 أو 9 افراد في فرنسا.وبعد مرور سنة، طلبت جهات التحقيق الفرنسية معلومات من 10 دول، وما زالت تحاول تفكيك الشبكة المتشددة والتعرف على وجود خلية فرنسية محتملة.ويقول رئيس قوة مكافحة الارهاب في كتالونيا إن مخطط الهجمات ربما كان يقيم خارج اسبانيا.

قصة عصابة الساتي

عندما خرج الجيران من المباني المدمرة في الكنار، لم يدر في خلدهم أن ثمة علاقة بين الانفجار والتطرف. ولكن تم التعرف على جثتي الساتي (44 عاما) ويوسف علاء (22 عاما) عقب الانفجار.قال رجل الاطفاء جوردي بورت الذي كان من اوائل الذين وصلوا الى مكان الانفجار، “كانت الاعتقاد الأقوى بأن الانفجار وقع في مختبر لتصفية المخدرات.”ولم تتضح الصورة الحقيقية الا في اليوم التالي، وذلك بعد أن قامت خدمات الطوارئ بالبحث في انقاض المنزل المدمر.ووقع آنذاك انفجار ثان لم تقل شدته عن الانفجار الأول جرح فيه 9 من رجال الاطفاء.فقد عثرت خدمات الطوارئ والاطفاء على مصنع للقنابل يحوي أكثر من 200 كيلوغراما من المواد المتفجرة، الكثير منها في حالة غير مستقرة ومصممة لالحاق أكبر قدر من الخسائر.

فقد عثرت السلطات على عبوات ومسامير وكميات كبيرة من مواد الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين والبيكاربونات اضافة الى صواعق، وكلها تدخل في انتاج مادة TATP المتفجرة.كما عثرت على عدد من القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة.ولم يكتشف المحققون الا لاحقا – من الأدلة التي عثروا عليها من آلات التصوير الرقمية والحواسيب والهواتف الخلوية التي وجدوها – بأن أفراد الخلية كانوا يخططون لاستخدام هذه المتفجرات لمهاجمة عدد من أهم المعالم السياحية في أوروبا.

الهجمات

في عصر يوم الـ 17 من آب / أغسطس، قاد يونس أبو يعقوب شاحنة صغيرة مؤجرة بسرعة كبيرة في شارع لاس رامبلاس في برشلونه المكتظ بالمارة داهسا عددا كبيرا منهم.وقال شهود إن سائق الشاحنة كان يحاول دهس أكبر عدد ممكن من الراجلين الذين كانوا يتجولون في الشارع.ودهس العديد من المارة، بينما فر آخرون الى المقاهي والمحلات المجاورة طلبا للأمان.

قتل أبو يعقوب في ذلك الهجوم 13 شخصا، وأصاب أكثر من 130 بجروح قبل أن يفر راجلا. عقب ذلك، سرق سيارة فورد صغيرة بعد أن قتل سائقها. وتوفيت ألمانية اصيبت في لاس رامبلاس لاحقا متأثرة بجروحها مما رفع عدد القتلى الى 15.وبعد ساعات ثماني، وفي الساعات الأولى ليوم الـ 18 من آب / أغسطس، توجه 5 رجال الى كامبريلس التي تبعد عن برشلونه بمسافة 100 كم الى الجنوب. وهؤلاء كانوا شقيق يونس، حسين أبو يعقوب وموسى أوكبير وسعيد علاء والشقيقان محمد وعمر هيشامي.

دهست السيارة التي يستقلونها، وهي سيارة سوداء من طراز أودي A3، عددا من المارة في منتجع كامبريلس الساحلي وانقلبت قبل أن يخرج منها ركابها وهم يلوحون بسكاكين وفأس, وقتلوا امرأة اسبانية وأصابوا عددا آخر في ذلك الهجوم.وكان المهاجمون يرتدون أحزمة ناسفة كاذبة تحمل قناني بلاستيكية الغرض منها اثارة الذعر. كما كانت الفكرة أن ارتداء هذه الأحزمة ستجعل المهاجمين اهدافا لرصاص الشرطة مما يضمن موتهم كشهداء – حسب اعتقادهم.

