لا يمكننا قبول المزيد”.. بولندا أمام كارثة اللاجئين من أوكرانيا -أزمة أوكرانيا
الحرة ـ عادت بولندا لاستقبال موجة لاجئين جديدة بعد العملية الروسية الجديدة في شرق أوكرانيا.وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن تسونامي اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا بدا وكأنه انتهى حيث شجع انسحاب القوات الروسية من العاصمة كييف بعض الأوكرانيين على المخاطرة والعودة لديارهم.وأدى غزو روسيا لجارتها إلى تدفق حوالى خمسة ملايين لاجئ إلى دول الاتحاد الأوروبي استقبلت بولندا معظمهم، ما شكّل تحديا للدول الأوروبية التي تعاني من ضغط على ميزانياتها فيما تتعامل مع تدفق اللاجئين.ووضع أكبر مستشفى للأطفال في وارسو مرضى من أوكرانيا على قائمة انتظار عمليات زراعة الكبد وأحيانا يتقدمون على الأطفال البولنديين، فيما اضطرت المدارس إلى البحث عن معلمين إضافيين لمواكبة تدفق التلاميذ الجدد. أزمة أوكرانيا
وتعرضت وسائل النقل العام لخطر الانهيار تحت ضغط العديد من اللاجئين الذين فروا من الحرب باتجاه عاصمة بولندا.ومع ذلك، استمرت وارسو في العمل متحدية التوقعات بحدوث انهيار ورد فعل شعبي غاضب، حيث زينت المدينة، التي استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين الفارين، بالأعلام الأوكرانية ولافتات الدعم لجار بولندا الشرقي الذي مزقته الحرب.ولكن في الوقت الذي بدا فيه أن كارثة تسونامي للاجئين، التي أدت إلى زيادة عدد سكان العاصمة بنحو 20 بالمئة في غضون أسابيع قليلة فقط، بدأت في الانحسار، يستعد رئيس بلدية وارسو، رافال ترزاسكوفسكي، لتدفق جديد محتمل مع دفع الجيش الروسي لتحقيق ما يريده الرئيس، فلادمير بوتين، الذي تعهد أن يستكمل الحرب.أزمة أوكرانيا
وقال ترزاسكوفسكي، وهو معارض ليبرالي لحزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا في مقابلة، “وارسو في الصدارة. لقد استقبلنا أكثر من 300 ألف شخص لكن لا يمكننا قبول المزيد. مع تصعيد روسيا في شرق أوكرانيا يمكن أن نشهد موجة ثانية”.وأضاف: “تخيل أن مدينتك زادت فجأة بنسبة 15 إلى 20 بالمئة: نعيش ضغطا لا يصدق يزيد من التكلفة على الخدمات العادية للمدينة مثل النقل العام والصرف الصحي والتعليم وما إلى ذلك. هذه التكاليف تصل إلى مئات الملايين من الدولارات”.وأظهرت الأرقام الصادرة عن سلطات الحدود البولندية الأسبوع الماضي أن عدد الأوكرانيين المغادرين والقادمين إلى البلاد يتوازن تقريبا في بعض الأيام.أزمة أوكرانيا
ومع اقتراب عيد الفصح الأرثوذكسي، عاد عدد أكبر من الأشخاص ليكونوا مع عائلاتهم في أوكرانيا أكثر مما وصل إلى بولندا، حيث أفادت دائرة الحدود البولندية، السبت، أن 19900 شخص قد عبروا إلى بولندا من أوكرانيا في اليوم السابق، بينما غادر 23800 في الاتجاه الآخر.وبعد ذروة وصول أكثر من 30 ألف أوكراني إلى وارسو يوميا الشهر الماضي، انخفض العدد إلى بضع مئات فقط الأسبوع الماضي. لكن هذا الرقم يتزايد الآن مرة أخرى، حيث يأتي الآن 2000 أو 3000 آلاف لاجئ إلى العاصمة كل يوم معظمهم من منطقة دونباس الشرقية.أزمة أوكرانيا
وفرت حكومة المدينة مساكن مؤقتة لأكثر من 70 ألف أوكراني في مكاتب وقاعات رياضية غير مستخدمة، ولكن، كما قال ترزاسكوفسكي، وجد المزيد من اللاجئين مأوى مع عوائلهم وأصدقائهم أو مع “الغرباء الذين يقولون إنهم قد لا يستمرون في عروض استضافة اللاجئين في غضون شهر أو شهرين”.وقالت روكسولانا تييموتشكو-فولوشين، 34 عامًا، التي وصلت الشهر الماضي مع ابنها فولوديمير البالغ من العمر 7 سنوات، “إنه لأمر رائع أن يكون لدينا جار لطيف مثل هذا عندما يهاجمنا جارنا من الشرق بمثل هذه القسوة”.أزمة أوكرانيا
ونقلت روكسولانا من الحدود مباشرة إلى وارسو عبر سيارة إسعاف باتجاه معهد “ميموريال” الصحي للأطفال وهو مجمع طبي مترامي الأطراف جنوب شرق العاصمة، لعلاج ورم في عين ابنها.وقال مدير مستشفى الأطفال، ماريك ميغدال، إن المرضى من أوكرانيا “يحصلون تمامًا على نفس الحقوق في العلاج مثل المواطنين البولنديين”.لكن ميغدال كان قلقا من أنه “إذا زاد عددهم (اللاجئين) فلن تكون قدرتنا كافية”.
رابط مختصر.. https://eocr.eu/?p=8504