في تلك الأثناء، كان يونس أبو يعقوب – الذي قاد الشاحنة في لاس رامبلاس في برشلونه – ما زال طليقا، ولكن رحلة هربه انتهت في الـ 21 من آب / أغسطس في حقل يقع الى الغرب من برشلونة. فقد أخبر مواطنون محليون الشرطة ما جرى، وقتل يونس – الذي كان يتمنطق بحزام ناسف – رميا بالرصاص من قبل الشرطة.كان الشباب المسؤولون عن الهجمات قد قضوا على أرواح 16 شخصا.ولكن ما هي الجهة التي وقفت خلف هذه جرائم القتل هذه؟

شبان عاديون اعتنقوا العنف

تقع بلدة ريبول الجميلة على سفوح جبال البيرانيس على مسافة 90 دقيقة بطريقة البر عن برشلونه. في هذه المنطقة المحاطة بأشجار الصنوبر والجداول الجبلية، كان هذا المكان الذي ترعرت فيه معظم الخلايا الارهابية في كاتالونيا.كان أفراد هذه الخلايا من المهاجرين المغاربة، من الجيلين الأول والثاني، ومعظهم كانوا زملاء في المدارس الابتدائية التي حضروها في طفولتهم. وكانت هذه الجماعات تضم 4 مجموعات من الأشقاء.

حسب كل الأقاويل، كان هؤلاء شبانا عاديين يشاركون في مباريات فرق كرة القدم المحلية ويحضرون اجتماعات النوادي بعد انقضاء ساعات الدراسة ويشاركون في رحلات مع زملائهم في الجبال.وكان حسين أبو يعقوب، أحد الذين شاركوا في الهجوم في كامبريلس، معروفا بـ “حوسه” وكان عضوا في فريق كرة القدم المحلي.سبق لعاملة الشؤون الاجتماعية نورية بيربينيا ان ساعدت عددا من اولئك الشبان في ناد مخصص للواجبات المدرسية.قالت نورية، “كانوا يحضرون الى هناك بعد انقضاء ساعات الدراسة لاستخدام أجهزة الكمبيوتر لأنهم كانوا يفتقرون الى الحواسيب وقدرة الاتصال بالانترنت في مساكنهم.”

من جانبها، قالت راكيل رول، وهي والدة أحد اصدقاء حوسه (حسين أبو يعقوب) في رسالة عاطفية كتبتها عقب الهجمات، “كانوا مثلهم مثل بقية الصبية.”وأضافت في رسالتها، “كانوا كالصبية الذين تراهم يلهون في ميدان المدينة أو الصبي الذي يحمل حقيبة ملأى بالكتب أو الصبي الذي يحييك ويعطيك دوره في طابور السوق أو الصبي الذي يشعر بالحرج عندما تبتسم له فتاة.”لم تكن السلطات الاسبانية على علم بنشاطات أي من الشباب المنضوين في الخلية عدا ادريس أوكبير وبالطبع الساتي. فقد كان لأوكبير سجل جنائي يشمل السطو والاعتداء الجنسي والعنف المنزلي، ولكن مع ذلك لم يسترع ذلك أي اهتمام يذكر.بعد تخرجهم من المدارس، توجه معظم أفراد الخلية للعمل في المصانع والمقاهي والمطاعم المحلية.

كيف تمكن الساتي من تنظيم خلية ارهابية

بعدئذ دخل الساتي المشهد وبدأ العمل في واحد من مسجدي المدينة مدعيا أنه إمام.كان الساتي، الذي ولد في منطقة جبال الريف المغربية، قد وصل الى اسبانيا في اوائل القرن الحالي، ودخل السجن لمرات عدة قبل أن يجلبه الى ريبول حطاب مغربي في ربيع عام 2015.يقول ابراهيم علاء، الذي قتل ولداه سعيد ويوسف في الكنار وكامبريلس، إن الساتي كان له “نفوذ سيء” وإنه لم يحبه ابدا.وكان الساتي قد زار منزل آل علاء مرتين دون دعوة عندما كان يعتقد بأن ابراهيم لم يكن موجودا. كان سعيد يعمل في مقهى قريب، وقال الساتي إنه ينبغي عليه التوقف عن العمل في المقهى لأنه يقدم الكحول ولحم الخنزير.وأمر يوسف بالتوقف عن العمل في المقهى في شهر رمضان.

قال ابراهيم إن “معتقدات الساتي كانت متشددة جدا، وكانت عبارة عن تفسيرات للدين الإسلامي لم استسغها، وهذا ما قلته لولدي، فلم أرغب في ذهابهم الى المسجد ولم اتحدث الى الساتي.”ولكن، وبحلول كانون الثاني / يناير 2016، كان الساتي قد ترك ريبول للبحث عن فرص جديدة.توجه الساتي الى بلجيكا حيث بدأ بالقاء المواعظ في مسجد يقع في ديجيم خارج بروكسل، وقال لكبار أفراد الجالية الاسلامية هناك إنه مخبر يعمل لصالح المخابرات الإسبانية.

“لم يثقوا به، بل وطالبوه بوثائق تثبت أنه اماما بالفعل”، حسبما قال هانز بونتيه رئيس بلدية مدينة فيلفوردة البلجيكية. ومضى للقول، “ولكن لم يكن له سجل جنائي، ولذا لم يقدم الوثائق التي طولب بتقديمها.”توجه مسؤول المسجد إلى الشرطة، وأدرج ضابط شرطة المعلومات الخاصة بالساتي في سجل بيانات بلجيكي.وكان من المفترض أن تناقش القضية من قبل وكالات الأمن المحلية والوطنية في بلجيكا، ولكن عنصر الشرطة الذي قدم الطلب لم يستلم أي إخطار بذلك.وتوجه ضابط الشرطة البلجيكي الى نظير كتلانوي له كان على معرفة به، ولكن لم يسفر ذلك اللقاء عن أي نتيجة.

من المخطط الى الهجوم

تمكن الساتي من العودة الى ريبول في نيسان / أبريل 2016 بعد وقت قصير من تفجيرات بروكسل رغم التحذيرات التي أصدرتها مرتين السلطات المحلية.وقال رئيس البلدية بونتيه، “كان هناك ضعف في التواصل المعلوماتي بين الشرطة الكتلانية والشرطة الاسبانية الاتحادية، مما تسبب في الكثير من التوتر بين السلطات الكتلانية والاسبانية.عاد الساتي الى بروكسل عدة مرات عقب ذلك، وعند عودته الى ريبول بدأ العمل في تأسيس ثاني مسجد في المدينة.

قبل عام من وقوع أحداث برشلونه، بدأ اصدقاء عناصر خلية ريبول يلاحظون تغيرا في سلوكهم، فقد بدأوا يرفضون ارتداء الملابس ذات العلامات التجارية، كما بدأوا بالتوجه الى المساجد أكثر من ذي قبل.وقال أحد هؤلاء الأصدقاء، “بدأوا بالاختلاء بأنفسهم.”كما بدأ أفراد الخلية بالقيام بزيارات دورية الى “مصنع المتفجرات” في الكنار. وكان أحد أهم هؤلاء الزوار هو يونس أبو يعقوب الذي نفذ هجوم برشلونه. وكان المنزل الذي انتجت فيه المتفجرات مسجلا باسمه وبإسم يوسف علاء.

وفي وثائق اطلعت عليها بي بي سي، بحث أفراد الخلية في الانترنت عن تعليمات خاصة بالكيمياء ومعلومات عن قادة تنظيم الدولة الاسلامية ومعلومات عن كيفية اعداد المتفجرات وعن الاهداف التي يمكن مهاجمتها.وقام هؤلاء بسرقة الأموال من اماكن عملهم لتمويل شراء المتفجرات والسفر، وكما قاموا ببيع الحلي والذهب في مدن على الساحل الكتالوني لنفس الغرض.في هذا الوقت، كان أفراد خلية ريبول يسافرون الى دول مجاورة، وكشفت المعلومات التي عثر عليها في حواسيبهم وهواتفهم أنهم كانوا يقيمون علاقات مع عناصر تعرفها السلطات في شتى الدول الأوروبية.

كما سافر أفراد الخلية الى المغرب مرات عدة لزيارة أقاربهم واصدقائهم، وعلى وجه الخصوص قبيل وقوع الهجمات، كما زاروا النمسا مرة واحدة. وقام الساتي بعدة زيارات الى بلجيكا، وشوهد هناك للمرة الأخيرة قبل وقوع هجمات كتالونيا بشهرين.ولكن جهات التحقيق وجدت زيارتين اعتبرتهما مثيرتين للانتباه بشكل خاص.ففي كانون الأول / ديسمبر 2016، قصد يوسف علاء ومحمد هيشامي مدينة بازل السويسرية، كما أقاما في فندق “أوليمبيا” في مدينة زوريخ. ويبدو أن الهدف من تلك الزيارة كان مناقشة أمور لوجستية ومالية مع عناصر مرتبطة بـ”مسجد النور.” كان يقع هذا المسجد في مدينة وينترثور السويسرية ولكنه أغلق لاحقا.

بعد اسبوع واحد، التحق الإثنان بيونس أبو يعقوب – الذي اشتهر بوصفه المسؤول عن هجوم شارع لاس رامبلاس – في بروكسل.وقبل أيام قلائل من هجوم لاس رامبلاس، وصل الى باريس يونس أبو يعقوب منفذ ذلك الهجوم بمعية عمر هياشامي. وأخذا هناك سيارة الـ “آودي” التي كان يقودها هياشامي عندما دهست المارة في كامبريلس.في الـ 11 والـ 12 من آب / أغسطس، تمكنت السلطات من تعقب هاتفي الشخصين المذكورين في مركز باريس وفي حيي مالاكوف وسانت دني في العاصمة الفرنسية. كان الشخصان يتصلان بأناس آخرين كانوا يستخدمون شرائح مؤقتة في هواتفهم.

من كان المسؤول؟

يجزم المحققون بأن الرحلة التي قام بها أفراد الخلية الى باريس كانت جزءا من عملية الغرض منها تعيين اهداف لخلية ثانية من الجهاديين. وكان الهدف هو برج ايفل الشهير في العاصمة الفرنسية.السؤال المهم هو ما اذا الساتي وخلية ريبول ضالعين في مخطط أوسع نطاقا يرتبط بخلايا متطرفة في أوروبا.

يقول مانيل كاستيلفي، رئيس قوات مكافحة الارهاب في كتلانويا، “نعتقد بوجود أدمغة خارج اسبانيا، ربما في أوروبا وربما في منطقة من مناطق القتال، أقنعوا هؤلاء بتنفيذ هذا الهجوم (لاس رامبلاس).”ويضيف كاستيلفي أنه رغم سهولة الحصول على متفجرات TATP التي ضبطت عند أفراد الخلية في الكنار، فإن الكميات التي عثر عليها وقدرة هؤلاء الأفراد على انتاج القنابل، تشير إلى أن “شخصا ذا علم مهم قد زود الخلية بالمعلومات اللازمة.”كما علمت بي بي سي بأن الساتي كان قد حجز مقعدا في رحلة جوية من برشلونه الى بروكسل في تشرين الأول / أكتوبر 2017، مما يشير الى انه (الساتي) لم يكن ينوي الانتحار مثل الآخرين.

لماذا أفلت الساتي؟

كانت السلطات الاستخبارية الأوروبية على علم بنشاطات الساتي منذ سنوات، ولكن لم تتخذ أي خطوات حاسمة تجاهه.وعندما دقت نواقيس الانذار في بروكسل في عام 2016، أخفقت السلطات البلجيكية في الاتصال بنظرائها في اسبانيا، كما أخفقت السلطات الاسبانية في التنسيق فيما بينها.ولكن هذه الاخفاقات تعود الى زمن أقدم من ذلك بكثير.فالساتي كان مراقبا لارتباطه بالجهاديين منذ عام 2005.

كان الساتي آنذاك يقيم في بلدة فيلانوفا اي ال غيلترو، وهي بلدة ساحلية تقع الى القرب من برشلونه، وتعرف فيها على جزائري يدعى بلقاسم بليل. وكان الإثنان على علاقة بشبكة تدعى خلية فيلانوفا.تبين لاحقا أن بليل اصبح انتحاريا في العراق، إذ قتل 28 شخصا في هجوم نفذه في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2003.وتم التحقيق مع أفراد في الخلية لقيامهم بايفاد عناصر الى سوريا والعراق، ولعلاقتهم بالمسؤولين عن تفجيرات عام 2004 في العاصمة الاسبانية مدريد. ولكن التهم الموجهة اليهم الغيت حينها.

وفي عام 2005، سعت السلطات الاسبانية للحصول على موافقة لرصد هاتف الساتي. وكانت السلطات تعتقد أن الساتي كان يعمل وسيطا مع عناصر في تنظيم أنصار الاسلام. ولكن بعد اخفاقهم في الحصول على أدلة كافية، رفع الرصد عن هاتف الساتي، ولكن، وفي الوقت ذاته، ادرج اسمه في سجل أوروبي مخصص لاولئك الذين يدعمون الارهاب.سجن الساتي في عام 2010 في بلدة كاستيلون الى الجنوب من برشلونه لقيامه بتهريب مخدر القنب من المغرب الى اسبانيا.

وعندما كان في السجن، اتصل به مركز المخابرات المركزي الاسباني عن طريق مخبر، ولكن السلطات توصلت لاحقا الى ان هذا المخبر لا يمكن الاعتماد على افاداته.ولكن مع ذلك، قررت السلطات الاسبانية بأن الكثير من الشبهات تدور حول الساتي مما برر لها رصد هاتفه بعد خروجه من السجن، حسبما علمت بي بي سي. وكان مركز المخابرات المركزي الاسباني يريد أن يعرف ما إذا كان الساتي ما زال على اتصال بمتشددين، ولكن محاولة الرصد هذه أوقفت لاحقا لأن قاضيا اسبانيا قرر بأن العملية لم تسفر عن نتائج ذات فائدة.

بعبارة أخرى، كانت علامات الانذار موجودة وظاهرة للعلن، ولكن فرصا ثمينة ضيعت.استغرقت عملية تحول عبدالباقي الساتي من أطراف التشدد الاسلامي ليصبح زعيم حلقة لخلية اجرامية في شمالي اسبانيا عدة سنوات.يقول مانويل نافاريتي، رئيس قسم مكافحة الارهاب في الشرطة الأوروبية يوروبول، إن ثمة دروسا يجب تعلمها عن ضرورة تبادل المعلومات بين الدول الأوروبية المختلفة.وقال، “برهنت لنا تجربة برشلونه أن علينا النظر الى اللاعبين المحليين بطريقة مختلفة، وخصوصا فيما يتعلق بخلية محلية تطورت بشكل ملفت.”

رابط مختصر … https://eocr.eu/?p=983

تابعنا على تويتر

مقالات ذات صلة

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال  فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

اليمين المتطرف في ألمانيا ـ استغلال فنون الدفاع عن النفس لتعزيز الإيديولوجية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا يصل أكثر من 200 ضابط شرطة إلى اجتماع يضم حوالي 130 رجلاً وامرأة في منطقة هاشنبورج الصغيرة في منطقة فيسترفالد. يتعلق الأمر بحدث فنون قتالية - ذو خلفية يمينية متطرفة. خلال مداهمة ليلية كبرى في منطقة فيستروالد، فضت الشرطة اجتماعًا...

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

اليمين المتطرف ـ فرار المتطرفين من تيليجرام إلى سيمبلكس

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا فر بعض المتطرفين من اليمين المتطرف من تيليجرام إلى ملاذ جديد: سيمبلكس، خدمة الرسائل التي حصلت للتو على أكثر من مليون دولار في التمويل بمساعدة جاك دورسي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر، والمعروفة الآن باسم إكس. بدأت الهجرة...

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

ألمانيا ـ اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء بتصريحات معادية للسامية

 المرصد الأوروبي لمحاربة التطرف ـ هولندا من المقرر تنظيم مسيرات في وقت لاحق من سبتمبر 2024 لإحياء ذكرى هجمات السابع من أكتوبر 2023. سوف تتصاعد المشاعر وستواجه الشرطة مهمة صعبة. أعلنت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر (SPD) عن اتخاذ إجراءات صارمة في حالة الإدلاء...

Share This